المفهوم: دفع المرء خصمه عن إفساد قوله بحجة أو شبهة, أو يقصد بها تصحيح كلامه وهو الخصومة في الحقيقة التعريفات للجرجاني, ص74]. الحكم التكليفي : الأصل أن الجدل منهي عنه شرعا إذا شغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب, وهو ما حذر منه سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما أوتي قوم الجدل إلا ضلوا, وعد العلماء الجدل والجدال المذموم من الكبائر لعلة مدافعه الحق, أو كان بغير علم, أما إن كان الجدال لإظهار حق فهو محمود شريطة حسن الخلق, قال الله عز وجل وجادلهم بالتي هي أحسن, الآية125 من سورة النحل]. نصوص شرعية: قال الله عز وجل: فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج, الآية197 من سورة البقرة], ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة, الآية109 من سورة النساء], وإن الشياطين ليوحون إلي أوليائهم ليجادلوكم, الآية121 من سورة الأنعام], ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد, الآية4 من سورة غافر], وقال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: جدال في القرآن كفر, سنن أبي داود رقم4603], ماضل قوم بعد هدي كانوا عليه إلا اوتوا الجدل, ثم تلا صلي الله عليه وسلم هذه الآية ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون, الآية58 من سورة الزخرف], سنن الترمذي رقم345] من الآثار: قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: سيقرأ القرآن ثلاثة أصناف: فصنف لله, وصنف للجدال, وصنف للدنيا, ومن طلب به أدرك, سنن الدارمي526/2], وقال الامام الأوزاعي رحمه الله تعالي: إذا أراد الله بقوم شر ألزمهم الجدل, ومنعهم العمل, شرح أصول الاعتقاد145/1], وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: لا تكون عالما حتي تكون متعلما, ولا تكون بالعلم عالما حتي تكون به عاملا, وكفي بك إثما أن لاتزال مخاصما, وكفي بك إثما أن لا تزال مماريا, وكفي بك كذبا أن لا تزال محدثا في غير ذات الله, سنن الدارمي0101/1] تداعيات الجدال: آفة مرذولة تحجب الوصول إلي الحق, ويورث البغضاء والشحناء, ويغري بالتمادي في الباطل.