وسط ترحيب أمريكي.. برلمان إعادة إعمار العراق

.. نجاح الأمن وفشل للنخبة السياسية

من بغداد إلي كركوك, ومن أقصي غرب البلاد ذي الغالبية السنية إلي آخر نقطة في الجنوب الشيعي, تعتبر الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد أمس فرصة للعراقيين لضخ دماء جديدة في الطبقة السياسية واثبات نجاح اجهزتها الأمنية في اثبات وجودها, خاصة بعد القضاء علي تنظيم داعش الإرهابي, وحيث يقع علي عاتق البرلمان الجديد مهمة ضمان إعادة إعمار البلاد.
فقد أدلي24.5 مليون ناخب عراقي أمس بأصواتهم لاختيار329 نائبا في مجلس النواب المقبل, وسط أجواء توتر إقليمي علي خلفية قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران.
لكن في ختام العملية الانتخابية, بدا أن نسبة المشاركة كانت ضعيفة, باستثناء إقليم كردستان ومدينة الموصل عاصمة الخلافة السابقة لتنظيم داعش الإرهابي في شمال البلاد.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية مساء أمس, أن نسبة المشاركة بلغت52,44 في المئة من الناخبين. وأوضحت في مؤتمر صحفي أن10840989 من أصل نحو5,24 مليون ناخب شاركوا في الاقتراع العام والخاص والمغتربين, لتكون أعلي نسبة عزوف عن التصويت منذ أول انتخابات متعددة الأحزاب في العراق عام.2005 وتعد هذه النسبة الأدني منذ سقوط نظام صدام حسن العام2003 بعد الغزو الأمريكي للبلاد, إذ سجلت انتخابات العام2005 مشاركة بنسبة79%, و4,62% عام2010, و60% عام.2014
وأعلنت القيادات الأمنية في جميع المحافظات العراقية نجاح الخطط الأمنية دون وقوع أية حوادث أمنية وسارت الانتخابات وفق ما خطط لها من القيادات الأمنية كلا بحسب محافظته, بينما جاء إعلان مفوضية الانتخابات عن حدوث بعض الخروقات التي تمت السيطرة عليها خلال عملية الاقتراع.
ونقل موقع السومرية نيوز الاخباري أمس عن مدير العمليات بالمفوضية صفاء الجابري قوله بأنه لا يسمح لأي عسكري يمتلك بطاقة التصويت الخاص( رجال القوات المسلحة والشرطة) أن يصوت بالتصويت العام.
وأضاف أن بعض الخروقات حصلت أثناء عملية الاقتراع لكن تم السيطرة عليها. وأعلنت مفوضية الانتخابات أن نسبة المشاركة بمحافظات بابل بلغت27 بالمئة, و23 بالمئة في ميسان, و30 بالمئة في ديالي.
وأشار عبد القادر إلي حدوث بعض المشاكل الفنية, لافتا إلي أن الفرق الفنية في كافة المحافظات ومدن الإقليم مكلفة بالوصول إلي المراكز التي فيها خلل الكتروني في نظام الاقتراع, وهم مهتمون بمعالجة تلك المشاكل الفنية.
في غضون ذلك, هنأ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو العراقيين علي إجراء الانتخابات التشريعية من دون وقوع حادث يذكر, ودعا الي قيام حكومة جامعة.
وقال بومبيو في بيان انه ستلقي علي عاتق الأعضاء المنتخبين في البرلمان مهمة تشكيل حكومة جامعة تلبي حاجات كل العراقيين. كما شكر رئيس الوزراء حيدر العبادي القوات الحكومية ومؤسسات الدولة ووسائل الإعلام وجميع المشاركين في إنجاح العملية الانتخابية.