كانت حياته تسير بشكل طبيعي, حيث اعتاد التردد علي عيادته الشهيرة بشارع مصطفي المراغي لمباشرة عمله كطبيب نساء وولادة يستقل سيارته من منطقة المعادي حيث يقيم الي مدينة حلوان ويعود بعد خروج آخر مريض من عيادته في وقت متأخر من الليل الي منزل اسرته وبالرغم من كبر سنه وتجاوزه الستين الا انه داب علي الذهاب الي عيادته مبكرا والعودة متأخرا تنتظره بفارغ الصبر زوجته للاطمئنان عليه وتجهيز عشائه قبل ان ينام. كان الدكتور فتحي معروفا وسط اهالي منطقته بطيبته الشديدة ومساعدته للفقراء والمساكين اما بمقر عيادته فكان لا يتواني في تقديم يد العون والمساعدة للمرضي غير القادرين الا ان هناك عيونا غادرة كانت تراقب وترصد تحركاته باستمرار من أجل سرقته والاستيلاء علي ما بحوزته من اموال فقبل عدة اشهر من العثور علي جثة الطبيب ملقاه بين مقابر عرب راشد مكبل اليدين والقدمين كانت أولي سطور نهايته عقب استعانة الطبيب الشهير بزوج الممرضة التي تعمل معه في عيادته الخاصة لانهاء بعض التشطيبات الخاصة بالعيادة وهنا لاحظ زوج الممرضة مدي ثراء الطبيب وتردد العديد من المرضي عليه فوسوس له الشيطان بتنفيذ مخططه الاجرامي حيث بدأ يرصد مواعيد خروجه من عيادته واستعان بصديق له لمساعدته في الاجهاز عليه وسرقته. كان اللواء محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة تلقي اخطارا من اللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ الي المقدم هاني ابو علم رئيس مباحث قسم شرطة حلوان من اشرف عبد الغني22 سنة عامل بسوبر ماركت ومقيم شارع عمر بن الخطاب بجوار مسجد عمر عرب راشد بعثوره علي جثه لرجل مجهول الهوية مكبل اليدين والارجل بمنطقة مقابر عرب راشد ونفي علمه بملابسات الواقعة. وبانتقال رجال المباحث بقيادة الرائد احمد الدالي معاون المباحث والفحص تبين أن الجثة لذكر في نهاية العقد السادس من العمر موثوق الايدي والأرجل ومكمم بلاصق طبي ابيض يرتدي كامل ملابسه وبه إصابة ردية بمؤخرة الرأس وسحجه بالجبهة وعثر بحوزته علي مبلغ2365 جنيها ودبلة فضية باصبع اليد اليسري ولم يعثر معه علي ثمة أوراق أو مستندات تفيد شخصيته. تم تشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان محمد منصور مدير مباحث العاصمة ومحمود ابو عمرة باشره العميد محمد الشرقاوي رئيس مباحث قطاع الجنوب والعقيد محمد عاكف مفتش المباحث ضم ضباط مباحث قسم شرطة حلوان بقيادة المقدم هاني ابو علم رئيس المباحث لكشف غموض الواقعة والقبض علي المتهمين. واثناء السير في إجراءات البحث ورد بلاغ لقسم شرطة المعادي من المدعوة ابتسام محمد63 سنة كبيرة اخصائي نساء وتوليد بالمعاش ومقيمه المعادي بتغيب زوجها المدعو فتحي عبد الغفار68 سنة طبيب نساء وتوليد ويمتلك عيادة كائنة40 شارع مصطفي المراغي- حلوان وبحوزته السيارة ملكه رقم وس س375 سوداء اللون عقب خروجه من عيادته في ساعة متأخرة باستدعائها تعرفت علي جثة المتوفي. بتكثيف التحريات ومن خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة أمكن التوصل إلي أن وراء ارتكاب الواقعة عمر نصر36 سنة سائق توك توك ومقيم خلف شركة البترول عرب البراوي كفر العلو حلوان ومختار رجب وشهرته المخ27 سنة سائق ومقيم منشية جمال عبد الناصر حلوان. عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها المتهمان أسفرت إحداها عن ضبطهما وبمواجهتهما بالمعلومات والتحريات أيداها واعترفا بارتكاب الواقعة وقرر الأول بأن زوجته المدعوة انشراح سعد32 سنة ممرضة بمركز كفر العلو الطبي ومقيمه بذات العنوان تعمل في الفترة المسائية كممرضة بالعيادة ملك المجني عليه ولسابقة قيامه بأعمال دهانات بذات العيادة ولعلمه بثرائه خطط للتخلص منه والاستيلاء علي سيارته وما بحوزته من متعلقات شخصية واستعان بالثاني لتنفيذ مخططه حيث استوقفا المجني عليه أسفل العيادة محل عمله بدعوي توصيلهما لمنطقة المعصرة وأثناء استقلالهما السيارة صحبته بمنطقة ركن فاروق دائرة القسم طلب منه التوقف بدعوي قضاء الحاجة وغافله وتعدي عليه بعصا خشبية شومة وشلا حركته وقاما بتكميمه وتقييده بلاصق طبي وشال واصطحباه لمنطقة كفر العلو دائرة القسم حيث قاما بخنقه حتي تأكدا من وفاته واستوليا علي السيارة والهواتف المحمولة ومتعلقاته الشخصية وتخلصا من الجثة بمكان العثور وبمواجهة الثاني بما جاء بأقوال الأول أيده. وأضافا بقيامهما بالتخلص من هواتف المجني عليه بالقائها بالطريق العام وإخفاء السيارة طرف المدعو محمد نبيل28 سنة سمكري سيارات ومقيم منشية جمال عبد الناصر حلوان تم بإرشادهما ضبط الأخير وبحوزته السيارة المستولي عليها بمكان إخفائها بجوار الورشة محل عمله عقب استيلائه علي بعض من اجزائها وبمواجهته بما جاء بأقوال الأول والثاني أيدها وقرر بعلمه بأن السيارة من متحصلات الواقعة. تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهما للنيابة التي تولت التحقيق.