حذر عدد كبير من أهالي ومزارعي بعض قري مركز كفرالزيات بمحافظة الغربية من مشكلات بيئية وصحية تهددهم بالإصابة بالأمراض, فضلا عن بوار المئات من الأفدنة الزراعية بالتلف بسبب قيام مسئولي الري وإدارة الصرف بوسط الدلتا بالبدء في إنشاء محطة خلط أمام قرية كفر ديما لرفع المياه من مصرف تلا العمومي المار من أمام القرية والقادم من محافظة المنوفية وينتهي عند فرع رشيد رغم خطورته لما يحمله من مخلفات المصانع السامة وصرف الأهالي وإلقاء كميات من مياه هذا المصرف علي مياه ترعة بحر سيف العذبة والصالحة للشرب بلا معالجة أو تنقية مبررين ذلك بأنه يتم لرفع منسوب المياه في الترعة الرئيسية والفرعية لحل مشكلة نقص مياه الري في نهايات الترع وتوفيرها للأراضي الزراعية التي تعاني من نقص مياه الري دون أي اكتراث لخطورة هذه المشكلة علي حياة وصحة السكان والزراعات الاستراتيجية. يقول عصام عمارة: إن محطة الخلط الجاري إنشاؤها بالطرق البدائية بزمام قرية كفر ديما لرفع كميات من مياه مصرف تلا الرئيسي وصبها علي بحر سيف العذب الموازي له لتوفير مياه الري التي يعتمد عليها المئات من المزارعين في ري أراضيهم الزراعية تعتبر بمثابة كارثة بيولوجية بسبب إصرار مسئولي مديرية الري بالغربية علي عدم تركيب أي وحدات معالجة لمياه المصرف بحجة ارتفاع التكاليف المادية لتركيب وحدات معالجة وفلاتر لتنقية المياه الملوثة التي تأتي محملة بجميع أنواع مخلفات الصرف الصحي والصناعي وهو ما سوف يفسد زراعات ومحاصيل الفلاحين المهمة ويزيد من ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض بين الأهالي, بجانب استخدام غالبية الأهالي لمياه بحر سيف في الشرب. وطالب إبراهيم مغاوري مزارع المسئولين بالتوقف عن نقل مياه مصرف تلا الملوثة إلي بحر سيف العذب, متسائلا عن سبب إقامة محطة الخلط بدون استخدام أي فلاتر تنقية حديثة لتطهير مياه المصرف مما قد يعرض مئات الأفدنة الزراعية الخصبة بالقري للبوار وارتفاع نسبة ملوحة التربة بقري ادشاي, كفرالاشقر, قصر بغداد, الطالبية, أبوالعز, كفر اخشا, شبرايس والتي تعتمد في ري أراضيها علي مياه بحر سيف التي أصبحت محملة بمخلفات الصرف الصحي والصناعي ونواتج الصرف الزراعي. فيما أكد صلاح الحصاوي عضو مجلس النواب عن دائرة كفرالزيات أنه سوف يتقدم بطلب الي وزير الري لإيقاف أعمال المحطة لخطورتها علي صحة الأهالي وأراضي الفلاحين من البوار, مشيرا إلي أنه سيطالب بضرورة الاستفادة من المنح اليابانية( الجايكا) والتي يتم تخصيصها من أجل إنشاء هذه المحطات بوحدات معالجة وفلاتر للتنقية وليس عن طريق استخدام أسلوب الخلط المباشر للمياه الملوثة بالمياه النقية. من جانبه أكد المهندس شاكر السعداوي مدير المكتب الفني بالإدارة المركزية للصرف بوسط الدلتا انه جار إنشاء محطة خلط علي مصرف تلا العمومي بقرية ديما بكفرالزيات لرفع نسبة من مياه المصرف وخلطها بمياه ترعة بحر سيف لعلاج أزمة نقص المياه التي تعاني منها الأراضي الزراعية, حيث يتم الحصول علي كمية معينة بدون أي تأثير علي جودة المياه العذبة المخصصة للري, مؤكدا أنه بالفعل يتم تنفيذ المحطة دون تركيب فلاتر لارتفاع تكاليف وحدات المعالجة, مشيرا إلي أن مسئولية الخلط تقع علي عاتق مديرية الري حيث يقتصر دور مديرية الصرف علي الموافقة فقط علي نسبة المياه التي يتم رفعها من المصرف بينما أوضح المهندس إبراهيم راضي وكيل وزارة الري بالغربية أن الهدف من خلط المياه هو حل أزمة نقص مياه الري وتوصيلها للأراضي الزراعية التي تتعرض للجفاف واستغلال مياه المصارف العمومية التي يتم إهدارها بلا فائدة لاستخدامها في نظام الري التكميلي. وعن مشكلة محطة مصرف تلا, أشار إلي أنه تم إجراء أبحاث والحصول علي عينات من مياه المصرف وتبين أنها صالحة للري ولا تحتاج إلي تركيب أي وحدات معالجة أو فلاتر بالمحطة, مؤكدا أنه في حالة تفاقم المشكلة وارتفاع نسب التلوث سوف يتم تدارك المشكلة وشراء فلاتر للتنقية للحفاظ علي الأراضي الزراعية ومحاصيل الفلاحين