ميسي.. النهاية المأساوية

نهاية الملك رقم10.. عنوان تصدر كرة القدم في سائر دول العالم مع إعلان خروج المنتخب الأرجنتيني المبكر من المونديال الروسي عبر الخسارة أمام فرنسا3-4 ووداع ليونيل ميسي سباق البطولة التي فشل في إحراز لقبها عبر رحلة دولية دامت31 عاما متصلة.
وأصبح ليونيل ميسي31 عاما في عيون جماهير الكرة الأرجنتينية هو المتهم الاول بإنهاء أحلام التانجو في البطولة ليكتب في روسيا السطر الأخير في مسيرته الدولية الفاشلة التي لا تتناسب مع تاريخه الكبير والأسطوري برفقة برشلونة الإسباني الذي حقق معه كل الألقاب.
ولم تكن النهاية المأساوية للملك رقم 10 ليونيل ميسي في روسيا مفاجأة لمن تابع رحلته سواء في الإعداد أو تاريخه بشكل عام أو تدخلاته وأخطائه التي ارتكبها وكانت سببا في سوء حالة المنتخب وتقديمه أسوأ مشاركة مونديالية له في رحلته داخل كأس العالم.
ونرصد في السطور التالية, الأسباب وراء النهاية المأساوية للملك رقم 10 الذي كتب السطر الأخير في رحلته الدولية برفقة التانجو.
هدف واحد وركلة ضائعة في أسوأ مستوي
فنيا, تمثل بطولة كأس العالم الحالية في روسيا بالغة السوء بالنسبة إلي ليونيل ميسي13 عاما قائد المنتخب الذي قدم واحدة من أسوأ مستوياته في عالم الكرة طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية. وطيلة4 مباريات شارك فيها, لم يسجل ميسي سوي هدف واحد وكان في مرمي نيجيريا خلال الدور الأول في الجولة الثالثة. وكانت أولي سقطات ميسي الفنية إهداره ركلة جزاء في لقاء الأرجنتين مع إيسلندا في الجولة الإفتتاحية, وكذلك إهداره3 فرص متتالية للتسجيل.
وفي لقاء الأرجنتين مع كرواتيا كان ميسي أسوأ اللاعبين في أرضية الملعب ولم ينجح في الهروب من الرقابة مطلقا, وغابت لمسته الساحرة. وفي لقاء الأرجنتين مع فرنسا, كانت أبرز بصماته هي التسديد مرة حولها ميركادو للمرمي, وصناعة التمريرة لسيرجيو أجويرو لتسجيل الهدف الثالث, وبشكل عام لم يقدم ليونيل ميسي المستوي المنتظر منه, وكان عبئا كبيرا علي تشكيلة المنتخب الأرجنتيني في البطولة.
السطو علي صلاحيات المدرب وإبعاد ديبالا
في مقدمة أسباب سقوط ليونيل ميسي تجاوزه دوره كلاعب وسيطرته كما أكدت التقارير الصحفية الأرجنتينية في الساعات الأخيرة, علي وضع التشكيل الأساسي وفرض إرادته علي المدرب خورخي سامباولي الذي قام بالتسليم التام لكل قرارات اللاعب وأبرزها في وضع التشكيل قبل المباريات المهمة وكان آخرها لقاءات الأرجنتين في كأس العالم.
ولعب ميسي دورا كبيرا في تجميد الموهبة الواعدة باولو ديبالا نجم يوفينتوس الإيطالي الذي جلس بديلا ولم تستفد منه الأرجنتين رغم وصوله
لأعلي فورمة سواء كصانع للألعاب أو جناح أيمن مهاجم.
في نفس الوقت تدخل ميسي قبل لقاء الأرجنتين مع نيجيريا في ختام الدور الأول ليبعد المخضرم سيرجيو أجويرو هداف مانشستر سيتي الإنجليزي من التشكيلة, ووضع بدلا منه هيجواين أساسيا ثم اطاح بالأخير وأشرك بافون مهاجما في لقاء فرنسا في الدور الأول, وكان ميسي شريكا لسامباولي في الإنقلاب علي سيرجيو روميرو حارس المرمي المخضرم واستبعاده من الحسابات خلال قائمة المنتخب بسبب تصريحاته ضد ميسي بعد الخسارة الودية المدوية أمام إسبانيا1-6, في مارس الماضي, يضاف إلي ذلك, استبعاد النجم خافير باستوري صانع ألعاب باريس سان جيرمان الفرنسي العائد للدوري الإيطالي مؤخرا في صفقة مدوية.
كلاكيت رابع مرة.. فضيحة
وأرتدي ليونيل ميسي قميص الأرجنتين في4 بطولات كأس عالم, كانت البداية فيها في نسخة2006 مع خوسيه بيكرمان وكان في الحادية والعشرين من عمره ووصل إلي دور الثمانية وودع البطولة ثم ودع منافسات 2010 من دور الثمانية بعد خسارة كبيرة أمام ألمانيا, قبل ان ينجح في الوصول إلي المباراة النهائية في نسخة4102, ويخسر من ألمانيا بهدف دون رد, ثم ودع البطولة في نسخة 2018 من دور الستة عشر بخسارة مذلة أمام فرنسا3-4 وقبلها خسارة أمام كرواتيا صفر-3 في لقاء الدور الأول, في أسوأ مشاركة مونديالية له.
ولم تتوقف انكسارات ميسي مع الأرجنتين عند بطولة كأس العالم وفشل في أخر14 عاما في إحراز لقب كوبا أمريكا 4 مرات كانت فيها التانجو مرشحة بقوة للتتويج بطلة للقارة ولكنه لم يقدم البصمة الفارقة في رحلة التانجو, وبات قريبا من الاعتزال الدولي في الساعات القليلة المقبلة, كما تطالبه الجماهير رافضة فكرة استمراره للتخلص من ظاهرة النجم الأوحد.
زمن مبابي
أنهي منتخب فرنسا الحلم الأرجنتيني الكبير وحول تأخره1-2 إلي فوز تاريخي3/4 في اللقاء الذي جمع بينهما أمس في افتتاح مباريات دور الستة عشر من عمر بطولة كأس العالم.
وودعت الأرجنتين منافسات بطولة كأس العالم مبكرا وواصل ليونيل ميسي قائدها التاريخي مسلسل الفشل المونديالي لرابع مرة علي التوالي لتتواصل لعنة دييجو مارادونا أخر نجم أسطوري قاد الأرجنتين إلي لقب بطل كأس العالم في عام 1986 قبل23 عاما.
وكتبت المباراة مولد نجم دولي واعد يحمل الرقم 10 ولكن في فرنسا وهو كيليان مبابي19 عاما رأس الحربة الموهوب الذي فرض نفسه نجما للمباراة وتكفل بتسجيل الهدفين الثالث والرابع ليقود الديوك الزرقاء إلي انتصار تاريخي والتأهل إلي دور الثمانية مع المدرب ديديه ديشان.
ولفت مبابي الأنظار له عبر نجاحه في الوقت الصعب في انتزاع الفوز بخلاف مهاراته في الهروب من رقابة الفريق الأرجنتيني وتنوع أدائه بين الجانبين الأيمن والأيسر, وصناعتها لفرص وتسجيلها.
ولم يقدم ليونيل ميسي المستوي المنتظر منه في المقابل, وافتقدت تحركاته للخطورة في الثلث الأخير ولم يكن له دور إلا في تسديدة الهدف الثاني لمنتخب بلاده التي حولها جابريل ميركادو لهدف.
وبدأ ديديه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي اللقاء بطريقة4-3-3
ودفع بكل من هوجو لوريس في حراسة المرمي وبافارد وأومتيتي ورافاييل فاران وهيرنانديز في الدفاع ونجولو كانتي وبول بوجبا وماتويدي في الوسط وأنطوان جريزمان وكليان مبابي وأوليفر جيرو في الهجوم.
في المقابل بدأ المنتخب الأرجنتيني اللقاء بطريقة لعب4-5-1 بتشكيلة ضمت فرانكو أرماني في حراسة المرمي وأوتاميندي وماركوس روخو وتاليافيجو وميركادو في الدفاع وخافير ماسكيرانو وإيجور بانيجا وبيريز وأنخيل ذي ماريا وليونيل ميسي في الوسط وبافون في الهجوم.
وجاء الشوط الأول متكافئ المستوي, تبادل خلاله الفريقان السيطرة, ونجح أنطوان جريزمان في تسجيل الهدف الأول لفرنسا في الدقيقة13 من ركلة جزاء باغت بها التانجو بالتسجيل والتقدم.
بعد الهدف, تحسن أداء المنتخب الأرجنتيني, وضغطت بشدة ولاحت فرص لبافون وليونيل ميسي وانخيل ذي ماريا, ونجح انخيل ذي ماريا من تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء في هز الشباك في الدقيقة14 وقبل النهاية ب4 دقائق, لينتهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي1-.1
وفي النصف الثاني, كان التفوق من نصيب الأرجنتين في أول5 دقائق حاصرت فيها فرنسا في منطقة الثلث الأخير, وافتتحت التسجيل في الدقيقة84 عبر المدافع جابريل ميركادو الذي حول تسديدة ميسي القوية إلي الشباك مسجلا الهدف الثاني, وتوقع الجميع سيطرة وتفوق كاملا للأرجنتين بعد الهدف ولكنها انهارت بشكل غريب مع تعديل ديديه ديشان المدير الفني لفرنسا لطريقة اللعب ومنحه أدوارا هجومية لبول بوجبا وماتويدي في الوسط وبافورد في الجانب الأيمن, وبدأت الهجمات الفرنسية تتوالي علي مرمي أرماني, وينجح بافورد في إدراك التعادل سريعا بتسديدة جميلة من الجبهة اليمني بعدها يتألق كيليان مبابي وينجح في غضون5 دقائق من تسجيل هدفين جميلين الثالث والرابع في الدقيقتين86,36, وبعدها هبط الأداء الفرنسي فيما هاجمت الأرجنتين ولاحت لها أكثر من فرصة قبل ان يسجل سيرجيو أجويرو في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من ضائع, يطلق بعدها الحكم صفارة النهاية ليفوز بعدها المنتخب الفرنسي علي الأرجنتيني4-3 ويتأهل رسميا إلي دور الثمانية ويطيح بالنجم ليونيل ميسي والمنتخب الأرجنتيني من بطولة كأس العالم من دور الستة عشر في واحدة من المفاجآت.
ديشان: كيليان هو رونالدو الجديد
أكد ديديه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي, إن فوز فريقه كان مستحقا بكل المقاييس علي المرشح الكبير لإحراز اللقب.
وأشاد ديشان في بداية حديثه بلاعبه كيليان مبابي قائلا: يقارنون بين مبابي ورونالدو نجم البرازيل, بالفعل المستوي متقارب ولكن مبابي لايزال صغيرا وقدم عرضا رائعا وسجل هدفين هو لايزال صغير السن نحن نراهن عليه كثيرا ولكن دون تحمله للضغط غير اللائق.
ويكمل المدير الفني: أحبطنا المنتخب الأرجنتيني, وخاصة ليونيل ميسي الذي حرمناه من المساحات التي يجيد التألق فيها ويرجع ذلك لتألق كانتي في الوسط وغلقه كل المساحات أمامه وفعلنا ما نستحق عليه الفوز. وأضاف المدير الفني: لعبنا علي نقاط الضعف ونجحنا في اختراق دفاع الأرجنتين في العديد من المناسبات, وكنا قريبين من تسجيل أهداف أخري بخلاف الرباعية, وفي النهاية هي نتيجة تاريخية والآن نحن في دور الثمانية وسنبدأ فتح الصفحة المقبلة لفرنسا في البطولة.
سامباولي: حافظوا علي ليو
أعيش خيبة أمل.. حافظوا علي ليو.. لا نستحق الخروج.. مستقبلي غامض.. بهذه الكلمات تحدث خورخي سامباولي المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني عن خسارته بالأربعة أمام فرنسا ووداعه بطولة كأس العالم
وقال سامباولي: لا نستحق الخروج, الهزيمة سببها غياب التركيز في15 دقيقة وهو امر غريب استقبلنا خلاله3 أهداف ولكن علينا أن ننظر إلي المستقبل, حافظوا علي ليونيل ميسي لا يجب له أن يعتزل دوليا وهو في أفضل فتراته الكروية, ويجب استغلال وجوده جيدا في المستقبل.
ويكمل المدير الفني: أعيش الإحباط ولا أعلم مستقبلي بكل تأكيد, سأحترم قرار الاتحاد الأرجنتيني مهما كان وسأكتب في تقريري شكرا لكل لاعب من لاعبي المنتخب قدموا كل ما يملكون ولكن غاب عنهم التوفيق في البطولة بشكل غير معتاد ومتتال, ولا أعتبر الوقت مناسبا لأن أقول قراري بشأن البقاء أو الرحيل عن المنتخب في الوقت الحالي.
الاعتزال الدولي يلاحق العواجيز
أنباء قوية ترددت داخل المنتخب الأرجنتيني تفيد باستقرار4 لاعبين علي الاعتزال الدولي عقب الخروج المبكر من دور الستة عشر لبطولة كأس العالم يتقدمهم خافير ماسكيرانو قلب الوسط المدافع وانخيل ذي ماريا لاعب الوسط المهاجم وجونزالو هيجواين رأس الحربة بالاضافة إلي جابريل ميركادو الظهير الأيمن, في ظل تخطي هذه المجموعة الثلاثين من العمر, ولتجنب الانتقادات الجماهيرية اللاذعة بعد الإخفاق.
مارادونا والاستقالة الجماعية
طالب دييجو أرماندو مارادونا أسطورة الكرة الأرجنتينية مسئولي الاتحاد بالاستقالة من مناصبهم علي خلفية الخروج من دور الستة عشر بالاضافة إلي استقالة خورخي سامباولي المدير الفني بعد الخسارة أمام فرنسا.
وقال مارادونا: الخسارة خنجر في قلب الأرجنتين, دموعنا الآن كبيرة والجرح عظيم, ويجب التحرك سريعا لإنقاذ المنتخب قبل فوات الأوان والانتظار4 سنوات مقبلة ولايجب أن يحدث ذلك في وجود المسئولين الحاليين بالاضافة إلي سامباولي علي رأس الإدارة الفنية.
رجل المباراة ثاني مرة
اختارت اللجنة الفنية لبطولة كأس العالم كيليان مبابي نجم المنتخب الفرنسي رجلا لمباراة الديوك الزرقاء مع الارجنتين التي سجل فيها هدفين وقاد فريقه للفوز4-3 والتأهل إلي دور الثمانية من عمر البطولة وهي ثاني مرة يحصل فيها مبابي علي لقب رجل المباراة بعد الحصول علي الجائزة في لقاء فرنسا مع بيرو في الجولة الثانية للدور الأول.
الإحصائيات رايح جاي
كشفت إحصائيات المباراة عن امتلاك المنتخب الأرجنتيني للاستحواذ علي حساب نظيره الفرنسي, بنسبة95 % للتانجو مقابل14 % للديوك.
وسدد المنتخب الفرنسي4 تسديدات علي المرمي مقابل4 تسديدات أيضا للأرجنتين, فيما تفوقت أيضا في التمرير السليم بنسبة68 % مقابل84 % لصالح المنتخب الفرنسي من التمريرات السليمة, وكان العدو داخل الملعب من نصيب المنتخب الفرنسي الذي جري لاعبوه79 كيلو مترا فيما أدي لاعبي المنتخب الأرجنتيني نحو69 كيلو مترا.