في يوم الجمعة, السابع عشر من رمضان, من السنة الثانية للهجرة, وقعت أول معركة يخوضها المسلمون في سبيل الله, وأول قتال بين أهل الحق وأتباع الباطل , ولذلك سمي القرآن يومها يوم الفرقان, قال تعالي: وما أنزلنا علي عبدنا يوم الفرقان يوم التقي الجمعان, الأنفال:41], فهو اليوم الذي فرق الله فيه بين الحق والباطل. وبدر بئر مشهورة, تقع بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة, وانتهت غزوة بدر بانتصار الفئة القليلة المؤمنة الصابرة, علي الفئة الكثيرة المشركة من قريش, وقتل قائدهم أبو جهل, وكان عدد المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا, معهم فرسان وسبعون جملا, وكان جيش قريش ألف رجل, معهم مائتا فرس, أي كانوا يشكلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريبا. كانت موازين القوة المادية ترجح كفة الكفار, لكن, من قال إن الكثرة تغلب الإيمان, يقول الله تعالي: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين, البقرة:249] وتلك سنة يفهمها المؤمنون عبر التاريخ, فلا تهزم الفئة المؤمنة الصابرة أبدا وإن كانت قليلة أمام الكثرة الكافرة. أمد الله المؤمنين بالملائكة تقاتل معهم وتثبتهم, وأنزل النعاس علي المسلمين أمانا لهم, ليزيل الخوف من قلوبهم, ولينالوا قسطا من الراحة قبل المواجهة الحاسمة, فنام الجميع إلا رسول الله صلي الله عليه وسلم بات ليلته يصلي ويستغيث بربه ويتضرع إليه أن ينصره بعد أن اتخذ كل الوسائل المادية الممكنة للنصر في حدود الطاقة البشرية, فعن علي قال: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله تحت شجرة يصلي ويبكي حتي أصبح رواه ابن خزيمة, فالدعاء والاستغاثة واللجوء إلي الله من أعظم أسباب النصر علي الأعداء. من علماء الأزهر الشريف