عندما يدور الحوار بين جماهير محافظة البحيرة عن المجال الرياضي لاتستطيع ذاكرة المتحاورين إلا ان تذكر نادي ألعاب دمنهور ونادي شركة المياه وعلي الاكثر وبصعوبة قد تتذكر ناديا او اثنين ببعض مراكز ومدن المحافظة. وتسقط من الذاكرة عشرات الاندية الاخري بالمحافظة مثل نادي الخدمات ونادي الحناوي ونادي الداخلية والنادي الاهلي بدمنهور ومرجع ذلك قد يكون لعدم وجود انشطة شعبية مثل كرة القدم أو لأن النادي لايلعب بالدرجة الاولي أولقلة الموارد المالية أو لفقدان النادي للمقومات الاساسية للاندية من ملاعب ومقار لأن النادي لايمثل عنصر جذب اعلاميا لكن الغالب ان المجلس القومي للرياضة في غيبوبة. فالمجلس القومي للرياضة لايمارس دوره الاساسي في العناية والرعاية لتلك الاندية المنسية ولايقوم بالمتابعة الجادة لتلك الاندية الفقيرة التي تم اشهارها دون التأكد من وجود ملاعب ومبان تمكنها من ممارسة انشطتها الرياضية ويكتفي بالتوزيع السنوي للاعانة الدورية البسيطة التي لاتلبي متطلبات ممارسة الرياضة وبالكاد تكفي الاعانة مرتبات العاملين بالنادي ومعظمهم منتدب من مديرية الشباب والرياضة فالمشهر بمحافظة البحيرة عشرون ناديا عاما بالاضافة الي خمسة عشر ناديا نوعيا تابعا للشركات80% منها مسجل ورقيا ولاتمارس فيه الرياضة حاليا بشكل جاد وليس عندها فرق رياضية تشارك بفاعلية في المسابقات الرياضية حتي المشارك منها تقف الموارد عقبة في طريق تميزها فتحول معظمها الي مقاه لقضاء الوقت والبعض اغلق ابوابه واكتفي بتنس الطاورلة في صالة مقره التي لاتتعدي شقة حجرتين وصالة. وبدون شك ان المجلس القومي للرياضة ومديرية الشباب بالمحافظات أسهما بسياستهما التي تميز بعض الاندية علي حساب البعض الاخر في تحطيم الرياضة بتلك الاندية المنسية وكنتيجة للمعاملة غير العادلة بين الاندية نجد الدعم والتطوير دائما لأندية بعينها بينما الاندية الاخري المنسية تعامل بمنطق انها بنت البطة السوداء فنجد الدعم مثلا لنادي العاب دمنهور بمبلغ140 الف جنيه بينما الاعانة السنوية لنادي الداخلية27 الف جنيه ونادي الخدمات35 الف جنيه والنادي الاهلي43 الف جنيه اما نادي الحناوي فقد اغلق ابوابه تقريبا. ومن ابرز نماذج الاندية المنسية نادي الداخلية الذي يؤكد مدير النادي فتحي محمد عبدالرحمن ان النادي هو الوحيد بالمحافظة الذي يحتكر ممارسة لعبة الدراجات سيدات ورجالا ولعبة العاب القوي وهو النادي الوحيد الذي يشارك بفاعلية باسم المحافظة في المسابقات التي ينظمها اتحاد الدراجات وكذلك البطولات العربية والافريقية ويحقق فيها مراكز متقدمة ويخرج العديد من الابطال والبطلات فلاعبة الدراجات مروة رمضان حصلت علي الميدالية الذهبية في بطولة الامم الافريقية. ويضيف مدير النادي اننا كنا في السابق نعد مفرخة الفريق القومي للدراجات بمصر بأفضل عناصر اللعبة رغم ذلك فالاتحاد لايدعمنا ماديا أو عينيا والمجلس القومي للشباب يتركنا دون دعم يتلاءم مع دور النادي لذلك فنحن نمارس لعبة الدراجات خاصة للسيدات بالجهود التطوعية وكل ما نملكه4 دراجات فقط واللعبة والمشاركة في المسابقات مكلفة جدا والاعانة المقدمة لنا27 الف جنيه لاتكفي لأي شيء. وحول موقف النشاط الرياضي بنادي الخدمات وهو احد الاندية المنسية بالبحيرة اوضح هشام اللقاني مدير النادي ان النشاط الرئيسي بالنادي هو كرة القدم حيث يشارك النادي في مسابقة القسم الرابع بفريق كامل رغم قلة الموارد حيث تبلغ الاعانة السنوية35 الف جنيه فقط ورغم ذلك فإننا نحتل المركز الثاني في المسابقة حتي الآن ولكننا نواجه صعوبة كبيرة في الاستمرار لقلة الموارد المالية, ويؤكد محمد اللبودي لاعب فريق نادي الخدمات لكرة القدم ان مشكلة الملاعب تمثل صعوبة بالغة امام النادي حيث يقوم الفريق بالسفر الي مركز ابو حمص الذي يبعد25 كم عن مقر النادي للتدريب علي احد الملاعب هناك نظرا لارتفاع اسعار ايجار الملاعب بدمنهور وقلة الموارد المالية للنادي. واضاف اننا كفريق عندنا عناصر جيدة تسعي الفرق الاخري الي ضمهم لها فاللاعب علاء شعبان عرفة ضمه نادي الحمام ثم الاهلي الذي اعاره لحرس الحدود لذلك تعتبر الاندية المنسية مفرخة للعناصر المتميزة في العديد من اللعبات رغم قلة الموارد. ويضيف مصطفي عبيد مدير النادي الاهلي بدمنهور قائلا ان النادي لم يأخذ من النادي الاهلي بالقاهرة غير اسمه اما حظه فإنه مثل باقي الاندية المنسية بالبحيرة فبالرغم من قلة الموارد فهو يشارك في مسابقة كرة القدم بالقسم الرابع بأكثر من فريق للبراعم والناشئين ويحصل علي مراكز متقدمة في المسابقة وهو يسعي للحصول علي قرار بتخصيص قطعة ارض لبناء مقر وملاعب تتلاءم مع حجم عضويته ومع عدد الفرق الرياضية التي يشارك بها في المسابقات. وعن نادي الحناوي احد الاندية النوعية التابعة للشركات فالحديث عنه يثير التعجب فالنادي بعد ان كان مركزا متميزا في العاب رفع الاثقال وكمال الاجسام وكم من لاعب خرج منه للمنتخب الوطني ومثل مصر دوليا وعربيا وفي كرة القدم يتذكر حمدي درويش مدير النادي ان اللاعب ايمن محب لاعب الجونة من ابناءالنادي والان اصبح هذا النادي كيانا منسيا بعد ان رفعت الشركة واي شركة الحناوي يد الدعم عنه وفقد اهتمام مسئولي الشركة واصحابها واغلق ابوابه لحين اشعار آخر. وحول تلك الهموم التي اصبحت سمة الاندية المنسية بالبحيرة اوضح احمد الدمياطي وكيل مديرية الشباب والرياضة بالبحيرة ان المديرية دعمت عمليات تطوير8 اندية بمبلع مليون و360 الف جنيه وصرفت علي انشاء ملاعب مفتوحة مبلغ اربعة ملايين وثلاثمائة وخمسة واربعين الف جنيه بالاضافة الي الاعلانات السنوية التي تصرفها للاندية واضاف: ان اختلاف قيمة الاعانة للاندية يختلف وفقا لاعداد الفرق التي يشارك بها النادي في المسابقات الرسمية وحول مشكلة الملاعب التي تواجه الاندية الصغيرة المنسية اكد انها مشكلة موجودة وقائمة وان العديد من الاندية قد تم اشهارها في الفترات السابقة دون التأكد من وجود ملاعب وابنية لتلك النوادي وكان يكتفي بخطاب من مسئولي احد الملاعب تفيد بأن الملعب هو الملعب المعتمد للنادي طالب التسجيل والمديرية علي استعداد مع المجلس القومي للشباب والرياضة لتمويل عملية بناء الاندية والملاعب لأي ناد يوفر الارض. اذا كان الحال في الاندية بمحافظة بالاقاليم تدهور شامل للرياضة فكيف يكون الحال بمراكز الشباب وبالمناطق الرياضية؟ ألسنا في حاجة الي اكثر من ميدان تحرير واكثر من ثورة في مجال الرياضة؟