تحرص الفنانة نيللي كريم دائما علي أن تغرد خارج السرب لتقدم كل عام من خلال مسلسلاتها حالة مختلفة ومميزة تحاول بها جذب قطاع عريض من الجمهور, فما بين سقوط حر, ذات, تحت السيطرة, سجن النسا, لأعلي سعر, نجحت في تقديم أعمال مميزة تهتم بطرح قضايا جادة وتحترم عقل المشاهد.. وتعود نيللي هذا العام بمسلسل اختفاء والذي تقدم من خلاله شخصيتين إحداهما تعيش في فترة الستينيات والأخري في العصر الحالي, لتنقل المتفرج إلي قصة تحمل قدرا كبيرا من الإثارة والغموض والتشويق.. وفي هذه السطور تتحدث ل الأهرام المسائي عن تفاصيل العمل واستعدادها له, وكواليس اختيار روسيا للتصوير هناك, وما إذا كان يحمل العمل إسقاطا علي الواقع, وردود الأفعال التي تلقتها علي المسلسل, وتفاصيل أخري:-| تظهرين من خلال المسلسل بشخصيتين: فريدة ونسيمة, كيف كان استعدادك لتقديم الدورين ؟ بالفعل الصعوبة كانت تكمن في تقديم شخصيتين مختلفتين, وهو ما أعطاني شعورا أنني أقدم عملين ولكل منهما اتجاه مختلف تماما, الأمر الذي استلزم مجهودا ضخما للتنقل بين الشخصيتين خاصة أن كلا منهما تعيش في زمان مختلف ولديها طباع مختلفة تتماشي مع العصر الذي تعيشه ولا علاقة لهما ببعضهما البعض, لكن لا أنكر أنه كان شعورا ممتعا في الوقت نفسه. دائما ما يرجع البعض ظهور الفنان بشخصيتين في رغبته علي الاستحواذ علي الشاشة طوال أحداث العمل.. ألم تخشي من أن يقال ذلك عنك ؟ لا لم أخش ذلك, خاصة أن فكرة المسلسل قائمة في الأساس علي التشابه بين الشخصيتين في الشكل, وهو ما كان صعبا علي أي فنانة أخري وليس بالضرورة أن أقدم دورا ويتم الاستعانة بأخري لتقديم الشخصية الثانية في الوقت الذي تؤكد فيه الرواية وجود تشابه بين الشخصيتين, وكنت سأوافق علي هذا الرأي إذا لم يكن هناك أي تشابه بين الشخصيتين ولكن ما يربط القصة هو وجود تقارب في الشبه رغم وجودهما في أزمنة مختلفة, وبالتالي وجودي في الدورين يرجع إلي حاجتنا إلي ذلك دراميا, ولكني كنت أتمني أن أقدم دورا واحدا فقط لأنني كنت علي الأقل سأستريح مبكرا. أليس غريبا أن تصر فريدة علي البحث عن زوجها شريف حتي بعد علمها بزواجه من سيدة أخري ؟ لا ليس غريبا, لأن هناك مبررا دراميا وراء ذلك وهو إحساسها بالذنب لأنها تركته حينما كان في الغيبوبة, ولم يحدث بينهما الوداع الذي نراه بين أي حبيبين أو زوجين, ودائما حينما يترك الشخص من يحب بدون كلام كما فعلت فريدة لأن زوجها في غيبوبة ولا يستطيع وداعها, يكون لديها رغبة في أن تسمع منه الكلمة الأخيرة, ويشرح هو بنفسه ما حدث والأسباب التي دفعته لذلك خاصة أنه لم يكن بينهما خلاف, وبالتالي تبحث عنه ليس لكونه مختفيا أو مخطوفا أو لرغبتها في العثور علي الرواية بقدر رغبتها في أن تسمع منه الكلمة الأخيرة. لكنها تركته بعد أن فقدت الأمل حين أخبرها الأطباء أن حالته ميئوس منها ؟ بالتأكيد تركته بعد أن فقدت الأمل وشعرت بعدم وجود تحسن, نظرا لأن حالات الغيبوبة لا يفيق منها أحد بسهولة, في الوقت نفسه كان أقاربها يضغطون ويسألونها إلي متي سيستمر هذا الوضع ؟ لكن حدثت المعجزة وعاد للحياة مرة أخري, وكان ينبغي أن تعود لتراه وتتحدث معه مرة أخري. هل يحمل المسلسل إسقاطا علي واقع نعيشه ؟ إطلاقا لا يحمل أي إسقاطات وأنا بعيدة عن ذلك تماما. معني ذلك أن شخصية سليمان عبد الدايم التي يجسدها محمد ممدوح غير موجودة في الواقع؟ بالتأكيد لا, فمن الممكن أن تكون هذه الشخصيات موجودة في حياتنا العادية, ولكننا هنا نتحدث عن فترة الستينات فقط, وليس الوقت الحالي, وكما هو مؤرخ عن هذا العصر وموجود في كتب التاريخ فهناك حوادث مماثلة وقعت خلال هذه الفترة, لكن لا علاقة لها بالواقع الحالي. لكن نفوذ سليمان دفعه لمحاولة اغتيال شريف حينما كتب رواية تكشف قصته ؟ وما المشكلة هنا؟ هذا لا علاقة له بالواقع, وأؤكد أنني ليس لي في السياسة ولا أحبها وأحرص من خلال أي عمل أخوضه علي طرح القضايا الإنسانية بشكل أكبر وتسليط الضوء عليها من خلال مناقشة قضية تخص الإنسان بشكل عام, لأن ما يهمني هو الإنسان لا أي شيء آخر, فمثلا مسلسل سجن النسا من الممكن أن يصلح لأي عصر لأنني هنا أتحدث عن مشاعر إنسانية مبني عليها العمل ككل, وتحت السيطرة نفس الشيء وكذلك لأعلي سعر, فهي كلها قضايا إنسانية بعيدة عن فكرة السياسة. هل كان التصوير في روسيا بهدف مغازلة جمهور كأس العالم ؟ في الرواية لم يكن مكتوبا أن الدولة التي تعيش فيها فريدة هي روسيا, وكان مكتوبا فقط أنها ستذهب للعمل في بلد أجنبي بعيد, وفكر فريق العمل في التصوير بروسيا لأنني أتحدث الروسية, وقد يكون كأس العالم دعم هذه الفكرة. هل حرصت علي استعادة ذكرياتك خلال التصوير هناك وما هي الصعوبات التي واجهتكم ؟ تضحك قائلة للأسف لا لأننا كنا نصور في موسكو وأنا لم أكن أعيش هناك ولا أعرف أحدا بهذه المدينة, كما أن المدة كانت محددة بأسبوع واحد فقط, ولكن من المؤكد أنه شيء جميل أن تذهب إلي بلد تستطيع أن تتعامل فيه, كما أن فكرة السفر والتصوير الخارجي في بلد جديد تعطي نشاطا وشكلا مختلفا, ولكن الصعوبة الوحيدة هناك كانت تكمن في برودة الجو. أثير مؤخرا اتهام من إحدي المؤلفات بسرقة قصة المسلسل من رواية لها فما تعليقك ؟ الحقيقة أن هناك من أخبرني بهذا الأمر, لكني لم أعط الموضوع اهتماما بعد أن اكتشفت أن هناك ثلاثة أشخاص أقاموا دعوي قضائية لنفس السبب وكل منهم يقول إنها قصته, وفيما يبدو أن جميعهم اقتبسوا من بعضهم البعض, وبالتالي لم أتفرغ لمتابعة الأمر في ظل انشغالي بالتصوير بشكل يومي. شهد المسلسل عودة الفنانة بسمة بعد فترة انقطاع عن التمثيل هل كان هذا بترشيح منك ؟ لا, لأنني لا أتدخل في اختيار الفنانين نهائيا, وكل الاختيارات كانت بناء علي ترشيح من المخرج والمنتج, وقد اعتدت علي ذلك في أي عمل أقدمه, واكتفي بدوري كممثلة فقط. ما هي ردود الأفعال التي تلقيتها حول المسلسل ؟ حتي الآن لا أعرف بصراحة ما هي ردود الأفعال عند الجمهور بسبب انشغالي في التصوير, لكنني أتابع أصدقائي ووجدت أنهم أعجبوا بشكل كبير بالعمل, رغم أنهم في البداية لم يفهموا الحلقتين الأولي والثانية مثل أي مسلسل تكون فيه البداية غامضة إلي حد ما, وحتي الآن كل ردود الأفعال جيدة. أليس غريبا ألا تتابعي ردود الأفعال في وقت يؤكد أبطال الأعمال أنهم رقم1 في المنافسة ؟ للأسف طوال عمري لم أشغل بالي بمثل هذه التفاصيل, وما أقوم به هو أنني أعمل فقط وأتوكل علي الله, بينما سؤال من الأول ومن الثاني أمر لا يشغلني, وأهم شيء بالنسبة لي هو أدائي وأن أقدم شيئا محترما, وفي النهاية يا رب كلنا نكون رقم.1 ما تعليقك علي ما قاله البعض حول تخليك هذا العام عن النكد وأن نجوما آخرين سحبوا منك البساط في هذا الأمر مثل مصطفي شعبان ؟ تضحك ثم تقول الحمد لله, ولكن الفكرة هنا ليست في حالة الحزن أو النكد خاصة أن كثيرين يسألونني ماذا ستقدمين لنا, لكنني أحرص علي أن أقدم عملا دراميا والدراما هنا معناها البحث عن قصص صعبة وثقيلة مثل ذات, سجن النسا, تحت السيطرة, سقوط حر, ولأعلي سعر فهي كلها دراما إنسانية فيها ضحك وبكاء وشجن ومشاعر مختلفة بينما كان أكثرها كآبة مسلسل سقوط حر, ولهذا أريد أن أوضح أنني لا أحسبها بطريقة وجود مشهد حزين أو أن الماستر سين للمسلسل مليء بالكآبة, ودائما تشغلني القصة التي سأقدمها بشكل عام, وألا يكون الموضوع خفيفا, لكن ثقيل قيمة وتأثيرا, وكذلك ألا يكون أي موضوع له علاقة بالآخر بمعني أن لأعلي سعر بعيد عن تحت السيطرة وسجن النسا, وأعتقد أن السر وراء تركيز الجمهور علي هذه النقطة هو أن هذه الأعمال حققت نجاحا كبيرا ولو كانت مرت مرور الكرام لم يكن ليعلق عليها أحد, ولكن النجاح يجبر الجمهور علي أن يكون العمل مثار حديثهم. ما سبب عدم التعاون مع المؤلفة مريم نعوم خلال الفترة الأخيرة ؟ مريم صديقتي وأحبها جدا علي المستوي الشخصي والمهني, ولكن الطبيعي أن الفنان بحاجة دائمة إلي التغيير وكذلك الكاتب والمخرج وهذا أمر عادي. ماذا عن السينما بعد نجاح بشتري راجل ؟ بالنسبة للسينما هناك أعمال كثيرة معروضة علي لكن الحقيقة أنا لا أفكر في أي شيء حاليا سوي الانتهاء من تصوير مسلسل اختفاء, لكي أحصل علي إجازتي واستمتع بقسط من الراحة لأنظر بعد ذلك في مشاريعي المستقبلية.