بحثت القمة المصرية- الألمانية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, بمقر المستشارية الألمانية في برلين, القضايا ذات الاهتمام المشترك, وقضايا المنطقة وعلي رأسها الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية, بالإضافة إلي سبل دعم التعاون الثنائي بين القاهرةوبرلين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية وغيرها. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي, دعم مصر للمبادرة الألمانية للشراكة مع إفريقيا منذ إطلاقها عام2017 إبان تولي ألمانيا رئاسة مجموعة العشرين; إيمانا بأهمية دعم جهود تحقيق التنمية المستدامة في القارة, مؤكدا أهمية خروج أعمال القمة بنتائج محددة لتعزيز استثمارات القطاع الخاص الألمانية مع إيلاء الاهتمام الواجب بالمكون الخاص بنقل التكنولوجيا, والتعليم والتدريب المهني, لما لذلك من أهمية في إتاحة مزيد من فرص العمل لأبناء القارة. مباحثات قمة وغداء عمل جاء ذلك خلال مباحثات القمة التي أجراها الرئيس السيسي أمس مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, وذلك علي غداء عمل استضافته المستشارة الألمانية, تكريما للرئيس السيسي, بمقر المستشارية بالعاصمة برلين. وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, في تصريح صحفي: إن المباحثات شهدت استعراضا لعدد من الملفات علي صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين, حيث أشار الرئيس السيسي إلي ما حققته مصر من خطوات علي صعيد تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي, وكذلك تحديث البنية التشريعية لحماية الاستثمارات وتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية اتساقا مع رؤية مصر2030, الأمر الذي يعزز من فرص الاستثمار في مصر خاصة في المشروعات القومية الكبري الجاري تنفيذها وعلي رأسها محور تنمية قناة السويس. كما أكد الرئيس السيسي, وجود فرص واعدة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة, علي ضوء ما تتمتع به مصر من إمكانات وموارد في ظل اكتشافات الغاز الطبيعي الأخيرة في مصر, وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه, وبدء تصديره اعتبارا من عام2019, وتحول مصر إلي مركز إقليمي لتداول ونقل الطاقة, بالإضافة إلي مشروعات الطاقة المتجددة مثل إنشاء أكبر محطة طاقة شمسية في العالم في بنبان, وأكبر مزرعة للرياح في الزعفرانة. وأشار الرئيس السيسي كذلك إلي تركيز الحكومة المصرية خلال الفترة الحالية علي بناء الإنسان المصري, وسعيها لتطوير قطاعي التعليم والصحة لتنفيذ تلك الأهداف التي تعد ركيزة أساسية في عملية التنمية المستدامة ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية, لافتا إلي تطلع مصر للتعاون مع ألمانيا في مجال تطوير العملية التعليمية بشقيها الأساسي والمهني, والاستفادة من الخبرات الألمانية المشهود لها بالكفاءة في هذا المجال, فضلا عن التعاون في مجال التعليم العالي, من خلال إقامة تحالف بين الجامعات الألمانية ونظيرتها المصرية. بدورها, أكدت المستشارة الألمانية دعم بلادها لمسار الإصلاح الاقتصادي الذي تنتهجه مصر, مشيدة بما تحقق من إنجازات علي هذا الصعيد, كما أكدت المستشارة الألمانية حرص الشركات الألمانية علي تكثيف التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة وزيادة أنشطتها في مصر, وتعزيز الاستثمارات القائمة, مشيرة إلي ثقتها في أن التعاون بين البلدين سيشهد مزيدا من التقدم في مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة. وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات تطرقت كذلك إلي عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك, خاصة مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية, حيث استعرض الرئيس السيسي في هذا الإطار النجاحات التي حققتها مصر لترسيخ الأمن والاستقرار استنادا إلي مقاربة شاملة في الحرب علي الإرهاب تسعي من خلالها إلي علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الأيديولوجيا والفكر المتطرف وقطع التمويل عن التنظيمات الإرهابية. كما عرض الرئيس السيسي الإنجازات المصرية بدءا بمكافحة الهجرة غير الشرعية عبر منع انطلاق أي مراكب تقل مهاجرين من الشواطئ المصرية باتجاه أوروبا منذ سبتمبر2016, فضلا عن استضافة مصر ملايين اللاجئين علي أراضيها, مؤكدا في هذا الإطار أن استدامة نجاح هذه الجهود تتطلب مزيدا من التعاون مع مصر, ومساعدتها في تلبية الاحتياجات اللازمة لتطوير قدراتها في هذا الصدد. وأعربت المستشارة الألمانية عن تقدير بلادها للجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية, مشيرة إلي أن مصر نجحت في التعامل مع هاتين الظاهرتين وحققت فيهما نجاحات كبيرة, وأكدت استعداد بلادها لتعزيز التعاون مع مصر في هذا المجال. وأشار السفير بسام راضي إلي أن المباحثات تناولت استعراضا لعدد من الملفات الإقليمية خاصة الملف الليبي والأزمة في سوريا, حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوي التنسيق وتقارب الرؤي بين البلدين فيما يخص تلك الملفات, كما شددا علي أهمية تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلي حلول سلمية لمختلف تلك الأزمات, مع الحفاظ علي مفهوم الدولة ودعم مؤسسات الدولة الوطنية, بما يحقق الاستقرار لشعوب المنطقة, وتم أيضا التشاور حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية وسبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة, مستندة إلي القرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة. مصر تمثل نموذجا ناجحا ورحبت المستشارة الألمانية بزيارة الرئيس السيسي, ومشاركته في فعاليات قمة مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع إفريقيا, مشيرة إلي أن مصر باتت تمثل نموذجا ناجحا يحتذي به للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط فضلا عن دورها الرائد في التنمية ومكافحة الإرهاب وكذلك الهجرة غير الشرعية. كما أشادت المستشارة الألمانية بالمستوي المتنامي للعلاقات الثنائية بين البلدين وما تشهده من تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة, مؤكدة حرص ألمانيا علي تطوير التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات.