تتسارع وتيرة الأعمال الإرهابية في أوروبا منذ بداية عام2015, وحتي اليوم, مع تزايد مساحة الدماء التي تسيل في أنحاء القارة العجوز لتشمل فرنساوألمانيا وبلجيكا إلي جانب بريطانيا وإسبانيا في أوقات متفرقة. ويشكل إحباط الهجوم الأخير الذي أعلنت السلطات الألمانية أمس بأنها أحبطت اعتداء بقنبلة بيولوجية وذلك بعد ضبط مهاجر تونسي أمرا غير مسبوق في ألمانيا, البلد الذي يبقي مهددا باعتداءات جهادية. وقال قائد شرطة مكافحة الجريمة الألمانية هولجر مونخ لإذاعة آر بي بي المحلية: إنه كانت هناك استعدادات ملموسة لارتكاب مثل هذا الفعل بقنبلة بيولوجية من نوع ما, وهذا في ألمانيا أمر غير مسبوق. ولدي المحققين معطيات تؤشر إلي صلات بتنظيم إرهابي بحسب المسئول ذاته الذي لم يقدم المزيد من التفاصيل بهذا الشأن. وبحسب نيابة مكافحة الإرهاب فإن المشتبه فيه الذي قدم علي أنه سيف الله.ح كان قد حاول مرتين بلا جدوي التوجه إلي سوريا عبر تركيا خلال2017, وعلي الأرجح للانضمام لتنظيم إرهابي كما أنه كان علي اتصال مع أشخاص إرهابيين. وقال قائد الشرطة إن عمليات التفتيش أظهرت أن المشتبه فيه أنتج مادة الريسين بالفعل وهو سم من أصل نباتي يعتبر الأشد فتكا. وأوضحت النيابة أنها عثرت علي843 مليجرام من الريسين و3150 من بذور الريسين تتيح تصنيع السم. خطر تنامي نشاط الإرهابيين المحليين المتضامنين مع داعش حذرت منه الشرطة الأوروبية اليوروبول, فيما لم يكن عدد الإرهابيين العائدين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كبيرا, موضحة أن الخطر الأكبر يمثله الإرهابيون الأجانب علي الرغم من أن أعداد الإرهابيين العائدين متدنية. أوضحت الشرطة الأوروبية في تقرير لها أمس, أنه كانت هناك في الفترة الأخيرة زيادة لهجمات الذئاب المنفردة المؤيدين لداعش, وفي الكثير من الحالات من دون استخدام أي سلاح, بل بسكاكين أو سيارات, وأن معظم تلك الهجمات أسفرت عن مقتل أعداد أقل من الضحايا مقارنة بالهجمات التي نفذها مسلحون سابقون, ولكن التصدي لها كان أصعب. ووصل عدد الهجمات التي نفذت والمخططات التي تم إحباطها العام الماضي في أوروبا إلي205 عمليات إرهابية, وهذا أكثر بضعفين مما كان سابقا, وأسفرت عن مقتل62 شخصا. وحسب معطيات اليوروبول, عاد إلي أوروبا نحو1500 متطرف من أصل ال5 آلاف الذين انضموا إلي صفوف داعش في العراقوسوريا, ومعظمهم من بريطانياوألمانياوفرنسا وبلجيكا. وقتل ألف مسلح أوروبي في سورياوالعراق, حسب المعطيات الاستخباراتية. وتم القبض علي الكثير من المسلحين في سورياوالعراق, فيما توجه البعض بعد خسارة داعش لأهم معاقله في البلدين, إلي ماليزيا والفلبين وليبيا, ويختبئ آخرون في بلدان مختلفة مثل تركيا. وأطلقت فرنساوألمانيا وإسبانيا وبلجيكا مبادرة تسعي إلي إنشاء سجل أوروبي لتبادل معلومات مهمة لمكافحة الإرهاب, بحسب ما أوردت وكالة يوروحست للتعاون القضائي, ويتيح السجل الجديد تمرير معلومات عن تحقيقات جارية بين دول الاتحاد الأوروبي للمساعدة علي بناء صورة كاملة.