تعهد الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس بمحاربة المتمردين الشماليين ومقاطعة محادثات السلام الدولية في المستقبل في خطاب مفعم بالتحدي قبل يومين من انفصال جنوب البلاد. وقال البشير انه سيتوجه الي جوبا عاصمة الجنوب في يوم استقلال الجنوب ووعد بعلاقات ودية.لكن لهجة التحدي التي غلبت علي كلمة البشير لمؤيديه في ولاية النيل الابيض تظهر حرصه علي إظهار انه ليس منفتحا علي اتفاقات مماثلة مع المسلحين داخل اراضيه. وربما كانت الكلمة محاولة لارضاء معارضي انفصال الجنوب داخل حزبه وجماعات المعارضة في الخرطوم. ويفقد السودان نحو ثلث اراضيه وثلاثة ارباع احتياطياته النفطية عندما ينفصل الجنوب. ويري بعض الشماليين ان هذه الخسارة اهانة وطنية.يأتي ذلك في الوقت الذي يعلن فيه البشير في جلسة الهيئة التشريعية القومية يوم الاثنين المقبل, عن ملامح الحكومة عقب إعلان انفصال الجنوب, فيما كشف البرلمان عن تعديلات في عدد من القوانين المهمة. وقال هجو قسم السيد نائب رئيس البرلمان في تصريحات صحفية أمس إن الرئيس البشير سيتحدث عن ملامح الجمهورية الثانية في الشمال بعد انفصال الجنوب وإعلانه غدا السبت, ولفت إلي أن الرئيس سيشارك في الاحتفال بإعلان دولة الجنوب في جوبا, ومن ثم سيعود بعلم السودان من هناك. وأضاف أن البشير سيعطي ملامح المرحلة المقبلة للحكم في السودان من حيث الوحدة الوطنية والمشاركة القومية والمشاركة مع القوي السياسية وترتيب البيت من الداخل. من جهة أخري, قالت الأممالمتحدة أمس إن أكثر من2300 سوداني من الجنوب قتلوا في أعمال عنف للمتمردين وحوادث عنف قبلي هذا العام وذلك في تذكير بحالة انعدام الأمن التي تعيشها المنطقة قبل أيام من انفصال جنوب السودان. وأظهرت أرقام الاممالمتحدة أن أكثر من500 شخص قتلوا في الاسبوعين الاخيرين من يونيو في زيادة كبيرة في عدد قتلي العنف الذي أعلن في منتصف يونيو أنه بلغ1800. ناشدت منظمات اغاثة الاممالمتحدة زيادة عدد الجنود الذين ستنشرهم المنظمة الدولية ضمن قوة لحفظ السلام في جنوب السودان بعد انفصاله عن الشمال.