مع دقات الثانية ظهر اليوم, تتوقف أفراح العيد في مصر, لمدة90 دقيقة تتجه فيها أنظار100 مليون مواطن تجاه روسيا, حينما يخوض المنتخب الوطني الأول لكرة القدم أولي مبارياته في بطولة كأس العالم بملاقاة أوروجواي في الجولة الأولي من عمر المجموعة الأولي. مباراة الليلة بمثابة حدث تاريخي, فهي خامس مباراة يخوضها المنتخب عبر تاريخه في بطولات كأس العالم, ويسعي فيها لتقديم مشاركة قوية تفوق ما قدمه جيل1990, حينما حصد تعادلين في الدور الأول. وتتجه أنظار الجماهير المصرية صوب الملعب وهي تأمل في متابعة عرض كروي كبير أمام المرشح الأول لصدارة المجموعة ورفع رأس الكرة العربية عاليا في المونديال الروسي, والتأكيد علي امتلاك الجيل الحالي القدرة علي المنافسة بقوة علي التأهل لدور الستة عشر. وعندما تنطلق المواجهة الليلة تتجه الأنظار صوب الأسماء الكبيرة في المنتخبين, بحثا عن ترجيح كفة فريق علي حساب آخر. أسلحة كوبر في السعيد والنني وتريزيجيه والأوراق الرابحة في المنتخب المصري تتمثل قوة الوسط, خاصة في ظل حال مشاركة محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وأفضل لاعب إفريقي من عدمه, في ظل تعافيه مؤخرا من الإصابة ولكن لا تزال هناك أصوات تدعو إلي تأجيل ظهوره إلي لقاء روسيا المقبل. ويراهن كوبر كثيرا علي قوة محوري الارتكاز طارق حامد ومحمد النني, بالإضافة إلي مهارات عبدالله السعيد في بناء الهجمات كصانع ألعاب مخضرم إلي جانب انطلاقات الجناح الأيسر السريع محمود حسن تريزيجيه وتسديداته القوية ويمثل الرباعي في حالة غياب صلاح العمود الفقري الذي يراهن عليه كوبر كثيرا في الوصول لمرمي المنافس وغلق المساحات في منطقة الوسط, أيضا أمام الهجمات المعاكسة, إلي جانب التماسك الدفاعي الذي يؤدي به أحمد فتحي وعلي جبر وأحمد حجازي ومحمد عبدالشافي أصحاب الدور الدفاعي الواضح في المباريات الكبري بدون مغامرة هجومية. دويتو الرعب ورقة تاباريز الأولي في المقابل يراهن المنتخب الأوروجوياني بشكل لافت علي قوة خط هجومه الذي يضم اسمين كبيرين في كرة القدم الأوروبية, حاليا وهما لويس سواريز هداف برشلونة الإسباني وإديسون كافاني هداف باريس سان جيرمان الفرنسي, وكلاهما سجل أكثر من40 هدفا في الموسم المنقضي ويملكان خبرات كبيرة ولعبا من قبل في المونديال ومن العناصر التي يراهن عليها تاباريز كثيرا في ترجيح كفته, ويميل المدير الفني لأوروجواي إلي الرهان علي الكرات العرضية كسلاح هجومي لاستغلال قوة الثنائي الهجومي في هز الشباك من ألعاب الهواء, بالإضافة إلي انطلاقات لاعبي الوسط والتسديد علي المرمي وهي ميزة مهمة في المنتخب الأوروجواني حسم بها الكثير من مبارياته, كما يراهن المدير الفني للمنتخب الأوروجواني علي قوة الدفاع الذي يقوده دييجو جودين نجم أتلتيكو مدريد الإسباني وأحد أبرز المدافعين في العالم. صدام هيكتور وأوسكار في المناورات وتمثل موقعة اليوم, صداما قويا بين عملاقين للتدريب في أمريكا الجنوبية الأول هو الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب والثاني هو الأوروجواني أوسكار تاباريز مدرب أوروجواي وكلاهما عمل في الدوري الإسباني الليجا قبل أكثر من20 عاما وحقق تجربة لافتة, وكلاهما يسعي لتقديم مستوي مميز في البطولة, وكلاهما مدرب متحفظ علي الصعيد الهجومي وصاحب رؤية تكتيكية تميل إلي الدفاع. ويعتمد هيكتور كوبر بشكل مستمر منذ توليه المسئولية علي طريقة لعب4-2-3-1 فيما يلجأ أوسكار تاباريز إلي تكتيك4-3-1-.1 ويميل كوبر وتاباريز إلي مدرسة الهفوات الدفاعية, فلا يوجد لدي أي منهما اندفاع هجومي ويلعبان دائما علي أخطاء المنافس. انتصارات وتعادلات وهزائم في الوديات وأهم ما يميز اللقاء هو الإعداد القوي الذي خاضه كل فريق قبل بداية كأس العالم, من أجل تحقيق ضربة بداية قوية, فالمنتخب المصري خاض5 مباريات ودية في مارس ومايو ويونيو, حقق فيها تعادلين مع الكويت1-1, وكولومبيا0-0, فيما خسر من بلجيكا واليونان والبرتغال, وتمثل تجربة كولومبيا بالنسبة إلي هيكتور كوبر اختبارا لملاقاة أوروجواي, في المقابل, خاض أوسكار تاباريز3 مباريات ودية في فترة الإعداد حقق فيها الفوز جميعا وكان آخرها الفوز علي أوزبكستان بثلاثة أهداف مقابل لاشيء في آخر ودية له قبل بدء البطولة وثبت فيها تشكيلته الأساسية. وتبدو كل السيناريوهات, مفتوحة أمام متابعة ضربة بداية قوية لأي من المنتخبين في ظل النتيجة المفاجئة التي حققها المنتخب الروسي بالأمس, بفوزه في الافتتاح علي السعودية بخمسة أهداف مقابل لا شيء في واحدة من المفاجآت الكبري في البطولة تصدر بها الروس قمة المجموعة.