الألبان, الأمصال واللقاحات.. ثلاثة قطاعات شهدت الكثير من الأزمات التي ارتبطت بحجم الكمية المطلوب توافرها منها ومحاولات سد العجز والنقص, هذا هو ملخص مشكلة الألبان الصناعية والأمصال واللقاحات التي تسببت في معاناة كبيرة لكثير من المصريين الذين واجهوا شدة الحاجة بطول الانتظار والنقص بكثرة السؤال عن موعد انتهاء الأزمة. ومع توجيهات وتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنفيذ حزمة من الإجراءات لإصلاح القطاع الصحي وتحسين الخدمات الوقائية والعلاجية المقدمة للمواطنين كان وضع آليات لتوفير واتاحة الألبان والأمصال واللقاحات من بين أهم العناصر التي تتضمنها حزمة الإصلاحات لا سيما بعد أن دخلت صحة المصريين الإصلاح بأوامر رئاسية. لذلك كان من الضروري أن يكون توفير الاحتياطي الإستراتيجي من الألبان الصناعية والأمصال واللقاحات علي قائمة أولويات مشروع وزارة الصحة خلال الفترة المقبلة نظرا لأهمية تأمين تلك النواقص لخدمة شريحة عريضة تحتاجها ولضمان اجتياز أحد الاختبارات الصعبة في امتحان النهوض بالقطاع الصحي الاحتياطي في مواجهة النواقص السلاح المناعي صاحي الأمصال واللقاحات في أمان توفير كل الاحتياجات لثلاثة أشهر بخلاف الاستهلاك الروتيني .. ولأول مرة إضافة طعم السولك.. وافتتاح مصنع الأمصال الخطوة الأهم لا يمكن تركيز الاهتمام علي الداء دون توجيه القدر نفسه من الاهتمام وأكثر للدواء, وليس شرطا أن يكون الدواء بعد الإصابة بالمرض لأن هناك إجراءات وقائية يمكنها التصدي للمرض والوقوف كحائط صد لتجنب الإصابة به من الأساس والدخول في دائرة حصر أعداد المصابين. ولأن خطة المواجهة والنهوض بالقطاع الصحي لا يمكن أن تكتمل دون تحسين الجانب الوقائي والعلاجي من خلال توفير الأمصال واللقاحات التي تمنح الجسم المناعة وتكوين أجسام مضادة ضد الأمراض كحماية مسبقة للجسم, فيقوم اللقاح بتكوين الأجسام المضادة التي تقاوم المرض ويسهم المصل في دعم المناعة بتحصين مباشر للدم. احتياجات3 أشهر لذلك جاءت خطة توفير اللقاحات والأمصال بالجرعة للتأكيد علي تأمين صحة المصريين من كل الجوانب من خلال توفير احتياجاتهم من الأمصال واللقاحات عن طريق التعاقد وإصدار جميع أوامر التوريد للأمصال واللقاحات بإجمالي2.5 مليار جنيه خاصة وأن تلك اللقاحات والأمصال تعاني أزمة نقص عالمية لذلك بدأت الصحة خطتها بالتعاون مع اليونيسيف والسفارات المصرية بالخارج في سبيل توفير كل الاحتياجات اللازمة منهما لمدة ثلاثة أشهر علي الأقل, خاصة من بعض أنوع اللقاحات والأمصال التي ينبغي توافرها بصفة مستمرة دون انقطاع مثل لقاح سحائي رباعي ولقاح سحائي ثنائي ومصل تيتانوس1500 وحدة ومصل تيتانوس30000 وحدة ومصل الكلب ومصل الثعبان10 سم بالإضافة إلي الأمصال واللقاحات اللازمة للاستهلاك السنوي الروتيني. لا عودة لأزمة2013 وبالعودة إلي الوراء وتحديدا في مارس2013 تفاقمت أزمة الأمصال واللقاحات وناقشتها آنذاك لجنة الشئون الصحية والبيئة بمجلس الشوري خاصة بعد الإعلان عن ميزانية شركات الأمصال واللقاحات التي بلغت وقتها120 مليون جنيه سنويا لم تكن موجهة للاهتمام بالبحث العلمي بقدر تركيزها علي صيانة الأجهزة والمباني وفقا لما انتهت إليه تلك المناقشات. لتبقي قضية الأمصال واللقاحات علي صفيح ساخن حيث كانت تطل علينا أزمات عجز في بعض اللقاحات والأمصال كان يشكو البعض عدم توافرها ولكن ظل حرص الصحة علي فصل أزمة الدواء عن البرنامج الوقائي للوزارة والمتمثل في توفير التطعيم والأمصال واللقاحات وضمان عدم حدوث أي عجز في أي منهما. فاكسيرا ومصنع الأمصال ومع نهاية عام2014 أعلنت الشركة المصرية لإنتاج الأمصال واللقاحات التابعة للشركة القابضة لإنتاج اللقاحات والأمصال الحيوية فاكسيرا أن هناك خطة لرفع إنتاج الشركة من الأمصال من10 إلي80% خلال5 سنوات علي خلفية الحديث عن الأزمة المالية التي واجهت الشركة مع الإشارة إلي تلقي دعم كبير من مجلس الوزراء برئاسة المهندس إبراهيم محلب لإنهاء الأزمة, كما جاءت المنحة الإماراتية التي حصلت عليها فاكسيرا وساعدت في تطوير مصنع الأمصال علي فتح المجال لسوق الأمصال المصرية. وفي أغسطس2017 شهدت مصر نقلة نوعية في مجال إنتاج الأمصال واللقاحات بعد افتتاح أول مصنع لإنتاج الأمصال واللقاحات بطاقة إنتاجية بفائض13 مليون أمبول شهريا بناء علي توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة توفير الأمصال واللقاحات بالسوق المحلية بل والتوسع في تصديرها للسوقين العربية والأفريقية, ووفقا لتصريحات الدكتورة هبة والي رئيس الشركة القابضة لإنتاج الأمصال واللقاحات فاكسيرا هو المصنع الأول من نوعه بالمنطقة ويستهدف سد احتياجات ما يقرب من2.5 مليون طفل سنويا حيث يقوم بإنتاج أمصال منقذة للحياة مثل الأمصال المضادة للدغات الثعابين والعقارب ولسعات النحل وكذلك أمصال التيتانوس وغيرها من الأمصال بهدف توفير مخزون إستراتيجي كاف للمواجهة. باقي الخطة واستكمالا لخطة النهوض بالقطاع الصحي التي صدرت بتوجيهات رئاسية أكدت أولوية هذا القطاع خلال الفترة المقبلة حيث قامت الصحة بتوفير كل الأمصال واللقاحات بالجرعة حتي1 يوليو2018 مع التأكيد علي توفير المخزون الاستراتيجي الكافي طوال فترة الثلاثة أشهر المعلن عنها. كما أعلنت الوزارة عن إضافة طعم السولك لأول مرة لإعطائه للأطفال عند عمر4 أشهر, وكذلك توفير لقاح الحصبة والحصبة الألمانية بعدد16 مليون جرعة. مصل الثعبان وأزمة البحيرة ساقها القدر لتكون ضحية الأفاعي, هي محافظة البحيرة التي تواجه لدغات الثعابين ويسعي أهلها بكل سبل الإنقاذ لمواجهة هذا الخطر الكبير, تلك الأزمة التي استدعت تدخل قوات الأمصال واللقاحات فورا للسيطرة علي الموقف حيث تم الإعلان عن توافر مصل الثعبان بمستشفي المحمودية العام لطمأنة الأهالي خاصة في قرية منية السعيد التي تنتشر فيها الثعابين وحالات الإصابة بصورة أكبر مع توفير الفرق الطبية للتعامل مع مصل الثعبان علي مدي الساعة. وأوصت لجنة الصحة بالبحيرة بضرورة التنبيه علي كل من يتعرض للدغات الثعابين بالتوجه للمستشفي للتعامل مع الإصابة بسرعة وضمان عدم تفاقم حالته. اللقاح الجديد هو تطعيم السولك الذي أعلنت عنه وزارة الصحة ضمن خطتها لتأمين قطاع اللقاحات والأمصال ومخزونهما الإستراتيجي, ويستهدف العناية بالأطفال في سن4 أشهر عن طريق الحقن لمرة واحدة فقط للوقاية من ثلاثة أنواع من فيروس شلل الأطفال, وسيدخل ضمن قائمة تطعيمات الأطفال في22 يوليو الجاري بكل الوحدات الصحية ومراكز التطعيم في كل محافظات الجمهورية. ويستكمل هذا اللقاح سلسلة الإجراءات الوقائية التي تسعي لها وزارة الصحة فيما يخص صحة الطفل المصري عن طريق دعم المناعة.