ماحكم صلاة الفريضة علي الكرسي؟ يجوز لمن لايستطيع القيام للصلاة أن يصلي جالسا علي كرسي, فإن الجلوس علي الكرسي له نفس أحكام الجلوس علي الأرض في الصلاة, والجلوس علي الأرض جائز شرعا, وأما دعوي عدم ثبوت صلاة النبي صلي الله عليه وآله وسلم علي كرسي فلا يلتفت إليها, لأن الترك ليس بحجة. هذا, وعلي من ابتلي بالجلوس في الصلاة أن يبذل الوسع في الأكمل لصلاته فيراعي مايستطيع أداءه من هيئتي الركوع والسجود, بحيث إن صلاة الفريضة علي الكرسي تحرم عليه إن كانت تمنعه من السجود إذا كان يستطيعه حال جلوسه علي الأرض, كما ينبغي أن يراعي في ذلك استواء الصفوف عند الصلاة علي الكرسي في المسجد بحيث يجعل لأصحاب الكراسي صف مستقل أو مواضع محددة علي طرفي الصف, وأن يكون حجم الكراسي متناسبا مع مساحة المسجد والمسافة بين الصفوف, مما لايضيق علي المصلين صلاتهم. تأخير غسل الجنابة اضطررت في أحد الأيام إلي الخروج من البيت وأنا جنب, فسألت أحد أصدقائي; لعله يكون قد سمع في ذلك شيئا من أهل العلم, فقال لي: ورد عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أن تحت كل شعرة من الجنب شيطان, وأن الملائكة تلعن الجنب في كل خطوة يخطوها, أو أنها تلعنه حتي يغتسل. ووجدت أن هذا الكلام منتشر بين الناس, فهل هذا صحيح؟ وهل يجب علي الجنب أن يسارع بالاغتسال؟ لا يصح شرعا شيء مما انتشر بين العوام من أن الملائكة تلعن الجنب في كل خطوة, أو أنها تلعنه حتي يغتسل, أو أن كل شعرة فيه تحتها شيطان, ولا تجوز نسبته إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم, ومع ذلك ينبغي المسارعة إلي الطهارة من الجنابة ما استطاع المسلم إلي ذلك سبيلا, وإلا فيستحب له أن يتوضأ إذا أراد معاودة الجماع أو الطعام أو النوم أو الخروج لقضاء حوائجه والتصرف في بعض شئونه, ولا يكون الجنب آثما بتأخيره غسل الجنابة ما لم يؤد ذلك إلي تأخير الصلاة عن وقتها, فيأثم لتأخيره الصلاة عن وقتها. والله سبحانه وتعالي أعلم.