تشتهر القليوبية بوجود أكثر من 7آلاف مزرعة دواجن تنتج حوالي 70 % من إجمالي إنتاج الدواجن في مصر ولذلك تم إقامة بورصة الدواجن في مدينة بنها عاصمة محافظة القليوبية, وعلي الرغم من أهمية بورصة الدواجن في معظم الأسواق العالمية إلا أنها تشهد حاليا غياب تام بعد سيطرة كبار السماسرة علي السوق.. إلا أن القرارات الحكومية الجديدة لإعادة إحياء تلك الصناعة الهامة ستكون هي الآمل لإنهاء مشاكل المزارعين والمربين. يقول محمود أبو العز- صاحب مزرعة للدواجن بطوخ- إن المربين لا علاقة لهم بارتفاع أسعار المنتج النهائي, لأنهم يبيعون إلي تجار التجزئة بأقل من سعر التكلفة, إلا أن تكاليف النقل إلي الأسواق ومحال الدواجن ترفع السعر النهائي, مؤكدا أن مشاكل المزارع حاليا هي ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية, وكذلك الخوف من انتشار الأمراض وخاصة في الشتاء.. بالإضافة إلي عدم توفير الأمان الحيوي في معظم المزارع وذلك بسبب عدم وجود أفران لحرق الدجاج النافق في المزارع وهذا يعتبر مطلبا أساسيا لكل أصحاب المزارع بضرورة توفير محارق لحرق النافق. نفوذ السماسرة وأضاف سمير نوفل- من الخرقانية بالقناطرالخيرية- أن اتساع نفوذ السماسرة المتحكمين في الأسواق وراء ارتفاع اسعار الدواجن وأصبح التداول بين أصحاب المزارع وتجار التجزئة يجري علي المقاهي, وفي الأسواق الحرة.. ولذلك فان قرار الحكومة بمنع تداول الدواجن الحية جاء صائبا للقضاء علي السماسرة الذين يتاجرون باقوات الشعب.. موضحا إن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج احد الأسباب التي تؤدي ايضا لارتفاع الأسعار خاصة ان معظم هذه المستلزمات من مركزات وأعلاف وأدوية وذرة وفول صويا والعليقة يتم استيرادها من الخارج, وترتبط بارتفاع أسعار الدولار, ما أثر علي كل جوانب الصناعة. الرقابة علي الأسوق و أكد المهندس محمد رضا السيد- وكيل وزارة الزراعة- ونقيب الزراعيين بالقليوبية الأسبق ان صناعة الدواجن تعتبر أحد الأنشطة الإنتاجية الزراعية والركائز الرئيسية في تحقيق الأمن الغذائي باعتبارها مصدر البروتين الحيواني.. كما تتميز صناعة الدواجن بسرعة دوران رأس المال وارتفاع العائد ويبلغ حجم استثماراتها حوالي 65 مليار جنيه وتنتج سنويا ما يفرق من 250 مليار كتكوت عمر يوم واحد وحوالي مليار دجاجة وحوالي 8 مليارات بيضة مائدة وعدم احتياجها لرقعة كبيرة من الأرض.. وكذلك انخفاض رأس المال المطلوب للاستثمار في هذا المجال بالمقارنة بالمشروعات الإنتاجية الأخري للحصول علي البروتين الحيواني, وقال إن أكثر المشكلات التي تواجه بورصة الدواجن هو عدم ملكيتها لأي أحقية قانونيه في الرقابة علي نشاط سوق الدواجن أو تحصيل الغرامات علي التجار, وغياب التنسيق بين الجهات الأمنيه والسلطة التنفيذية بين البورصة.. مشيرا إلي أن البورصة مؤسسة مهمشة وغير قادرة علي ممارسة الرقابة علي السوق. سلالات محصنة وأكد رضا ضرورة اتباع قواعد الأمان الحيوي لعدم التعرض للإصابة بمرض انفلونزا الطيور وانتقاء سلالات دواجن جيدة للتربية محصنة تحت اشراف الدولة والعمل علي تخفيض تكاليف الإنتاج وتوفير الأعلاف ومستلزماتها محليا للحد من استيرادها, واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في التربية وتقديم الدعم الكامل للمنتجين فنيا وماديا وضرورة الرقابة علي أسعار بيع الدواجن.. مع مراعاة تفعيل بورصة الدواجن والعمل علي تطويرها مع توفير قاعدة بيانات ومعلومات تشمل كل البيانات الخاصة بأصحاب المزارع والمربين والتجار والسماسرة حتي يتوافر للبورصة بيانات كاملة عن السوق والمتعاملين فيه بهدف فرض الرقابة عليه.. والإبقاء علي التدريب المستمر للعاملين في هذا المجال سواء البيطريين أو العمال. و طالب وكيل الزراعة الأسبق بالتأمين علي الشركات والمزارعو المعاملة بتلك الصناعة لتعويضها عن الخسائر حال تعرضها لأزمات مع إعادة هيكلة الاتحاد العام لمنتجي الدواجن حتي يكون أكثر كفاءة وفاعليه وتوسيع قاعدة العضوية لتشمل صغار المنتجين.. والعمل علي تطوير الثقافة الإنتاجية المنزلية والتي تساهم في قطاع الإنتاج الداجني في الدولة والتي تعاني من العشوائية وغياب الأمان الحيوي. من جانبه وعد الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق محافظ القليوبية مزارعو الدواجن والمربين بالمحافظة بسرعة حل مشاكلهم لإنقاذ تلك الصناعة الهامة التي تمثل ركنا أساسيا في الاقتصاد الوطني من خلال التواصل والتنسيق مع وزير الزراعة ومع كليات الزراعة والطب البيطري بجامعة بنها للاستفادة من خبراتها في مجال الأبحاث الهامة للحفاظ علي تلك الثروة.. وكذلك توعية المزارعين والمربين باستخدام الأساليب الحديثة للتربية.