يفصل الشريط الأصفر بين الجمهور وخمسة من الشباب يمسكون بأقلامهم استعدادا للبدء. داخل مناطق العمل المحاصرة بالأشرطة الصفراء والوجوه المنتظرة. يبدأ الخط علي اللوحات البيضاء المعلقة علي حائط بساحة مركز تاون هاوس المستقل للفنون دقائق قليلة وتتضح المعالم التي يرسمها فنانو الكاريكاتير الشباب قنديل ومخلوف وتوفيق وشناوي وهشام رحمة.في حفل إطلاق العدد الثالث من مطبوعة الكوميكس المصرية الأولي للكبار توكتوك ابتكر رسامو المجلة كعادتهم وسيلة لامتاع جمهورهم بعرض رسم ارتجالي ينتج خمس لوحات شارك فيها الفنانون الخمسة كل باسلوبه. يقول قنديل: الفكرة ليست جديدة فقد قام بها فنانون كثيرون في كل انحاء العالم بممارسة الرسم الارتجالي أمام جمهور معارضهم أو مشاركة أكثر من فنان في لوحة واحدة. في اللوحة الأولي سرعان ما يستحيل رجل قنديل الواقف بلا رأس إلي تمساح مخادع بعدما اضاف له مخلوف الرأس والذيل. بينما وضع توفيق طائرا صغيرا يستقبل قطرة شاي سائلة من براد مخلوف قبل ان يضيف شناوي للوحة ذاتها نسرا. في الوقت الذي كان فيه قنديل ينتهي من اضافة فم يقصف الرأس الذي رسمه توفيق بسجائر كثيرة مشتعلة. كان هذا هو ايقاع المشهد الذي وقف محبو فن الكوميكس لمتابعته بساحة التاون هاوس مساء السبت. لا قلق هنا ستصنع كل لوحة مع استمرار الارتجال سياقها فالوجه الجاري قصفه بالسجائر صار رجلا محاصرا بين ملاك وشيطان شارك في رسمهما ثلاثة فنانين بلا اتفاق. وفي لوحة أخري حالت يد ممتدة وثعبان مفتوح الفم بين الطائر وقطرة الشاي بينما وقف النسر المتهجم رمز السلطة ينظر بعينين لامباليتين للأيدي والثعابين التي تتخطف الرزق الشحيح للطائر الصغير. تنتهي اللوحات الخمس وسط تصفيق من الحضور للعرض الذي استمر لثلث الساعة منتجا خمس لوحات بيعت في نهاية الأمسية. يقول محمد قنديل أحد مؤسسي المجلة والمشارك في اللوحات الخمس: الفكرة بدأت عندما لاحظنا خلال توقيع العددين الأولين أن كلا منهما يكمل توقيع الآخر بطريقته. فلقد اتفقنا من البداية أن نوقع بالرسم لا بالكتابة فقط فتولدت من تعليقاتنا مجتمعة أعمال فنية مختلفة جعلت كل نسخة مباعة من المجلة تحوي عملا فنيا مختلفا ومميزا. ومن هنا فكرنا في اضافة هذا العرض الفني المختلف إلي حفل إطلاق العدد الثالث. ينتهي العرض ويبدأ التوقيع وتبدأ فقرة اخري من الرسم والتصوير يتابع فيها فنانو الكوميكس والكاريكاتير الشباب( الذين قرروا الاستمرار في اصدار مطبوعتهم علي نفقتهم الخاصة تفاديا لتحكمات التمويل وتدخلات الناشرين في اتجاهاتهم الفنية وأفكارهم) الابداع علي الصفحة الأولي من مطبوعاتهم التي تصدر بصفة فصلية.