البطولات لاتحقق الا بالانتصارات والانتصارات لاتأتي الا بالجهد والعرق.. والجهد والعرق يختلف عن الكلام والتصريحات.. فمن يتكلم كثيرا ينجز قليلا.. ومن يصمت ويكتفي بالعمل في هدوء بعيدا عن الشماعات يحصد الجائزة في النهاية.. والجائزة هي الدرع التي فازت الأهلي.. او فاز الأهلي بالدرع فكلاهما عاشق ومعشوق.. فالدوري للأهلي.. والأهلي للدوري.. انه فريق كبير حصد36 لقبا وبهذا الرقم فاز بمفرده بضعف المرات التي فازت بها كل الفرق المصرية مجتمعة.. فقد فاز الزمالك باللقب11 مرة والإسماعيلي3 مرات ومرة واحدة لكل من المقاولون والاوليمبي والترسانة وغزل المحلة اي18 مرة مقابل36 للأهلي ماهذه العظمة.. وماهذا الفريق الذي لايعرف سوي كلمة الانتصار في النهاية.. فمهما كانت الظروف صعبة فهو لايتوقف لانه يعرف هدفه ويسير اليه بكل ثقة.. هو يترك الكل يحلم لكن في النهاية يكون هو فقط الحقيقة.. انه الأهلي الذي حسم الامور في ليلة الجمعة مساء امس لتكون جمعة اليوم هي جمعة الأهلي والتي تواكب جمعة الاصرار التي يقدمها الثوار في ميدان التحرير في هذه اللحظات ومن حسن الطالع ان تأتي جمعة الاصرار لتناسب اصرار الأهلي علي تحقيق اللقب36. مساء أمس كان ستاد الكلية الحربية علي موعد مع بطولة جديدة لكنها مكررة للأهلي.. بطولة اعتاد عليها واصبحت عادة بدلا من انجاز.. الأهلي كان ختامه مسكا في حسم الدرع عندما حقق اقوي فوز له هذا الموسم بخمسة اهداف مقابل هدف ليؤكد انه هو وليس غيره البطل, أهداف الأهلي احرزها عبر الشوطين وائل جمعة من ركلة جزاء ومحمدبركات وشريف عبدالفضيل في الشوط الاول.. وجدو وحسام غالي في الشوط الثاني وهدف المقاولون الوحيد سجله محمد عادل.. الأهلي بهذا الفوز رفع رصيده الي60 نقطة بفارق7 نقاط عن الزمالك الثاني الذي توقف حتي الان رصيده عند53 نقطة بعد التعادل مع وادي دجلة قبل نهاية الدوري الممتاز بمرحلة واحدة. الأهلي منظومة لاتعرف غير الانتصار.. ناد لايعرف سوي البطولات والألقاب في كرة القدم.. وهذا الانجاز الاخير لعب فيه دور البطولة البرتغالي مانويل جوزيه الذي تسلم الأهلي خامس دوري وخلف الزمالك بست نقاط وقاد الأهلي لاعظم انتصارات فلم يخسر اي مباراة منذ لقاء المقاصة في نهاية الدور الاول وتعادل4 مرات فقط وحقق الفوز في الباقي ليعادل الزمالك ويتقدم ويفوقه حتي الآن بسبع نقاط قابلة للمزيد او النقصان في الجولة الاخيرة بالموسم يوم الاحد المقبل. الكرة إجوان هذا مافعله الأهلي خلال الشوط الاول فرغم الاداء غير الجيد معظم ال45 دقيقة الا ان كل الفرص التي اتيحت له سجل منها اهدافا عكس ماحدث معه في لقاء سموحة ذهب كثيرا وسجل قليلا.. الأهلي لعب بتشكيلة ضمت كلا من أحمدعادل عبدالمنعم في حراسة المرمي وامامه الثلاثي شريف عبدالفضيل ووائل جمعة وأحمد السيد.. وفي اليمن احمد فتحي وفي اليسار أيمن اشرف وفي الوسط حسام غالي ومعتز اينو امامهما بركات وفي المقدمة جدو ومتعب.. كان الأهلي يلعب بعشوائية دون ظهور لاي جانب خططي من اي نوع حتي ان الملل اصاب كل من كان يتابع اللقاء وشك الاهلاوية في قدرة فريقهم علي التقدم بهدف وظل الحال بهذا المنظر غير المناسب للأهلي الذي يسعي لحسم اللقب ولم يكن اداء لاعبيه يشير الي قدرتهم علي الفوز حتي جاءت الدقيقة20 عندما تسلم معتز اينو كرة وسدد من بعيد اولي كرة حمراء علي العقباوي حارس المقاولون ارتدت منه وذهبت الي متعب حاول التقدم للتسجيل لكن العقباوي عرقلة فأحتسب الحكم ياسرعبدالرءوف ركلة جزاء تصدي لها وائل جمعة وسجل منها الهدف الاول. لم يكن الأهلي مسيطرا ولم تكن اطرافه تعمل بصورة جيدة حتي ان ايمن اشرف لم يلعب ولو عرضية واحدة من اليسار واختفي بركات حتي ظهر في الدقيقة30 عندما استقبل كرة علي حدود المنطقة ودخل بها وحاول تمريرها لعماد متعب لكنها اخذت طريقها الي المرمي دون ان يفعل لها متعب اي شيء مسجلة الهدف الثاني للأهلي وهدف الضمان للدوري.. وبعد الهدف فاق الأهلي بعض الشيء وسيطر علي وسط الملعب ولجأ لاعبوه الي التمرير الكثير وفي الدقيقة37 من ركلة ركنية لعبها احمدفتحي وصلت لرأس شريف عبدالفضيل سددها قوية في الارض امام المرمي ذهبت الي الشباك معلنه عن الهدف الثالث ليتقدم الأهلي3/ صفر بأقل جهد وأقل فرص نسبة استغلال مائة بالمائة. اما المقاولون الذي لعب بنفس طريقة الأهلي مع الفارق في التنفيذ فضمت تشكيلته كلا من العقباوي في حراسة المرمي وامامه الثلاثي عبداللاه جلال وسعد سمير وحسن عبدالعزيز.. وفي اليمين باسم علي وفي اليسار احمدعبدالعزيز.. واثنان في الارتكاز محمدعادل وسيد شعبان وامامهما صلاح مارادونا وعلاء كمال وفي المقدمه وحيدا موسي كبيرو ظهر المقاولون بشكل جيد في البداية لمدة10 دقائق ثم تراجع تماما وانهار لاعبوه بعد هدف الأهلي الاول ولم يكن لهم سوي تسديدة واحد امسكها احمدعادل علي مرتين انتهي الشوط الاول بتقدم الأهلي3/ صفر وخروج وائل جمعة ونزول رامي ربيعه. ومع بداية الشوط الثاني نجح المقاولون في احراز اول اهدافه عن طريق محمدعادل الذي استقبل ركنية حولها مباشرة في مرمي محمدعادل لتعدل النتيجة الي1/3 بعد3 دقائق من البداية. ولم يتأثر الأهلي بالهدف وكان اكثر هدوءا وتبادل لاعبوه الكرة بثقة وكأنهم في تدريب.. حتي الدقيقة16 انطلق بركات من اليمين ولعب عرضية نموذجية استقبلها جدو برأسية اجمل في المرمي لم يستطع ان يفعل لها العقباوي اي شيء معلنه عن الهدف الرابع لتصبح النتيجة1/4. ويجري جوزيه تغييره الثاني عندما سحب جدو ولعب بدلا منه دومينيك داسيلفا.. واجاد اينو واسترد الكثير من مستواه المعروف.. وسيطر الأهلي تماما واكتفي لاعبو المقالون بالمشاهدة وبذلوا كل جهدهم لعدم استقبال شباكهم مرة اخري. كان لاعبو الأهلي يؤدون بمنتهي الحرية والرشاقة وبلا اي ضغوط من اي نوع عند تسلمهم الكرة.. ومع مرور الوقت وحسم النتيجة تهدأ المباراة كثيرا وتنحصر في وسط الملعب وشاهدنا ظهور شهاب الدين احمد بعد غياب طويل جدا مما يشير الي ان جوزيه لايريد ان يفرط فيه بسهولة. ويمر الوقت وعشاق الأحمر في المدرجات ينتظرون صفارة النهاية لبدء احتفالات التتويج وكان الكل ينتظر نهاية اللقاء1/4 فاذا بحسام غالي يرفض ويسجل الهدف الخامس بتسديدة بعيدة اخطأ العقباوي تقديرها لتسكن الشباك ويحتسب الحكم ياسر عبدالرءوف4 دقائق وقتا بدلا من الضائع ثم يطلق صفارته معلنا نهاية اللقاء بفوز الأهلي1/5 وفوزه ببطولة الدوري.