خلال الجولة بالواحات الخارجة والداخلة وما تراءي لنا من المستوي الثقافي للواحات كان لابد من معرفة الوضع بالنسبة للمؤسسة الثقافية الرسمية بالوادي الجديد. سألنا محمد النجار مدير عام مديرية ثقافة الوادي الجديد الذي أكد في البداية انه علي استعداد أن يتعاون مع المثقفين المستقلين, وأن يقدم لهم كل ما يطلبونه علي قدر المستطاع تنفيذه, راجيا أن يكون لدي هؤلاء المثقفين متسع من الوقت ليتعرفوا علي الوضع الثقافي للوادي الجديد عن قرب والوقوف علي امكاناته المتاحة لمعرفة من أين نبدأ؟ وأشار النجار الي أنه سيتم التركيز خلال الفترة القادمة علي مطالب الثورة ثقافيا وما هو الواجب تنفيذه وتحديد معايير واضحة للاختيار, مؤكدا ضرورة تنظيم لقاءات بشخصيات عامة مع أهل الواحات لتبسيط الأمور السياسية, لأن الأحداث مازالت مبهمة لبعض الفئات, بالاضافة الي التوعية السياسية هناك أنشطة فنية ومعارض تشكيلية واهتمام آخر بالطفل. وأكد النجار أن ما يقف أمام تقدم الواحات الثقافي هي المسافة وبعدها عن القاهرة, فمازلنا رغم الثورة في مركزية بعيدة عن أطراف مصر, لكننا سنحاول التقارب أكثر اذ يشهد شهر رمضان أنشطة مكثفة, ستستمر فيما بعد أيضا. وقال النجار انه لكي يتم التواصل مع أهالي الواحات لابد من معرفة طبائعهم عن قرب, لافتا الي أن أهالي الوادي مستقبلون غير رافضين للآخر, لأنهم يحبون أن يروا ثقافات جديدة عنهم ويختلطوا بها فقبول الآخر موجود, رغم انه كان في عزلة حتي عام1962, مع بداية التهجير والثورة وعبد الناصر, لكن طبيعة الوادي نفسه مكونة من مجموعات مختلفة من الداخلة والخارجة والفرافرة, ومنهم من جاء من أسيوط لكنها انصهرت في بوتقة واحدة, ومن الضروري الالتفات الي أن الوادي عامل جذب سياحي, وهذا يضيف له الكثير, والمنطقة انجح في السياحة البيئية فبها مجموعة من مواقع الجذب الأثرية, فمازال التراث محتفظا بكيانه عندنا, ونجد هذا حاضرا في مجموعة من الأغاني التراثية المحفوظة شفاهة والرقصات الشعبية, وأيضا هناك تراث مكتوب, لكن الداخلة تراثها أكثر ثراء من الخارجة, وهذا يعود لأن الأخيرة مدينة وتسلك سلوك المدن. ويستطرد النجار: لدينا في الخارجة فرقة فنون شعبية وتلقائية, هذه الفرق قدمت عروضها التراثية وتابلوهات غنائية من الفولكلور وحققت دعاية سياحية للوادي, وهناك مشاريع كثيرة تقام في الوادي منها مشروع الهولنديين لترميم مدينة القصر الاسلامية, ومشروع مؤسسة الايطاليةCISS التعاون الدولي جنوب جنوب وتهدف الي توعية الشباب والعاملين في السياحة البيئية وتعريفهم بأساليب الحفاظ علي البيئة الطبيعية. ولفت الي أنهم بالمديرية نقوم بتوعية من خلال اللقاءات مع الادباء لكن تنقصنا التوعية السياسية وأن يكون هناك تواصل مع الاصدارات الحديثة لدور النشر, لأن الصلاحيات في اختيار الكتب وعرضها صلاحيات مركزية والموقع الثقافي كالمديرية أو كقصر ثقافة ليس له الحرية في اختيار عناوين الكتب التي يقدمها, مشيرا الي أن رئيس الهيئة طلب معرفة المعوقات التي تواجهنا هنا لنقوم بدورنا وأرسلناها له. وأكد النجار أن التعاون مع المستقلين يتيح فرصة لمعارض خارجية تحقق نوعا من الدعاية, وبعد الثورة نريد نشر التوعية من خلال الامكانات المتاحة من الدولة, ومن السهل تفعيل هذا الدور هنا في الواحات لأنه لا توجد بها اضرابات أو اعتصامات, ومؤسسات المجتمع المدني تقوم بدور كبير نريده أن يتحقق.