يحتفل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي بيوبيله الفضي في دورته ال25 المقرر إقامتها بداية من الإثنين المقبل حتي21 سبتمبر الجاري في عدد من مسارح القاهرة, وفي إطار احتفاله باليوبيل الفضي ينظم المهرجان هذا العام عددا من الفعاليات التي تعد أهمها إعادة تقديم عدد من العروض المصرية التي حصلت علي جوائز المهرجان في دوراته المختلفة. وقع اختيار إدارة المهرجان علي5 عروض ليعاد تقديمها وهي قهوة سادة للمخرج الكبير خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي وخريجي الدفعة الثانية من استوديو مركز الإبداع, وحائز علي جائزة أفضل مخرج في عام2008, والطوق والأسورة للمخرج ناصر عبد المنعم الحائز علي أفضل مخرج أيضا في عام1996, وعرض مخدة الكحل للمخرج انتصار عبد الفتاح الحائز علي أفضل عرض في عام1998, ومن الإسكندرية خالتي صفية والدير للمخرج محمد مرسي لفرقة مركز إبداع الحرية, وكلام في سري للمخرجة ريهام عبد الرازق وفرقة قصر ثقافة الأنفوشي الحائزين علي أفضل عمل جماعي في عامي2008 و2007 بالترتيب. محمد مرسي: الطقوس جذبتني إلي خالتي صفية والدير قدم المخرج محمد مرسي والكاتب حمدي زيدان رواية خالتي صفية والدير في ثلاثة عروض مسرحية, حيث كانت المرة الأولي في عام2008 ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي من إنتاج صندوق التنمية الثقافية وحصل علي جائزة أفضل عمل جماعي في المهرجان, ثم أعاد تقديمها مرة أخري من إنتاج البيت الفني للمسرح وبطولة صابرين علي خشبة مسرح ميامي, والمرة الثالثة بعرض لسه بسأل الذي عرض في الدورة الأخيرة للمهرجان القومي للمسرح, والتي سيعيد تقديمها في المهرجان الدولي للمسرح في إطار الاحتفال باليوبيل الفضي. قال المخرج محمد مرسي: إن عرض لسه بسأل هو نفسه النسخة الأولي والأصلية من عرض خالتي صفية والدير الذي شارك به المهرجان التجريبي مع القليل من التغييرات, وبادر بإعادة تقديمه حتي قبل الإعلان عن اختيار مهرجان القاهرة الدولي للمسرح له ليقدم ضمن احتفالات اليوبيل الفضي. وأشار إلي أن د.نيفين الكيلاني الرئيس السابق لصندوق التنمية الثقافية هي من طلبت إعادة تقديمه, وبالصدفة أعلنت إدارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح عن مشاركته في اليوبيل الفضي, مضيفا أنه عندما بدأ العمل علي الرواية لتحويلها إلي عرض لأول مرة مع الكاتب حمدي زيدان أراد المشاركة به في التجريبي ولكن لم يتوقعا أن يشارك العرض في التجريبي الذي كان حلما بالنسبة لهما, لكنهما قررا تنفيذ العرض والتقدم به حتي لو عرض علي هامش المهرجان. وأضاف أن ما جذبه للرواية وهو فكرة الطقوس والانتقال من طقس إلي آخر من خلال الأحداث وكيفية تقديم هذه الطقوس علي المسرح بشكلها التراثي, وفي إطار الدراما, إلي جانب التيمة التي تتحدث عن التقارب بين الاسلام والمسيحية, وتغليف كل هذا داخل اطار قصة حب, مشيرا إلي أنه حاول تلخيص الرواية في ساعة والخروج بها عن الإطار التقليدي واستخدام الطقوس الموجودة. خالد جلال: أبطال قهوة سادة عادوا إلي بيتهم علي مدار أكثر من عامين تزاحم الجمهور أمام مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية لمشاهدة قهوة سادة عرض تخرج الدفعة الثانية من استوديو مركز الإبداع الفني الذي حقق نجاحا كبيرا, وصنع العديد من النجوم الذين أصبحوا الآن ملء السمع والبصر ويحتلون الأدوار الأولي في العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية ويفتخرون بأنهم من خريجي مركز الإبداع المعروف ب مصنع النجوم تحت قيادة المخرج الكبير خالد جلال. أكد خالد جلال أنه يجري حاليا بروفات مع فريق عمل قهوة سادة الأصلي الذي حقق نجاحا كبيرا قبل10 سنوات; حيث ستعرض لمدة يومين ضمن فعاليات المهرجان علي خشبة المسرح القومي, مشيرا إلي أن أغلب أبطال قهوة سادة أصبحوا نجوما لكنهم بمجرد أن تواصل معهم للعودة للعرض وافقوا علي الفور لأهميته بالنسبة لهم ولأنهم يعتبروا مركز الإبداع بيتهم ودائمي التردد عليه ويجتمعون سنويا في رمضان للإفطار بمركز الإبداع. وأضاف أنه لم يعتذر منهم سوي واحد أو اثنين فقط بسبب ظروف سفر أو الارتباط بمواعيد تصوير, مشيرا إلي أن فكرة اجتماعهم مرة أخري مبهجة جدا للجميع لذلك حرصوا علي تحقيقها في هذا الحدث, وما شجعهم علي ذلك هو تزامن احتفال المهرجان بيوبيله الفضي مع الاحتفال بمرور10 سنوات علي قهوة سادة, فنحن في2018 والعرض قدم لأول مرة وحصل علي الجائزة في عام2008, بالإضافة إلي أنه سيعرض علي خشبة المسرح القومي. وأكد جلال أن العرض سيقدم كما هو بنسخته الأولي ولن يتضمن أي تغييرات, مشيرا إلي أن الممثلين عندما شاهدوا العرض منذ عدة أيام علي الشاشة في مركز الإبداع كانوا يعيدون تكرار مشاهدهم ويرددون الكلمات مع الفيديو المسجل لأنهم جميعا يحفظون العرض عن ظهر قلب حتي الآن وعلي الرغم من مرور عشر سنوات, خاصة أنه عرض لفترة طويلة; حيث تم تقديم365 ليلة عرض علي مدار عامين تقريبا وفي بعض الأحيان كان يعرض مرتين في اليوم الواحد بسبب زحام الجمهور عليه. وأشار إلي أنه عرض عليه في البداية أن يقدم العرض في صورة تذكارية بأبطال جدد غير فريق العمل الأصلي, لكنه رفض أن تعاد قهوة سادة بدون أبطالها وصناعها الأصليين لأنها لن تكون بجمالها وروحها التي ارتبط بها الجمهور. ناصر عبد المنعم: الطوق والأسورة رواية إنسانية عن رواية يحيي الطاهر عبد الله قدم المخرج الكبير ناصر عبد المنعم في الدورة الثامنة للمهرجان عرض الطوق والأسورة عام1996 وحصل عنها علي جائزة أفضل مخرج في المهرجان وهي أول جائزة كبري تحصل عليها في المهرجان منذ بداية تأسيسه. ويقول ناصر: إن العرض في نسخته الأولي كان بطولة داليا إيراهيم ومحمود عبد المغني وعبير فوزي وأشرف طلبة وأشرف شكري ومجموعة من الشباب وغناء كرم مراد, وشارك في ثلاثة مهرجانات فبالإضافة للتجريبي شارك في مهرجان البحر الأبيض المتوسط في إيطاليا وحصل علي درع المهرجان, وكان ضيف شرف مهرجان المسرح الأردني الذي كان مهرجانا محليا في ذلك الوقت ويستضيف عروضا عربية أخري علي الهامش. وأضاف أن النص المسرحي قام بكتابته د.سامح مهران بناء علي اقتراح من جانبي واشتركنا معا في تحويل الرواية إلي نص مسرحي, نظرا لحبه للرواية لما بها من ثراء علي كل المستويات, خاصة أن كل الموضوعات في ذلك الوقت كانت متشابهة ومكررة وتناقش نفس القضايا, واعتمدنا في الكتابة المسرحية علي فكرة الجدل مع التراث, وأن التراث به بعض الجوانب الإيجابية وأخري سلبية أو التي تستند علي الخرافات, وعملنا علي تفكيك الرواية وخلق جدل وطرح أسئلة حول أحداثها أكثر من تقديم إيجابات, إلي جانب تقديم الأشكال الفنية الموروثة وطقوس الحياة في الصعيد من الميلاد للممات والاستفادة من الموسيقي والتشكيل المختلف. وأكد أن إعادة تقديم العرض هو احتفاء واحتفال باليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي وهي فكرة ذكية, فالعرض غير مرتبط بزمان محدد وبالتالي ليست هناك مشكلة من تقديمه خارج إطار الزمن الذي عرض فيه أول مرة, فهو عرض مستند علي رواية لها طبيعة إنسانية وتغوص في عالم المرأة في صعيد مصر ومعاناتها في مجتمع ذكوري وتحملها لكثير من الأعباء وكونها مجبرة علي إدارة الحياة بكل الطرق الممكنة وبالتالي فهو موضوع مستمر. وأضاف أن الفارق بين العرض الأول والإعادة22 عاما, كبيرا جدا, ولذلك أصبح أغلب أبطال العرض الأول غير ملائمين للمشاركة في إعادته حاليا نتيجة للسن ومنهم من ترك التمثيل واتجه للتدريس مثل د.عبير فوزي التي عرضت عليها المشاركة في العرض لكنها رفضت لأنها متفرغة الآن لدورها الأكاديمي, ولهذا استعنت بفريق عمل جديد مع تثبيت الديكور لمحي فهمي وأزياء نعيمة عجمي والرؤية الموسيقية لجمال رشاد وغناء كرم مراد, بالإضافة الي ممثل واحد فقط من فريق العمل القديم وهو الفنان أشرف شكري, مؤكدا أن فريق العمل الجديد لن يقل عن السابقين الذين أصبحوا الآن نجوما في عالم الفن, ويشارك فيه مارتينا عادل وفاطمة محمد علي وأحمد طارق ونائل علي ومحمد حسيب ومحمود الزيات وسارة عادل. وأكد أن الطوق والأسورة سيعرض علي مدار موسم كامل ولن يكتفي بليلتي عرض في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح, أولا لأنها ستكون خسارة كبيرة إذا عرض بهذا الشكل فقط وثانيا لأن جمهور التجريبي يكون كبيرا وربما لن يحظي الجمهور العادي بفرصة لمشاهدته خلال فترة المهرجان, ولكن لم يتحدد بعد الموعد الذي سيقدم فيه علي خشبة مسرح الطليعة خارج المهرجان لأن هذا يتوقف علي خطة المسرح في الفترة المقبلة. ريهام عبد الرازق: كلام في سري سلط الضوء علي قضايا المرأة من الإسكندرية حضرت ثلاث فتيات للمشاركة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام2007 بعرض كلام في سري الذي حصد جائزة أفضل عمل جماعي, لكنه في الوقت نفسه أثار العديد من الانتقادات بسبب جرأته الشديدة في مناقشة قضايا المرأة في المجتمع المصري. قالت ريهام عبد الرازق: إن العرض سيعاد تقديمه بنسخته الأصلية وبالبطلات الثلاث أنفسهن ولكن المختلف هذه المرة أنهن أصبحن الآن زوجات وأمهات, مضيفة أنها تقوم ببطولة العرض مع اثنتين من صديقاتها واللاتي حضرن خصيصا من دول أخري لتقديم العرض; حيث تعيش إحداهما مع زوجها في دبي والأخري في الكويت. وأكدت أنهن صديقات منذ سنوات طويلة ولكن عرض كلام في سري ساهم في التقريب بينهن أكثر حتي أصبحن كالشقيقات, ولهذا عندما علمت كل منهن بإعادة تقديم العرض حضرتا إلي مصر فورا للاستعداد, مشيرة إلي أن إدارة المهرجان طلبت عدم تغيير أي شيء في العرض, ولكن الإحساس اختلف عن التوقيت الذي قدم فيه العرض لأول مرة. وأضافت السبب في تغير الإحساس يرجع إلي أن العرض يتناول العلاقة بين الرجل والمرأة, فنحن الآن تزوجنا وعاشرنا الآخر وبالتالي بالمشكلات بشكل أكبر وأصبح لدينا ما نقوله أكثر مما مضي لأننا نعيش الأزمات علي أرض الواقع ولم نعد بنات نتحدث عن الهموم من الخارج, كنا وقتها نكلم الآخر عن بعد, فقد كنت وقتها أنا الوحيدة المتزوجة ولم يمر علي زواجي سوي عام واحد, أما الآن فنحن الثلاث متزوجات ولدينا أطفال ولهذا اختلف الأمر تماما, وأعتقد أن المشكلات مازالت كما هي لم تتغير بل علي العكس فقد أصبحت الأحوال أسوأ, ونحن سلطنا عليها الضوء مبكرا. .. و انتصار عبد الفتاح: اعتذرت احتراما لتاريخي الكثير من متابعي مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي منذ بداية تأسيسه لا ينسون عرض مخدة الكحل الذي حصل لمصر علي جائزة أفضل عرض في التجريبي لأول مرة في عام1998 وقدم فيه المخرج انتصار عبد الفتاح تجربة مختلفة في الأداء واستخدام الحكي والأصوات لكنه اضطر للاعتذار عن المشاركة في احتفالات اليوبيل الفضي. قال المخرج انتصار عبد الفتاح: اعتذرت عن المشاركة بمخدة الكحل لأنه تم إبلاغي قبل موعد انعقاد المهرجان بحوالي شهر, لأنه من الصعب جدا أن أقوم بتجميع فريق عمل جديد للعرض وإعادة تقديمه بعد أكثر من20 سنة خلال هذه الفترة القصيرة, وطلبت تأجيله لما بعد المهرجان لأن الكثيرين يريدون مشاهدته وهو عرض صعب يحتاج لجهد كبير والكثير من التدريبات, كما أني بالتأكيد سأقوم بتغيير بعض التفاصيل فيه بحكم الزمن, وأنا احترم تاريخي الفني, ولن أقدم أي عرض والسلام لمجرد المشاركة في التجريبي, فقد قدمت العديد من العروض في المهرجان وحصلت علي جوائز وليست مخدة الكحل فقط, فقد حصل الراحل سامي العدل علي جائزة أفضل ممثل في المهرجان بعرض من إخراجي وهو طبول فاوست وكانت المرة الأولي التي يحصل فيها ممثل مصري علي الجائزة. وأشار إلي أن العرض يرجع تاريخه إلي عام1998, وبطلاته تزوجن الآن ولديهن أطفال, والعرض يحتاج لجيل جديد ولهذا أطلق عليها مخدة الكحل2018, مضيفا أنه سيتم إنتاجها ضمن خطة مسرح الطليعة علي أن تعرض في نهاية ديسمبر أو مع بداية العام الجديد, وقام بالفعل بعمل اختبارات أداء وورشة لاختيار بطلات العرض الجدد ووجد مجموعة جيدة, وسيقوم باستكمال باقي العناصر خلال الفترة المقبلة, مؤكدا أن الفنانة سميرة عبد العزيز ستقدم دورها مرة أخري في النسخة الجديدة من العرض لأنه ملائم لها باعتبارها الجدة الأسطورية التي تشيب وتنقل الحكايات من جيل إلي آخر. وأكد أن العرض سيختلف الآن عن النسخة التي قدمت منذ عشرين عاما لأننا أمام جيل مختلف من الفتيات, ولهذا يحتاج للاستماع للجيل الجديد واستدعاء اللحظة الداخلية الخاصة بهم والبحث في همومهم وأحلامهم.