حسمت المملكة العربية السعودية الجدل حول وفاة المواطن السعودي الصحفي جمال خاشقجي, بعدما كشفت تحقيقات النائب العام السعودي, التي أعلنت في الساعات الأولي من صباح اليوم, عن وفاة خاشقجي نتيجة شجار مع مجموعة من الأشخاص الذين قابلوه داخل القنصلية, وتطرق الأمر إلي حدوث اشتباك بالأيدي مما نتج عنه وفاة خاشقجي. في غضون ذلك, أكدت النيابة العامة أن تحقيقاتها في هذه القضية مستمرة مع المحبوسين علي ذمة القضية, البالغ عددهم حتي الآن18 شخصا, جميعهم من الجنسية السعودية, تمهيدا للوصول إلي كافة الحقائق وإعلانها, ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية, نقلا عن بيان النيابة العامة, أن الأشخاص السعوديين قابلوا خاشقجي في القنصلية في2 أكتوبر بعد ظهور مؤشرات تدل علي إمكانية عودته للبلاد, مضيفة أنها ضبطت18 سعوديا علي ذمة القضية. وبالتزامن مع هذا الإعلان, أمر العاهل السعودي, الملك سلمان بن عبد العزيز, بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري, وثلاثة من كبار موظفي جهاز الاستخبارات, وهم مساعد رئيس الجهاز لشئون الاستخبارات اللواء طيار محمد بن صالح الرميح, ومساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية اللواء عبد الله بن خليفة الشايع, ومدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء رشاد بن حامد المحمادي. كما أمر الملك سلمان بإعفاء المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني من منصبه, وأصدر العاهل السعودي أيضا قرارا بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان, لإعادة هيكلة جهاز الاستخبارات العامة وتحديد صلاحياته, وقالت وكالة الأنباء الرسمية واس: إن القرار جاء بتوصية من ولي العهد علي خلفية القضية. وصرح مصدر سعودي مسئول أن المملكة اتخذت الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة بعد إثارة الموضوع, وأرسلت فريقا أمنيا إلي تركيا بتاريخ6 أكتوبر للتحقيق والتعاون مع الأجهزة نظيرتها في إسطنبول, والسماح للسلطات التركية بدخول القنصلية ودار سكن القنصل السعودي, حرصا علي معرفة جميع الحقائق. في الوقت نفسه, أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن التوجيهات والقرارات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين, الملك سلمان بن عبد العزيز, تأتي استمرارا لنهج المملكة في ترسيخ أسس العدل, وأضافت أن الإجراءات تعكس حرص القيادة علي أمن وسلامة جميع أبناء الوطن, كما تعكس عزمها علي ألا تقف هذه الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسئولين المباشرين, لتشمل الإجراءات التصحيحية الكفيلة بمنع حصول مثل هذا الخطأ الجسيم مستقبلا. علي صعيد متصل, أعلن البيت الأبيض في بيان فجر اليوم, أنه تابع بيان السعودية, وأخذ علما بأن التحقيقات جارية ومستمرة, وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستتابع التحقيقات الجارية, داعية إلي تحقيق العدالة بشكل سريع وشفاف, مشيرا إلي تأييد البيت الأبيض للعدالة التي تأتي في الوقت المناسب, والشفافية التي تتفق مع الإجراءات الواجبة, كما أعربت الولاياتالمتحدة عن حزنها لوفاة خاشقجي, مقدمة التعازي لعائلته وأصدقائه.