الجوائز.. انتصار التي حصلت مؤخرا علي جائزة مهرجان اوسكار السينما المصرية عن دورها في فيلمي اولاد العم و واحد صفر تقول إن السينما مليئة بالتابوهات وأن الفنان ليس ملكا للجمهور. المزيد معها في الحوار التالي: * حصلت علي جوائز كثيرة.. أخرها جائزة مهرجان أوسكار السينما المصرية.. هل تتعمدين المشاركة فيما يطلق عليها أفلام مهرجانات؟ لا أقتنع بهذه التسميات.. فلايوجد شيء اسمه فيلم جماهيري وفيلم مهرجانات.. يوجد عمل ناجح وفقط.. وأنا عندما اقرر الاشتراك في اي عمل يكون معياري الوحيد هو أن أحب العمل وأحب الشخصية التي أؤديها ولاأفكر في أي شيء أخر سواء النجاح أو الفشل أو الجوائز ولايستطيع أي فنان أن يدعي أنه يعلم مسبقا مقدار النجاح الذي سيحصل عليه أو الجوائز التي سينالها.. لذلك فالجائزة بالنسبة لي تكون مفاجأة جميلة وتكريما يشعرني بأن هناك من يقدر شغلي. * عندما قدمت دور أم لشاب كبير.. لم يكن ذلك استثناء بل تكرر في أكثر من ثلاثة اعمال.. ألم تشعري أن المخرجين أصبحوا يلجأون اليك لتقديم ماترفض نجمات جيلك تقديمه؟! لو فكرت فيها بهذه الطريقة فسأعتبره شرفا لي أن أقدم مالايستطيع غيري تقديمه فأنا أعشق التحدي! فمثلا عندما قدمت دور والدة أحمد عزمي في يتربي في عزو بصراحة تخوفت قليلا من أن يظن الناس أنني أكبر كثيرا من الحقيقة.. لكن تخوفي لم يطل كثيرا خاصة بعد أن طمأنني السيناريست الكبير يوسف معاطي وقال لي أن هذا ليس هو العمل الوحيد الذي اقدمه وأن الجمهور يدرك عمري الحقيقي من اعمالي السابقة فقبلت التحدي ونجحت فيه بدليل حصولي علي جائزتين عن دوري في يتربي في عزو. * حبك للتحدي هو مايدفعك أيضا للظهور بدون مكياج في معظم ادوارك؟ فعلا هذا يعتبر تحديا كبيرا بالنسبة لمعظم الفنانات لكن بالنسبة لي فأنا أشعر بالراحة أكثر بدون مكياج وأشعر بأنني طبيعية أكثر وهذا مايتفق مع طبيعة شخصيتي وهناك أيضا سر صغير وهو أنني اتفاءل بالظهور بلا مكياج لإن أكثر اعمالي نجاحا هي الأعمال التي ظهرت فيها بدون مكياج وعلي رأسها فيلم تفاحة الذي اعتز به كثيرا. * بدأت حياتك الفنية كوميديانة.. ثم تحولت إلي التراجيديا.. هل يعد هذا هروبا من الأصعب إلي الأسهل؟ طبعا لا.. ماحدث معناه أنني ممثلةFreeSize فري سايز! بمعني أنني ممثلة متنوعة أجيد تقديم كل الأدوار..وعلي فكرة أنا شخصيا لا أري أن الكوميديا أصعب كما يقولون فبالنسبة لي الكوميديا أسهل علي قلبي واستمتع بتقديمها أكثر من أي لون أخر بإختصار بلاقي نفسي فيها! * حتي لو كان البعض يعتبرها درجة ثانية؟ غير صحيح.. فنحن شعب نقدر الكوميديا لأبعد الحدود بدليل أن الكوميديانات هم ملوك السوق وبدليل أن حتي نجوم التراجيديا يحاولون الآن إضافة لون كوميدي في افلامهم حتي لوكانت كوميديا الموقف مثلما يفعل مؤخرا أحمد السقا وكريم عبدالعزيز. * لكن الكوميديانات النساء يصرخن دائما أنهن مظلومات؟ قد يكون هناك نوع من الظلم يرجع إلي أن السينما اصبحت مليئة بالتابوهات التي لايجرؤ أحد علي كسرها ومنها أن البطل لابد أن يكون رجلا وليس امرأة ومنها أن البطلة لابد أن تكون فيريت امرأة جميلة وليست كوميديانة!! وهذا هو ماجعل الساحة تكاد تخلو من الكوميديانات النساء أو بالأصح أصبح يمكن عدهن علي أصابع اليد الواحدة فاللاتي يقدمن اللون الذي اقدمه حاليا هن نشوي مصطفي ومها أحمد وماجدة زكي وفقط!! وللأسف فإنهن لايعملن كثيرا في السينما مما يجعل هناك فراغا كبيرا أحاول دائما أن أملأه. * هل خوفك من منافستهن في التليفزيون هو الذي يجعلك تقدمين أدوارا سينمائية أكثر من التليفزيونية؟! أنا بالفعل اقدم سينما أكثر.. لكن لإنني احبها جدا واعتبرها وش السعد علي فبدايتي كانت سينمائية في تفاحة وشهرتي كانت سينمائية في سهر الليالي.. كما إن السينما تعيش أكثر وتؤرخ للفنان أكثر من أي شيء أخر.. وهذا لايعني أنني لا أحب التليفزيون أو أنني استطيع الاستغناء عنه.. فهو أيضا يحقق الانتشار للفنان لأن جمهوره أكبر واعرض لذلك فإن تأثيره في الناس يكون أكبر. * هل تؤمنين بأن الفن يستطيع التأثير في الناس أساسا؟ لا.. فأنا أؤمن بأن الفن للمتعة أي أن وظيفة الفن الأولي هي امتاع الناس وليس التأثير فيهم أو توجيههم.. لكن لو أنه بالاضافة إلي امتاعهم استطاع التأثير فيهم ايجابيا فإن ذلك يكون شيئا رائعا. * أنت من الفنانات القليلات اللاتي يواظبن علي الظهور علي خشبة المسرح في الوقت الذي اعرض عنه الكثيرات.. لماذا؟ لإنني أحب المسرح بجد وأشعر علي خشبته بمتعة لاتضاهيها متعة أخري لذلك فأنا بالفعل أكون حريصة جدا علي التواجد المسرحي مهما كنت مشغولة بأعمال أخري.. حتي لو اضطررت للتضحية بساعات نومي وبجهدي من أجل التوفيق بين المسرح والتزامه اليومي وبين مشاركتي في الأعمال الأخري وبالرغم من ان العائد المادي للمسرح يكون ضعيفا جدا إلا أن المقابل المعنوي والاشباع الفني علي خشبته يكون كبيرا جدا. * إذن ما الجديد الذي ستقدمينه علي المسرح؟ نقوم حاليا بالاعداد والتحضير لمسرحية زائرة الفجر والتي سنقدمها علي مسرح ميامي وهي اخراج طارق الدويري وسأقف أمام السيدة العظيمة محسنة توفيق في تجربة اعتقد انها ستكون رائعة. * وماذا عن التليفزيون؟ أشارك في مسلسل حضور وانصراف من اخراج ايمان حداد وتأليف مدحت العدل وبطولة بسمة وجمال سليمان.. وفي نفس الوقت أقوم حاليا بتصوير الأجزاء السادسة والسابعة والثامنة من الست كوم راجل وست ستات. * ألا تخشين أن يؤثر انسحاب الفنان سامح حسين علي نجاح الأجزاء القادمة من راجل وست ستات؟! العمل الناجح لايتأثر بغياب أي فرد.. لإن العمل الناجح يقوم علي مجموعة عمل وليس فردا واحدا مهما كانت قيمته وهذا ليس تقليلا من أهمية سامح لكنه اعترافا بأهمية مقومات العمل ككل لذلك اتمني ان تحصل الاجزاء القادمة علي نفس نجاح الاجزاء السابقة. * لماذا لايعلم الجمهور شيئا عن حياة انتصار الشخصية؟ لإنني بصراحة لا أؤمن بمقولة أن الفنان ملك الجمهور!! الفنان ملك لنفسه.. وفنه ملك للجمهور.. لذلك لن يستفيد الناس شيئا إذا عرفوا من الذي تزوج ومن الذي انجب!! خصوصا أن الاعلام الآن أصبح يبحث عن المانشيتات الساخنة وليس عن الحقيقة مما جعلني ابتعد بحياتي الشخصية عن الأضواء تماما.