في خضم الأزمة المشتعلة بين واشنطن وانقرة بسبب رفض الاخيرة إطلاق سراح القس الامريكي أندرو برانسون بزعم دعمه للإرهاب, أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس مقاطعة البضائع الإلكترونية الأمريكية, مستهدفا هواتف آيفون بالتحديد, لينقلب علي الهاتف الذي أنقذه يوما من الانقلاب الذي قادته جحافل من جنود الجيش التي ملأت شوارع أنقرة وإسطنبول في ليلة15 يوليو عام2016, للإطاحة برئيس لم يعرف سوي سياسة الاستبداد. في هذه الليلة بدأت وحدات عسكرية من الجيش بالانتشار في العاصمة, وفور تحديد مكان الرئيس, كانت الجنود تتجه إلي الفندق الذي كان يقضي فيه أردوغان عطلة مع أسرته, وبينما فقد أردوغان السيطرة علي الأمور, كان هاتفه من طراز آيفون هو وسيلته الوحيدة للتواصل مع وسائل الإعلام في وقت كان المستحيل الوصول فيه إلي مواقع التواصل الاجتماعي. ومع اشتداد التوتر بين الولاياتالمتحدةوتركيا, يحذر محللون اردوغان الذي تعهد بإغلاق قاعدة إنجرليك بأنه في حال إغلاق القاعدة التي تعد القاعدة الجوية الرئيسية للحلف الاطلسي في تركيا والتي تشكل مركزا لعمليات التحالف ضد تنظيم داعش الارهابي في سوريا, فإن أنقرة هي التي ستدفع الثمن غاليا. فمع تراجع العلاقات بين الحليفين الأطلسيين في الأسابيع الأخيرة إلي أدني مستوياتها منذ عقود, حذر اردوغان واشنطن بأنه قد يضطر إلي البحث عن أصدقاء جدد وحلفاء جدد. وجاء هذا التحذير بعدما أجري اردوغان مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحثا خلالها مسائل اقتصادية وتجارية إضافة إلي الأزمة في سوريا. وكشفت وثائق نشرتها وسائل إعلام أمريكية الأسبوع الماضي أن مجموعة من المحامين القريبين من الحكومة التركية قدمت مذكرة إلي محكمة أضنة, أقرب مدينة إلي قاعدة إنجرليك, للمطالبة بتوقيف ضباط أمريكيين لاتهامهم بالمشاركة في محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في يوليو.2016 واكد مدير مركز الدراسات حول الشرق الأوسط جوشوا لانديس أن تركيا هي التي ستعاني جراء الأزمة مع واشنطن. وقال لوكالة الانباء الفرنسية أعتقد بقوة أن إنجرليك ستبقي مضيفا إن طرد الولاياتالمتحدة سيشكل انتكاسة كبري لتركيا, ولا أظن أن إردوغان يريد ذلك.