هنا يترقي المصريون.. هنا يعلو فضلهم.. ويتطهرون.. يتعلمون الحب.. الدعوات لمصر ولمكانتها كانت تلهج بها الألسنة.. تكلم الناس.. الصدق تسيد الحديث, وقامت القلوب بوضع خاتم وصولجان الإخلاص ونفذ النقاء إلي أفئدة السامعين.. وكست الزائرين أردية الحب والبهجة وهم يتشوقون هنا وهناك إلي أقوال المحبين: هنيئا لنا بالدسوقي اللهم ارفع الغمة عن بلدنا وانصرها وأنعم بالحب.. والسعادة للمصريين. في مسجد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي أحد أكبر المساجد مساحة علي مستوي الجمهورية والذي لا تنقطع زيارته وبه ضريح القطب الكبير سيدي إبراهيم الدسوقي.. ويقع المسجد في ساحة كبيرة بوسط مدينة دسوق مليئة بالمحلات التجارية والمطاعم ومحلات بيع الحلويات.. ويتميز ميدان سيدي إبراهيم بالأجواء الرمضانية طوال العام.. قبلة المتصوفة وتشهد رواجا كبيرا نظرا للأعداد الغفيرة من الزائرين ونظرا لوجود ضريح العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي يشهد المسجد زحاما شديدا طوال فصول السنة وخاصة في المناسبات والأعياد وأيام الجمع بالإضافة إلي فترة المولد السنوي أكتوبر أو نوفمبر من كل عام حيث تشهد مدينة دسوق زيارة أكثر من مليوني مواطن من مصر والدول العربية والإفريقية كما يشهد المولد الرجبي الذي يقام في إبريل ومايو زحاما شديدا أيضا..وتحتفل محافظة كفر الشيخ والمشيخة العامة للطرق الصوفية بمولد سيدي إبراهيم الدسوقي الذي يعد قبلة المتصوفة من شتي بقاع الأرض, ويحرص علي الاحتفال بمولده مئات الطرق الصوفية ووفود متعددة من عواصم البلدان الإسلامية.. أبا العينين والشيخ إبراهيم الدسوقي هو سيدي إبراهيم بن عبد العزيز أبو المجد والذي تمثل مشوار حياته من عام653 ه, حتي696 ه, وهو إمام صوفي سني مصري وآخر أقطاب الولاية الأربعة لدي الصوفية وإليه تنسب الطريقة الدسوقية الشاذلية نسبة إلي مدينة دسوق بشمال مصر التي نشأ فيها وعاش بها حتي وفاته, أما أتباعه فقد لقبوه بالعديد من الألقاب, أشهرها برهان الدين.. أبا العينين سلطان أهل التحقيق.. ويعود نسب إبراهيم الدسوقي من جهة أبيه إلي سيدنا الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.. وجده لأمه هو أبو الفتح الوسطي خليفة الطريقة الرفاعية في مصر ولذلك كانت له علاقة بالصوفية منذ صغره, كذلك عاصر خاله أبو الحسن الشاذلي وكان علي صلة بالقطب أحمد البدوي بمدينة طنطا.وكان الدسوقي من القائلين بالحقيقة المحمدية ووحدة الشهود بجانب التصوف العملي الشرعي وتولي منصب شيخ الإسلام في عهد السلطان الظاهر بيبرس البندقداري وينسب له العديد من الكرامات الخارقة للعادة.. وانتشرت طريقة الدسوقي في مصر والسودان خصوصا, بجانب بعض الدول الإسلامية والأوروبية, وتفرعت من طريقته العديد من الطرق الأخري, أشهرها: البرهامية, والشهاوية, والدسوقية المحمدية في مصر. فخر الدين والتقي الأهرام المسائي بأحد المحبين من مشايخ الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية أبناء الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني, الملقب بفخر الدين, رحمه الله وهو من أبناء السودان الشقيق حيث يقول الشيخ إبراهيم بدوي الذي يقيم بإحدي قري مركزالحامول بكفر الشيخ عن مسجد سيدي الدسوقي والاحتفالات في شهر رمضان: إنه يقام مائدة رحمن يومية يقيمها أبناء الطرق الصوفية والقائمين علي المسجد من العلماء والمحبين للخير من أبناء دسوق بمسجد سيدي الدسوقي كما تقام الحضرة الشرعية بعد صلاة التراويح يومي الأحد والخميس طوال الشهر الكريم بالإضافة إلي الأحاديث النبوية المستمرة وتجمع الأحبة من كل مكان باستمرار من داخل الجمهورية وخارجها موضحا ان الطريقة البرهانية التي انتشرت من المسجد امتدت لدول افريقية وعربية وخاصة الخليج العربي كما يرتاد المسجد المحبين والصالحين الذين يرعون مصالح الفقراء والمساكين وابن السبيل من الخير الذي أعطاه الله إياهم ويحكي البدوي عن سيدي إبراهيم الدسوقي أنه شارك شيخ العرب سيدي أحمد البدوي في بناء مسجديهما في دسوق وطنطا متخذين من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه القدوة الحسنة وأوضح الشيخ إبراهيم بدوي بالمعاش انه يذهب إلي مدينة دسوق بصفة دورية لزيارة مسجد وضريح العارف بالله سيدي إبراهيم القرشي الدسوقي بالإضافة إلي حضوره كافة الاحتفالات والمولد الكبير والرجبي وغيرها من المناسبات.