يعد الغوص حول مواقع الشعاب المرجانية بمياه البحر الأحمر علي رأس الأنشطة التي يمارسها السائحون الأجانب ووفقا للإحصائيات التي أعدتها الأجهزة المختصة عن قطاع السياحة بالمحافظة تبين أن85% من هؤلاء السائحين يمارسون الأنشطة البحرية وعلي رأسها الغوص خلال زيارتهم للمنطقة ومن هنا ونتيجة للضغط المكثف علي مواقع الغوص بمياه المنطقة بات التأثير السلبي علي المستعمرات المرجانية خلال السنوات الأخيرة واضحا حيث وصلت معدلات الغوص حول تلك المواقع إلي الخطوط الحمراء التي تهدد هذه الشعاب في مقتل بما يهدد معها حركة الجذب السياحي للمنطقة, من هنا كان تفكير جمعية المحافظة علي البيئة بالغردقة هيبكا كما يقول الدكتور محمود حنفي الأستاذ بكلية العلوم جامعة قناة السويس ومستشار الجمعية في ضرورة البحث عن بدائل أخري لتخفيف الضغط البشري علي مواقع الشعاب المرجانية أو مزارات الغوص, مشيرا إلي أن الجمعية تقدمت للواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر بمشروع جديد سيتم تنفيذه لأول مرة بمياه البحر يتعلق باستحداث مناطق غوص صناعية من خلال إنشاء حيود مرجانية صناعية تعتمد علي المعدات المكهنة لتتحول تدريجيا إلي شعاب مرجانية طبيعية. وقال حنفي إن هذا المشروع والذي وافق عليه المحافظ علي الفور يهدف في المقام الأول إلي تخفيف الضغط القائم علي الاستخدام المفرط لمناطق الغوص الموجودة بمياه البحر الأحمر والتي تعد الركيزة الأولي لعملية الجذب السياحي للمنطقة ومحاولة زراعة شعاب مرجانية جديدة. وأضاف أن هذه الخطوة تأتي في إطار السعي إلي استحداث مواقع غوص جديدة أمام مدينة الغردقة بشكل خاص لتخفيف الزيادة المطردة في معدلات الغوص علي المواقع الحالية الموجودة بمياه المنطقة والتي تصل لنحو259 موقعا غالبيتها تعرضت لعمليات غوص مفرط خلال الفترات الماضية, مشيرا إلي أن معدلات الغوص حولها وصلت إلي أكثر من200 ألف غوصة بالموقع الواحد خلال السنة الواحدة وفقا للإحصائيات التي أعدتها الأجهزة المختصة, موضحا أن85% من السائحين الوافدين للمنطقة يقومون بمزاولة تلك الأنشطة وهذه النسب المرتفعة من الاستخدام باتت تمثل خطرا داهما علي المستعمرات المرجانية لأنها تفوق القدرة الاستيعابية لها علي تحمل معدلات الغوص مما يعرضها لعمليات تكسير تحتاج لسنوات طويلة بعدها حتي تستعيد طبيعتها. وأشار إلي أن تدهور هذه الشعاب التي تعد بيوتا للأسماك الملونة والكائنات البحرية النادرة التي يأتي إليها السائحون من كل دول العالم يعني تدهور حركة الجذب السياحي للمنطقة. وقال حنفي إن المشروع الجديد سيتم تنفيذه بالتنسيق مع القوات المسلحة وسوف تتم الاستعانة في تنفيذه بمعدات مكهنة مثل الدبابات والعربات المصفحة والأتوبيسات وغيرها من المعدات غير المستعملة, مشيرا إلي ان هذه المعدات سوف توفر السطح الصلب لتتجمع فوقه يرقات الشعاب المرجانية وتنمو تدريجيا حتي تصبح فيما بعد مستعمرات مرجانية طبيعية, موضحا أن هذه المعدات ستصبح في بدايتها بمثابة مزارات بحرية تشبه الشعاب المرجانية يمكن أن تجذب عددا من الغواصين لممارسة النشاط البحري حولها بما يخفف الضغط علي مواقع الغوص الحالية ويجعل شعابها المرجانية تستعيد ولو جزءا من كفاءتها المعهودة.