أكد المخرج السوري أنور القوادري أن الناقد الراحل علي أبو شادي كان من أوائل المتحمسين لفيلمه جمال عبد الناصر منذ كان سيناريو, وكان يشغل وقتها رئاسة الرقابة علي للمصنفات الفنية, ومنحة الموافقة علي النص, وخاض معه معارك عديدة مع د.هدي عبد الناصر وأسرة المشير عبد الحكيم عامر, كما رتب له لقاء مع الدكتور أسامة الباز حيث عرض له الفيلم في وحدة المونتاج وأعجب بالعمل لكنه اعترض علي مشهدين فقط وهما مشهد انتحار عبد الحكيم عامر في الحمام, والثاني مشهد إحضار فتاة للملك فاروق ووافقت بالفعل علي وجهة نظره. جاء ذلك خلال ندوة الاحتفال بمئوية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر علي هامش فعاليات الدورة34 لمهرجان الإسكندرية السينمائي, التي أدارها الناقد كمال رمزي, وتحدث فيها المخرج أنور القوادري, بحضور عدد من السينمائيين والنقاد. وأضاف أن الفيلم واجه رحلة طويلة فعرض في البداية علي الفنان محمود حميدة وأثناء التحضير للفيلم اعتذر عن الدور وقال أنه لا يحب أن يقارن بأحمد زكي, فكرت في خالد الصاوي عندما تذكرت حديث أحمد زكي عنه قائلا عنده أنف تشبه أنف عبد الناصر, مشيرا إلي أنه أثناء حضوره عرض مسرحي لسعد الله ونوس طقوس الإشارات والتحولات وكان الصاوي يلعب الدور الرئيسي, ورغم أن من ينظر له للوهلة الأولي لا يري أي تشابه بينه وبين عبد الناصر, لكن قررت إذا أعجبني صوته ووجدته يعمل علي منهج الممثل سأتفق معه علي الدور. وتابع قائلا: دعوته لزيارتي وحضرنا لمدة شهر دون أن أخبره بإسناد الدور إليه, حيث وجدته في هذه الفترة رجلا موهوبا لكنني سألت نفسي كيف سأقنع الناس به كبطل للفيلم وفي هذه الأثناء سألني هل سأقوم بدور زكريا محي الدين, فأجبته لا ستقدم دور الزعيم عبد الناصر بشرط أن تنقص وزنك15 كيلو, وحينما أخبرت والدي باختيار الصاوي لبطولة الفيلم سبني, بينما قالت د.هدي عبد الناصر من أحمد زكي لخالد الصاوي. وحول قيام شخص سوري بتقديم فيلم عن رئيس مصري قال القوادري: إنه معجب بتجربة فيلم غاندي فمن قام بكتابة العمل سيناريست بريطاني وليس بالضرورة أن يكون هندي, لذا كان المهم عندي هو المراجع, وكنت صمام الأمان لأي شيء يكتبه السيناريست, وبالتالي فالفيلم اعتمد بنسبة70% علي الوثائق, بينما ال30% الأخري اعتمدنا فيها علي كتاب انفجار لهيكل, ومذكرات عبد اللطيف البغدادي, بينما السيدة مني عبد الناصر ساعدتني في النواحي الإنسانية, وهو ما أزعج السيدة هدي عبد الناصر, مشيرا إلي أن من بين المشاهد الإنسانية التي حصل عليها كانت لحظة الوفاة, حينما قالت السيدة تحية أنا مقعدتش معاه وهو عايش ياريت تسيبوني أقعد معاه وهو ميت. وأشار إلي أن الفيلم متوازن من كل النواحي وتحديدا الناحية الإنسانية, وهو ما أدخله في مشكلات بعد أن أقامت عائلة عبد الحكيم عامر دعوي قضائية ضده في فرنسا لمنع عرض الفيلم هناك, بينما اعترضت هدي عبد الناصر علي أنني في مشهد الخلاف في مجلس قيادة الثورة أنني أنصفت محمد نجيب. وفي نهاية الندوة قامت إدارة مهرجان الإسكندرية بتكريم القوادري ومنحه ميدالية البحر المتوسط, وقال القوادري: إنه يفخر بهذا التكريم حيث سيحرص علي وضعه في أهم مكان بمنزله لأنه يذكره بعمل الروح جمال عبد الناصر والذي اعتبره فيلما للتاريخ لم أجامل فيه. كما عقد علي هامش المهرجان ندوة مئوية كمال الملاخ مؤسس مهرجان الإسكندرية وأدارها الناقد سمير شحاتة وتحدث فيها ابنة شقيقه مني الملاخ وزوجها الإعلامي فايز فرح, من جانبها وجهت مني الملاخ الشكر لإدارة المهرجان علي التكريم. وقال فايز فرح: إن عميد الأدب العربي طه حسين هو من وجه الملاخ لدراسة الآثار, ورغم اعتراض الملاخ لأنه درس العمارة حيث قال له طه حسين إن العمارة هي الآثار وآن الأوان أن يكون المسئول عن الآثار مصريون وليس أجانب دائما, وبالفعل بعد3 شهور دراسة عاد الملاخ لطه حسين وأخبره أنه سيستمر في الآثار, ليكتشف بعد سنوات مراكب الشمس وبعدها بأسبوعين ذهب جمال عبد الناصر لمكان الاكتشاف وقال له إنه كان سببا في أن يذكر أسم مصر في70 جريدة عالمية. وأضاف أن الملاخ نجح في تأسيس مهرجانات مثل القاهرةوالإسكندرية و الإسماعيلية وأسوان. وفي نهاية الندوة كرمت إدارة المهرجان أسرة كمال الملاخ وسلمتهم درع التكريم. وعقد أيضا علي هامش المهرجان ندوة تكريم الناقدة ماجدة موريس أدارتها الكاتبة الصحفية انتصار الدرديري, وقالت الناقد ماجده موريس إن بعض الفنانين لا يحتملون النقد, وضربت مثلا بما حدث بينها وبين الفنان الراحل أحمد زكي في إحدي المرات التي كتبت فيها تنتقد أحد أفلامه ولم يعجبه, فتحدث إلي رئيس تحرير المجلة, وكانت هي وقتها مدير التحرير, وطلب بفصلها من العمل بالمجلة, وقالت مستنكرة الأمر نسي كل المقالات الجيدة التي كتبتها عن أفلامه لمجرد أني انتقدت أحد أعماله.