ارتبطت الأسر السوهاجية بالقري والمدن والأحياء بتجهيز مخبوزات العيد وما يواكبها من طقوس محببة من الصغار قبل الكبار.. وبمرور السنوات يتمسك أهالي الصعيد بمواسم الكحك والبسكويت والغريبة البيتي فور, وهي من الطقوس التي ارتبطت ببيوت قري الصعيد وخاصة بقري سوهاج للاحتفال بعيد الفطر المبارك حيث تشرع الأسر السوهاجية خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك وقبل يوم الوقفة, في إعدادها وتجهيزها لتقديمها للمهنئين بمناسبة عيد الفطر المبارك.. إلا أن ارتفاع أسعار المستلزمات من الدقيق والسمن والسكر والمكسرات أطفأت فرحة الكثير من الأسر وخاصة محدودي الدخل والتي امتنع بعضها عن إعداد هذه المخبوزات.. واكتفي بشراء كميات محدودة منها من محلات الحلويات بينما أصرت بعض الأسر علي هذه الطقوس التي توراثتها الأجيال ولكنها لجأت إلي تخفيض الكميات التي يتم خبزها بهدف إدخال الفرحة إلي نفوس الأطفال الصغار وإشعارهم بأجواء الاحتفالات بعيد الفطر المبارك. مبالغ طائلة تقول لمياء أحمد محمود- ربة منزل-: أصبح تجهيز مخبوزات العيد يحتاج إلي ميزانية خاصة في ظل ارتفاع أسعار السكر والدقيق والسمن بعيدا عن ميزانية شهر رمضان التي ترهق كاهل الأسر, وإذا أضفنا إليها شراء ملابس العيد فإن الاسر السوهاجية تحتاج إلي مبالغ طائلة لتلبية احتياجات شهر رمضان وعيد الفطر من المخبوزات والملابس, مشيرة إلي انها هذا العام لم تستطع تجهيز المخبوزات من الكحك والبسكويت والغريبة نظرا لارتفاع الأسعار. وأضافت مديحة محمود محمد- ربة منزل- منذ الصغر اعتدت علي لمة أفراد الأسرة لإعداد وتجهيز مخبوزات العيد, حيث كنا نبدأ العمل منذ الفجر وننتهي منه قبل أذان المغرب في جو من الفرحة والبهجة داخل المنزل, ولكن نظرا لحالة الغلاء هذه الايام وخاصة مع ارتفاع كيلو السكر الي اكثر من10 جنيهات بخلاف ارتفاع اسعار الدقيق والسمن فقد اكتفيت بتخفيض الكمية التي اقوم بخبزها من الكحك والبسكويت والغريبة الي النصف, مشيرة الي انها لولا حرصها علي عدم قطع هذه العادة التي تربت عليها منذ الصغر لقامت بشراء مخبوزات العيد من المحلات لتقليل النفقات. صلة الرحم و تطالب حسناء حسني حسين- ربة منزل- المسئولين بزيادة حصة الأسر من الدقيق والسمن والسكر خلال السنوات القادمة وخاصة في شهر رمضان لحرص الأسر علي عادات صلة الرحم والزيارات, وهي في الأصل تدعو لتماسك المجتمع التي ارتبطت به بتقديم البسكويت والغريبة والكعك للضيوف وبناتها المتزوجات بدلا من شراء كعك العيد بأسعار لا تناسب الأسر الفقيرة. وأشارت خديجة محمد السيد- موظفة- إلي أن أهالي سوهاج وخاصة بالقري منذ قديم الزمان يقومون بتبادل مخبوزات العيد بين الأهل والأقارب والجيران كفرصة لصلة الأرحام والود بين الناس, وهذا يدفعهم إلي تجهيز كميات كبيرة منها, ولكن دوام الحال من المحال فغالبية الأسر اكتفت بخبز كميات محدودة للغاية لتقديمها للأطفال والضيوف بسبب ارتفاع أسعار الدقيق والسمن والسكر بشكل جنوني. فرحة العيد وتتمني شادية محيي الدين عبد الله- ربة منزل- أن يعود الأهالي إلي إحياء عاداتهم وتقاليدهم التي توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل في تجهيز مأكولات العيد الشهية وإهدائها للأهل والأقارب والجيران لان فرحة العيد لا تكتمل إلا بهذه الطقوس الاحتفالية التي تربينا عليها منذ الصغر..وأشار عبد المجيد السيد فواد- حلواني- إلي أن عدم إقبال المواطنين علي شراء مخبوزات العيد جاء نتيجة ارتفاع أسعار المخبوزات هذا العام لارتفاع اسعار الدقيق والمكسرات والسكر بالاضافه الي ارتفاع اجر العامل والكهرباء والمياه وقلة الدخل لدي الاسرة السوهاجية موضحا ان سعر كيلو الكعك حسب موقع ومكان المحل ورواده الكعك السادة وصل في المناطق العادية الي اكثر60 جنيها بزيادة10 جنيهات عن العام الماضي وعجوة70 جنيها وملبن75 جنيها كما ارتفع سعر بسكويت السادة الي70 جنيها والغريبة80 جنيها بزيادة ما بين10 و15 جنيها عن العام الماضي, مشيرا إلي بأن الأهالي اكتفوا بالفرجة فقط مما تسبب في خسارة لأصحاب المحلات.