قال د. شريف ديلاور, الخبير الاقتصادي الدولي: إن التحولات الاقتصادية في البيئة العالمية أصبحت شديدة السرعة, بعدما شهدت تغييرات تامة خلال الأربع سنوات الماضية. مشيرا إلي أن تحقيق العالم العربي تنمية اقتصادية حقيقية مرهون علي معرفة التحولات المحيطة بالاقتصاديات العربية, والتوجه الاستراتيجي للتغلب علي معوقات التنمية. وأشاد ديلاور, في ندوة الاتحاد البرلماني العربي التي عقدت بمقر مجلس النواب مساء أمس, بسبق دولة الإمارات العربية في إنشاء وزارة للذكاء الاصطناعي, خاصة أن العالم شهد3 اكتشافات كبري هي النار والكهرباء والذكاء الاصطناعي, لافتا إلي أن التحديات الداخلية للوطن العربي تتمثل في المشكلات الاقتصادية, ومعوقات التنمية كالفقر والبطالة, والحكم الرشيد. وأضاف ديلاور أن أحد أبرز التحديات التي تواجه المنطقة تتمثل في الحرب الإلكترونية, وحماية قواعد العمل الوطنية جنبا إلي جنب مع قضايا الأمن, ومواجهة الإرهاب, مؤكدا أن الحرب الإلكترونية باتت أخطر من الحرب العسكرية المباشرة, لأنها يمكن أن تقضي علي دولة وتسقطها بين يوم وليلة. وشدد كذلك علي أهمية تلبية تطلعات شباب الأمة, وتنمية قدراتهم علي مواجهة تحديات العصر, وتضافر الاقتصاديات العربية للتعامل مع تحولات الاقتصاد الدولي, منوها إلي أن الحل يتمثل في الشباب العربي, بوصفهم محرك التنمية الحقيقة, والذين يجب تأهيلهم والاستفادة منهم, لما لديهم من قدرة علي التعامل مع تكنولوجيا العصر. واقترح ديلاور5 نقاط أساسية للتغلب علي التحديات, تتمثل في إنشاء بنك عربي للتنمية يهدف إلي تمويل البنية الأساسية العربية, وإنشاء صندوق للأزمات مثل إشكالية النقد الأجنبي, وإنشاء منظمة عربية للتكنولوجيا والابتكار, وأن يكون هناك دور مشترك في مفاوضات التجارة العالمية, فضلا عن إطلاق عملة افتراضية للتجارة الإلكترونية للبيئة العربية. من جانبه, قال د. حسين عيسي, رئيس لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان, إن العالم العربي يستطيع أن ينطلق ليصبح اقتصادا قويا مبني علي التكامل الاقتصادي, موضحا أن المعيار الأساسي للتكامل الاقتصادي هو المصلحة المشتركة, خاصة أن الاستثمار في العالم العربي يحقق عائدا كبيرا في ظل المخاطر التي يتعرض لها الاستثمار خارج العالم العربي. ودعا عيسي إلي أهمية أن تكون المصلحة الاقتصادية بعيدة عن أي مصلحة أخري, لا سيما أنه من الممكن إجراء دراسة حول الجدوي الاقتصادية للمشروعات العربية المشتركة, لتحديد المشروعات التي يمكن نجاحها بشراكة عربية, والتي يمكنها استيعاب عمالة ضخمة من مواطني العالم العربي, بما يساعد في تقليل نسب البطالة والفقر, والذي يعد أحد أهم أسباب الإرهاب والتطرف. فيما دعا ممثل البرلمان الأردني إلي إنشاء بيت عربي للتنمية, لمساندة الدول العربية التي تملك المال لسد الفجوة بين الدول العربية, بالإضافة إلي صندوق طوارئ لمضاهاة الدول الغربية, مشيرا إلي أهمية عمل المؤسسات التشريعية مع السلطة التنفيذية علي تعزيز إجراءات التكامل الاقتصادي العربي, ووجود إرادة سياسية لإنشاء منظومة اقتصادية عربية. كان د. علي عبد العال, رئيس مجلس النواب, شدد علي أهمية الدبلوماسية البرلمانية في مواجهة التحديات العربية, وعلي رأسها مكافحة الإرهاب والتهديدات الخارجية, مضيفا: إذا كان الملوك والرؤساء يلتقون ويتناقشون في الأمور والقضايا والتحديات العربية المشتركة, فإنه حق أصيل للشعوب العربية أن يجتمعوا ليدرسوا تلك التحديات, والتعبير عن رؤي لمواجهتها.