جلس أيمن في ركن بأحد المقاهي الشعبية بمنطقة الجمالية يندب حظه العثر وضيق ذات اليد وقدرته بالكاد علي الإنفاق علي أسرته و عدم كفاية ما يتحصل عليه من عمله في تحقيق الإكتفاء الذاتي لها وسعيه الدائم للبحث عن عمل اضافي. وأثناء مكوثه علي المقهي طار بخياله بعيدا حالما بالثراء السريع بدون أدني تعب أو مشقة وكيفية تحقيق ذلك باسرع وقت فبدأت الافكار الشيطانية تتكالب علي راسه باستغلال اقامته بمنطقة الجمالية التي تدور الروايات حولها باحتوائها علي العديد من الكنوز الاثرية في باطن الأرض. بدأت فكرة التنقيب عن الأثار تستحوذ علي تفكير أيمن وتسيطر علي كل حواسه وصار يبحث بين معارفه وأصدقائه عن من يأخذ بيده إلي هذا العالم حتي اقنعة احد المهوسون بالاثار بوجود كنز أثري كبير أسفل منزل قديم بذات الناحية التي يقيم بها حازت كلمات الشاب علي اهتمام ايمن فراي انها بمثابة المفتاح السحري لتحقيق حلمه في الثراء السريع الا ان أحلامه ذهبت ادراج الرياح بعد ان عصفت بها رجال مباحث الجمالية. البداية كانت بورود معلومات للمقدم محمد علوي رئيس مباحث الجمالية من احد مصادره السرية بقيام أحد الاشخاص بأعمال حفر داخل العقار رقم7 شارع الضابية دائرة القسم مستأجر بمعرفة المتهم من مالكه. وبعرض المعلومات علي اللواء اشرف الجندي مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة امر بالتأكد من صحتها, حيث تم تشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية والعميد حاتم البيباني رئيس مباحث قطاع الغرب باشره العقيد ياسر الهراس مفتش المباحث لتحديد هوية المتهم والقبض عليه. وتبين من التحريات ان المتهم يدعي ايمن علي45 سنة عامل ومقيم سكة برجوان شارع الخرنفش دائرة القسم دون السوابق. عقب تقنين الإجراءات واستصدار اذن من النيابة توجهت مامورية من رجال مباحث الجمالية بقيادة المقدم محمد علوي رئيس المباحث وتمكنت من ضبطه داخل العقار وعثر بداخله علي حفرة قطرها11 متر بعمق10 أمتار وأدوات تنقيب عبارة عن2 سلم خشبي و2 غلق جلد وجردل وكوريك وقطعة حديدية و2 مطرقة وأجنة حديديه وسلك كهربائي مثبت به لمبة وكشاف كهربائي ومسطرين و2 حبل. وباقتياده الي ديوان القسم ومواجهته بما أسفر عنه الضبط اعترف بقيامه بأعمال الحفر بقصد التنقيب عن الآثار. تم تحرير محضر للمتهم واحالته الي النيابة التي تولت التحقيق.