بداية جديدة أم نهاية مأساوية.. كلاهما شبح يلاحق حاليا ليونيل ميسي31 عاما قائد المنتخب الأرجنتيني ونجم برشلونة الإسباني قبل ملاقاة الأرجنتين لكل من نيجيريا وكرواتيا الأصعب في المجموعة, بعد إخفاقه الكبير في لقاء أمس أمام آيسلندا وإهداره ركلة جزاء وفقدان التانجو نقطتين غاليتين في سباق المجموعة الرابعة للبطولة. ويمثل كأس العالم بالنسبة إلي ميسي عقدة تاريخية, حيث شارك في3 مناسبات من قبل أعوام2006 2010 2014 وصل فيها مرة واحدة إلي المباراة النهائية في النسخة الماضية التي خسرتها الأرجنتين أمام ألمانيا وفشل في إحراز اللقب الكبير وتحقيق إنجاز الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا صاحب مجد1986 ونجم القرن العشرين في البلاد هناك. ودشنت الجماهير الأرجنتينية هاشتاج باسم مارادونا أفضل من ليو علي مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر أجرت خلاله مقارنة بين ميسي حاليا ودييجو أرماندو مارادونا في القرن العشرين وكتب مغرد: مارادونا حقق لقبا ووصافة وحرموه في94 من المجد.. أين ميسي؟ وكتب آخر: ميسي للبارسا لا للأرجنتين, وكتب ثالث: ميسي كفي.. انظر إلي دييجو.. وكتب رابع: مارادونا ستبقي بطلنا الأول. وكان دييجو أرماندو مارادونا قاد الأرجنتين للحصول علي لقب بطل كأس العالم في عام1986 بخلاف الوصول إلي نهائي1990 في إيطاليا عبر4 مشاركات مونديالية له, فيما لم يحقق ميسي شيئا يذكر سوي بلوغ نهائي النسخة الماضية والخسارة وبقي سجله خاليا من أي إنجازات. أول مفاجأة آيسلندا تتعادل مع الأرجنتين1 1 في قمة الكفاح في بداية هزيلة ومتواضعة, فرط المنتخب الأرجنتيني في الانتصار بتعادله مع آيسلندا بهدف لكل فريق في اللقاء الذي جمع بينهما أمس في افتتاحية المجموعة الرابعة لبطولة كأس العالم. وفاجأت الأرجنتين العالم بأسره وهي بطلة في نسختين والمرشحة بقوة للفوز بالكأس, بعرض هزيل وفقدان نقطتين غاليتين في أولي مفاجآت المونديال بالتعادل مع آيسلندا بهدف لكل فريق. وفشل ليونيل ميسي أسطورة الكرة الأرجنتينية, في ترجيح كفة فريقه بعد إهداره لفرصة ذهبية وإضاعته لركلة جزاء. في المقابل دشن المنتخب الآيسلندي بداية قوية في المونديال, وقدم عرضا رائعا وكاد أن يخطف الفوز في أكثر من مناسبة. افتتح سيرجيو أجويرو التسجيل للأرجنتين بالهدف الأول في الدقيقة19, فيما عادل ألفريد فينبوجاسون النتيجة لآيسلندا في الدقيقة.23 فضل خورخي سامباولي الاعتماد علي الثنائي ليونيل ميسي وسيرجيو أجويرو في خط الهجوم, والدفع بأنخيل دي ماريا وماكسيميليانو ميزا كجناحين, والإبقاء علي جونزالو هيجواين علي دكة البدلاء. جاءت الدقائق العشر الأولي لجس النبض بين المنتخبين, حيث بدأ المنتخب الآيسلندي اللقاء بضغط شامل علي الخط الخلفي للأرجنتين, ولكن الخطورة الحقيقية ظهرت في الدقيقة12 من جانب الأرجنتين عندما سدد ميسي كرة قوية تصدي لها الحارس الآيسلندي. ومع الدقيقة19 سدد ماركوس روخو كرة قوية وصلت إلي أجويرو, الذي تعامل معها بذكاء شديد بعدما هيأها لنفسه بطريقة جيدة ثم سدد كرة بيسراه سكنت الزاوية اليمني, معلنا عن الهدف الأول للأرجنتين. وعاني المنتخب الأرجنتيني من مشاكل في الثلث الدفاعي وهو ما استغلته آيسلندا ولم تستغرق سوي دقائق فقط لتعديل النتيجة عن طريق فينبوجاسون, الذي تابع كرة مرتدة من الحارس كاباييرو وعادل النتيجة لمنتخب بلاده وفشلت محاولات الأرجنتين في اختراق الدفاع الآيسلندي طيلة ربع ساعة كاملة قبل أن يطلق الحكم صفارة نهاية الشوط الأول. في الشوط الثاني واصلت الأرجنتين الإخفاق في الوصول إلي شباك آيسلندا وانعدام الحلول الهجومية, ليلجأ سامباولي لإجراء أول تغييراته في الدقيقة52 بخروج لوكاس بيليا ودخول إيفر بانيجا وحصل ميزا علي ركلة جزاء في الدقيقة64 بعد عرقلته داخل المنطقة بعد عرضية من ميسي, ليتصدي لها الأخير الذي خيب آمال الجمهور بتسديدة في يد الحارس. وبات ميسي, صاحب أول ركلة جزاء مهدرة في النسخة الحالية من المونديال, بينما يبقي غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو, صاحب أول ركلة مسجلة في هذه النسخة. أجري هيمير هالجيرسون التغيير الأول للتعامل مع سيطرة الأرجنتين, حيث أخرج الجناح جودموندسون وأشرك جيسلاسون ذا الميول الدفاعية, ليتبعه سامباولي بالتغيير الثاني بدخول كريستان بافون بدلا من دي ماريا. لم يهدأ ميسي قبل10 دقائق من نهاية المباراة في ظل هجوم شامل من الأرجنتين, حيث حاول مجددا بكرة راوغ بها أكثر من لاعب ولكن جاءت التسديدة علي مقربة من القائم الأيمن للحارس. اضطر سامباولي للدفع بالورقة الأخيرة, بإشراك جونزالو هيجوايين بدلا من ميزا علي أمل إحراز هدف الفوز. ارتدي الحارس هالدرسون قفاز الإجادة بعدما تصدي لتسديدة رائعة من أجويرو كادت أن تغالطه وتسكن الشباك, ليتبعه ميسي بتسديدة أخري بيمناه ولكن خرجت بعيدا عن المرمي لينتهي اللقاء بتعادل الفريقين. سامباولي: أهدرنا كل الفرص.. والقادم أصعب وصف خورخي سامباولي المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني تعادله مع آيسلندا بالمخيب للآمال في بداية مشواره ببطولة كأس العالم. وقال سامباولي لوسائل الإعلام عقب نهاية المباراة: من الصعب تقييم عمل ميسي, لأنه في كل مباراة يقدم أداء جيدا, آيسلندا لعبت بشكل دفاعي جيد للغاية, وأغلقت كل المساحات, ونحن بذلنا كل ما في وسعنا لتحقيق الفوز, ولكن المباراة كانت مغلقة. ..واللاعبون يحاولون إنقاذه أنقذوا ميسي.. عنوان فرض نفسه بقوة داخل المونديال الروسي في الساعات الأخيرة بعد صدمة تعادل المنتخب الأرجنتيني مع نظيره آيسلندا بهدف لكل فريق وإهدار ليونيل ميسي قائد التانجو ونجمها الأسطوري ركلة جزاء حرم بها فريقه من حصد أول3 نقاط. وانهالت محاولات الشد من أزر ميسي31 عاما من داخل الفريق عبر تصريحات سريعة أدلي بها اللاعبون فور انتهاء اللقاء. وقال خافير ماسكيرانو: نطلب دعم الجماهير لنا وبالأخص ميسي, هو لاعب كبير والأبرز في تشكيلة الفريق وأفضل من لعبت بجانبه هنا وفي برشلونة, لا يجب أن نتوقف عن مساندته. وقال سيرجيو أجويرو: ليست أزمة أن يهدر لاعب ركلة جزاء, ميسي لم يكن موفقا ولكنه قدم الكثير في المباراة, علينا دعمه بشكل كامل. وقال جونزالو هيجواين: لعبت لفترة وجيزة في المباراة, ورأيت كيف حاول ميسي قيادة الفريق إلي الفوز, لم يكن موفقا بالشكل الكافي, ولكنه لاعبنا الأول وأنا أدعمه بكل قوة في الفترة المقبلة. ليو يعتذر قائد التانجو: تألمت كثيرا.. وأنظر إلي المستقبل دافع ليونيل ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني عن نفسه في واقعة إهدار ركلة جزاء وحرمان التانجو من أول فوز لها في مونديال.2018 وتحدث ميسي31 عاما بعد المباراة مباشرة قائلا: نعم أنا المسئول, أتحمل مسئولية ما حدث والتعادل مع آيسلندا وإهدار نقطتين غاليتين في بداية مشوار المجموعة الرابعة, لقد كانت فرصتي هي الأنسب لحسم اللقاء والحصول علي3 نقاط في أول جولة. ويكمل ميسي قائلا: ركلة الجزاء كانت كفيلة بحسم كل شيء ولكن يجب أن أنظر إلي الأمام فالمنتخب لديه مباراتان بالغتا الصعوبة مستقبلا. ويضيف ميسي: أكثر ما يؤلمني أنني من أهدرت ركلة الجزاء وانتهاء اللقاء بالتعادل الإيجابي وخسارة نقطتين ولكني سأحاول مجددا في المباريات المقبلة تسجيل الأهداف ولن أتوقف عن بذل الجهد للمنتخب. ووجه ميسي الشكر إلي زملائه الذين ساندوه بقوة عقب انتهاء اللقاء, مشيرا إلي أن الجيل الحالي يمتاز بالوحدة والتلاحم والحب, مشددا علي أن المباراة الأولي دائما ما تشهد مفاجآت يجب تداركها سريعا. ..والبطل هالدورسون: ذاكرته جيدا وتوقعت الركلة كشف هانيس هالدورسون حارس مرمي منتخب آيسلندا الأول لكرة القدم عن السر وراء نجاحه في التصدي لركلة جزاء الأرجنتيني ليونيل ميسي في المباراة التي جمعت بين المنتخبين في كأس العالم, لقد شاهدت بعض ركلات الجزاء التي قام ميسي بتسديدها من قبل, فوجدته دائما ما يسدد في جانبي المرمي, وتنبأت بأنه سيسدد في الجهة اليمني.