المعارضة تحرق السيارات.. والشرطة تتصدي بالمياه والغاز.. وسقوط قتيلين وإصابة العشرات بسبب نتائج انتخابات البرلمان اشتعلت الأوضاع في زيمبابوي أمس بعد مقتل متظاهرين علي الأقل وإصابة العشرات برصاص قوات الأمن في العاصمة هراري بسبب المواجهات التي اندلعت مع أنصار المعارضة الذين اتهموا اللجنة الانتخابية بالتزوير بعدما أعلنت فوز حزب زانو- الجبهة الوطنية, الحزب الحاكم, بالغالبية المطلقة في البرلمان. واندلعت أعمال العنف في شوارع هراري, حيث أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي وأطلقت الغاز المسيل للدموع, ونشرت عربات مدرعة, فيما شوهد مؤيدو حزب الحركة من أجل التغيير الديمقراطي المعارض وهم يضرمون النار في إطارات السيارات في الشوارع, ويرشقون قوات الشرطة بالحجارة. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه في محاولة لتفريق التجمعات أمام المقر المؤقت للجنة الانتخابية, ورد المتجمعون علي الشرطة برشقهم بالحجارة. جاء ذلك فيما أقيمت حواجز في المدينة باستخدام كتل أسمنت وحجارة, وأغلقت شرطة مكافحة الشغب الطريق المؤدية إلي مقر اكبر أحزاب المعارضة, حركة التغيير الديمقراطي, فيما جالت سيارات عسكرية في المدينة. في الوقت نفسه, وجه الرئيس ايمرسون منانجاجوا الذي خلف روبرت موجابي في نوفمبر الماضي, دعوة إلي الهدوء. وغرد علي تويتر انه حان الوقت للتصرف بمسئولية في هذه المرحلة المصيرية, ودعا الجميع إلي الكف عن الإدلاء بتصريحات استفزازية والتحلي بالصبر والنضج في انتظار النتائج النهائية للانتخابات. جاء ذلك في الوقت الذي ندد فيه مراقبو الاتحاد الأوروبي في بيان أمس ب انعدام المساواة في الفرص بين المرشحين للانتخابات العامة وب ترهيب ناخبين, مع تأكيدهم أن المناخ السياسي تحسن في البلاد. من جهتها, رحبت بعثة هيئة التنمية في افريقيا الجنوبية ب الأجواء السلمية التي سادت خلال الحملة ويوم الانتخابات وأعطت شعب زيمبابوي فرصة ممارسة حقه الدستوري. وفي حال التشكيك في النتائج, حضت الهيئة المرشحين علي الامتناع عن أي شكل من العنف. وبعدما نشرت اللجنة الانتخابية النتائج الجزئية الأولي للانتخابات التشريعية أمس, ظهر في153 دائرة من أصل210 فوز الحزب الحاكم ب110 مقاعد مقابل41 مقعدا لحركة التغيير الديمقراطي. وتوضح هذه الأرقام أن الحزب الحاكم حاز الغالبية المطلقة في مجلس النواب. وجاءت نتائج الانتخابات التي أعلنتها اللجنة الانتخابية مناقضة لإعلان المعارضة أمس الأول فوزها في هذه الانتخابات, وأثار هذا الأمر غضب الحكومة التي هددت باعتقال جميع من يعلنون نتائج فيما لايزال الفرز مستمرا. وكان الناخبون شاركوا بكثافة الاثنين الماضي في أول انتخابات عامة بعد إسقاط موجابي فيما تعاني البلاد أزمة اقتصادية خانقة منذ نحو عشرين عاما.