شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسة حوار للرد علي أسئلة بعض المشاركين في منتدي شباب العالم2018 بشرم الشيخ مساء أمس. وحول سؤال عن عدم تدخل مصر لحل الأزمة اليمنية, أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن المشكلات المتواجدة معقدة بشكل كبير, وتساءل قائلا: الواقع المتواجد في أفغانستان الذي ظل أكثر من30 عاما لم يستقر وهناك عدد من القتلي الذين سقطوا خلال هذه المدة, لماذا لم تتدخل مصر حتي تحل هذه المسألة؟ المشاكل المتواجدة في العالم وفي المنطقة العربية والإسلامية مشكلات مركبة ومعقدة تحتاج إلي جهود كبيرة وقدرة علي التأثير لإيجاد حلول لتلك المسائل, قد تكون لدينا فرصة من خلال علاقتنا مع المملكة العربية السعودية وأشقائنا في الخليج, أن يكون لنا تأثير إلا أن هناك أطرافا أخري ليست لدينا القدرة علي التأثير في مواقفهم لإيجاد قاسم مشترك لحل مسألة اليمن. وأضاف الرئيس السيسي أن الصراع في اليمن ليس بين الحوثيين والسلطة اليمنية ولكن قد يكون بين دول ومدار علي أرض اليمن, وقدرة مصر لها حدود ونحن لا نستطيع أن نؤثر في كل الأطراف, مشيرا في الوقت ذاته إلي أن هذا الحديث لا ينطبق فقط علي اليمن وإنما علي سوريا وليبيا وأفغانستان, كل هذه الصراعات, متمنيا أن تنتهي هذه الصراعات حتي ينعم أهلها بالأمان والسلام. وقال الرئيس ردا علي سؤال بشأن الموقف من قضية جمال خاشقجي ودعم مصر للمملكة العربية السعودية إن هذه القضية تخضع للتحقيق من جانب جهات التحقيق في دولتين, الدولة التي حدثت علي أرضها الواقعة وكذلك المملكة العربية السعودية, وتساءل الرئيس قائلا: لماذا نستبق الأحداث.. لماذا لا تصدقوا الأشخاص في منطقتنا. وتابع قائلا: في مصر علي سبيل المثال عندما يقال إن موضوع ما يخضع للتحقيق وإن العدالة ستأخذ مجراها, لماذا لا يتم تصديق هذا الكلام, لماذا يوجد تصور أن التأخر الاقتصادي أو غيره سيمتد إلي تحقيق العدالة. وأضاف القضايا التي يوجد بها اهتمام من جانب دول متقدمة, يعتقد بأننا نستطيع أن نسيس القضاء, وأن نأخذ مسارات القضاء إلي مناطق طبقا لما نريده, والحقيقة عكس ذلك تماما.. أنا أتحدث عن مصر كمثال. وردا علي سؤال حول إمكانية تدشين عملة موحدة في إفريقيا, أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن هذا حلم يحتاج إلي عمل شاق, من جميع الدول في إفريقيا, موضحا أن تدشين الدول الأوروبية للعملة الموحدة يورو جاء عقب جهود كبيرة من العمل المؤسسي الدقيق المنظم, وفقا لقاعدة علمية اقتصادية ضخمة. وتابع: تلك الأمور لا تؤخذ برغباتنا فقط, ولكن هل مقوماتنا تسمح بأن نطلق عملة موحدة؟ مشيرا إلي أن كل ما نتمناه لا يمكن تحقيقه مباشرة. ولفت إلي أن التجربة الأوروبية سبقتها مناقشات امتدت لأكثر من40 عاما لتوحيد القارة الأوروبية, ورغم ذلك حدث نوع من التوقف لمراجعة هذه الإجراءات مرة أخري. وقال إذا كنا نتحدث عن إفريقيا نحن نتمني أولا أن نوقف نزيف الدم ونحقق الاستقرار والأمن بدول القارة وتحقيق معدل تنمية مناسب للجميع. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي, في حديثه لأحد الشباب من العراق: داعش سيطرت علي كام في المائة من أراضي العراق ودمرتها؟.. يا عبد الله أنت مشفتش العراق.. أنا شفتها.. كانت دولة قوية قادرة يشار لها بالبنان وكانت قادرة سياسيا واقتصاديا وعسكريا.. ولكن الناس بدأوا يتحركون لهدم الدولة علي أمل البناء ثانية.. لكن الدولة التي بتتهد مش بترجع تاني, مع إخراج مصر من هذه القاعدة.. لأن هناك سببا قدريا, فصاحب الحق في استقرار الدولة دي ربنا قبل كل شيء. وأضاف الرئيس: أنا كإنسان مصري يعلم كثيرا من الأمور التي لا يعلمها الكثير.. كانت هناك نتائج أخري.. لكن ربنا قال لا.. مفيش قوة علي وجه الأرض تستطيع أن تقف أمام قدرة الله.. ثم وضع الأسباب.. يوجد في مصر جيش قوي جدا.. مش قوة فلوس أو عسكرية بل قوة وطنية, ومستعد يضحي بنفسه عشان تبقي دولة يحافظ عليها, والجيش انتصر في كل مصر عشان لا تنهار من الإسكندرية لأسوان ومن السلوم لرفح, في وقت كان لا توجد فيه أجهزة أخري.. حيث ضربت وزارة الداخلية في مصر, وربنا كان هذا السبب.. والجيش مش مسيس أو مذهبي ولا يتبع السلفيين أو غيرهم.. جيش وطني مصري فيه المسلم والمسيحي زي بعض بدون فرق, ومن يموت فهو مصري شهيد... الجيش مش عرقي أو طائفي أو مذهبي ثم هو جيش قوي جدا, وربنا أراد هذا.. والقائمون كان ربنا منور بصيرتهم كويس ووفقهم للتعامل, لكن انظروا لسوريا, الدولة دمرت تماما, ولا يمكن لوم أحد علي ما حدث.. انظروا لليبيا والعراق واليمن والصومال وأفغانستان.. الدول اللي بتروح مبترجعش. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: إن فجوة الأغنياء والفقراء من الدول, ليس بإرادة أحد منا من البشر بل بإرادة دولية تتطلب برامج لذلك, مضيفا: هل نحن مستعدون لأن نتقاسم من خلال الصناعات التي يتم السماح بوجودها في بلاد زي بلادنا.. مهما قدمنا من مشروعات زراعية وخدمات فلن تلبي طلبات100 مليون. وأضاف الرئيس: نعمل علي تسهيل وتيسير كل الإجراءات التي تؤدي لجذب المستثمرين لتحسين ظروف العمل والاستثمار ولكن تبقي الإرادة الدولية بالسماح لوجود بعض الصناعات في مصر أو غيرها من الدول الإفريقية, فالدولة المتقدمة تريد الحفاظ علي مستوي معين من الحياة وتعلم أن حفاظها علي ذلك يتطلب امتلاك صناعات بعينها وتطويرها, والسؤال هل هذه الدول مستعدة للمشاركة مع دول أخري في هذا الأمر. وواصل الرئيس قائلا: مفيش دولة يمكن أن تعيش العمر كله علي المساعدات والمفروض مفيش شعب يقبل ذلك طوال العمر, ومحدش يقدر يصرف علي دولة بحجم مصر فيها100 مليون.. المطالب هائلة وكل دولة تجري وتتقدم لصالح شعبها.. والمفروض نعمل ونصبر ونكدح لتحقيق الحد المناسب من مطالب شعوبنا.. إجابتي تحددها الإرادة الدولية من خلال تفهم المجتمع الدولي وخاصة الدول الغنية, ولا يمكن أن تعيش دولة بمعزل عن الدول الأخري وعدم استقرارنا بلا شك سيصل إلي الدول الأخري. وداعب الرئيس أحد الحضور, بعد سؤاله عن سر بقائه ساهرا لآخر الليل بمنتدي الشباب, قال: أنا راجل كبير في السن دلوقتي, مؤكدا: لا يبقيني أحد ساهرا إلا بلدي.. أنا عاوز أنام وأصحي بيها حتي قبل وجودي في الحكم منذ50 عاما وصعبان عليا ومضايق ومتألم وغضبان.. ليه إحنا كدا.. لازم نغير ما نحن فيه بالعمل والصبر والتحمل.. وهذا ما أراه. وتابع: لا يوجد حكم للأبد.. الأمر ينتهي بعمر الإنسان.. لكن الشعب يغير إذا أراد التغيير.. والدولة ماشية بشعبها, والمسئولون موجودون بدواوين الحكومة.. والتقدم لا يصنعه الرئيس بل شعب الرئيس والدولة.. وقد تكون الحكومة والرئيس جزءا من الفساد لأنها تشجعه أو تسكت لكن من يفعل ذلك, المواطنون, وإذا كان الخيار بين الوضع الصعب ووضع أصعب منه رأيتموه خلال ال3 سنوات الماضية حينما سيطرت داعش علي العراقوسوريا.. فالخيار لكم. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي, إنه لا يحب الصراعات والمعاناة ولا يحب التخلف والضعف, ويتمني أن تصبح مصر دولة مستقرة آمنة وينعم شعبها بنسبة مقبولة من الحياة المناسبة, فيوجد100 مليون مصري, بينهم65 مليونا تحت سن ال40, لديهم أمل ومنتظرين, وانتظروا كثير.. انتظرو30 و40 سنة. وأضاف الرئيس: أتمني من الله أني أقدر أعمل شيء لشعب مصر وللإنسانية من خلال نبذ الصراع والعنف بيننا وبين بعض.. قد يكون هذا الأمل صعب تحقيقه في ظل التدافع المبنية عليه الإنسانية.. ومفيش سلام بالمطلق مهما حاولنا.. آمالي كثيرة.. المشاكل الموجودة بمصر والمنطقة كثيرة وكذلك إفريقيا.. أنا عمري ما فكرت أن تكون قدرات مصر القوية لصالح مصر فقط, بل لإسعاد الدول الأخري المجاورة.. أريد إدخال البسمة والفرحة علي قلوب كل الناس, وأن يعيشوا بشكل جيد, في مصر وخارجها حتي في إندونيسيا, وذلك في رده علي أحد الحضور المشاركين من إندونيسيا, مقدما التعازي لهم عن الإعصار الذي ترتب عليه تسونامي الأخير وتابع: من حقي أحلم عشان بلدي.. بس مش أنا اللي هحقق حلم المصريين.. اللي هيحقق حلم المصريين هم المصريين.. وإجراءات الإصلاح الاقتصادي التي حدثت بمصر حتي اليوم لو تمت هذه الإجراءات في أي توقيت آخر ومن10 سنوات أو من15 سنة.... وواصل: الرئيس السادات عام1977 أضاف قروش بسيطة علي أسعار السلع الأساسية في مصر وتحرك المصريون وبغض النظر عن تقديري لهذا التحرك ولكن لم ينته تحرك المصريين إلا بإلغاء هذه الإجراءات.. نحن نتحدث عن إجراءات إصلاح اقتصادي قوية وعميقة جدا وذات إجراء صعب علي المصريين.. وتجربة1977 ظلت هاجسا لأي صناع قرار, ولم يستطع صناع القرار الإقدام علي عملية الإصلاح.. التجربة كانت قاسية جدا عام1977, وأرجو أن تروا هذا الموضوع علي مواقع التواصل ورد الفعل ونتائجه, ومنذ1977 قامت محاولات للإصلاح ولكن لم تكن بالمستوي الذي حدث في نوفمبر2016 وبقول إننا لسه مكملين و10% من هذا الإجراءات لم يمكن أن يمرر إلا بقبول المصريين.. ومفيش مصري أو مصرية خرجوا رفضا للقرار رغم معاناتهم.. وأنا بتألم لكل مصري ظروفه صعبة ونحاول التخفيف بإجراءات الحماية.. ولكن نجاح مصر في المستقبل بالمصريين, وعلي قد ما يصمدوا ويصبروا ويعملوا علي قد ما النجاح ما يكون.. وبما إني مسئول لو وجدت الناس لا تتقبل الإجراء فلن أعمله.. لو هيترتب عليه صدام فالقرار لن أقوم به, ولكن رهاني علي وعي المصريين.