أكدت دراسة أمريكية حديثة, أن تزايد مشاعر القلق والاكتئاب لدي الأشخاص يمكن أن يؤدي إلي الإصابة بالزهايمر, كما أنه قد يكون علامة مبكرة علي قرب الإصابة بالمرض نفسه الذي يداهم كبار السن. ونشرت دورية(AmericanJournalofPsychiatry) العلمية الدراسة التي أجراها باحثون في الأمراض النفسية والشيخوخة بمستشفي بريجهام في الولاياتالمتحدة, وجاءت نتائج تلك الدراسة, استكمالا لدراسات في هذا الشأن, كان آخرها دراسة كندية أجريت في2016, أثبتت أن تحول مشاعر التوتر والقلق إلي حالة مرضية مزمنة يؤدي إلي تفاقم الإصابة بالأمراض العقلية, التي من أبرزها الزهايمر.وتشمل العلامات البيولوجية لمرض الزهايمر, تراكم لويحات لزجة في الدماغ, تسمي بروتين أميلويد بيتا, وتتراكم تلك السوائل في الدماغ قبل عقود من ظهور أعراض المرض, الذي يسبب فقدان الذاكرة, ومشكلات في الإدراك. ووجد الباحثون أن زيادة مستويات بروتين أميلويد بيتا مرتبط بزيادة أعراض القلب والاكتئاب. وقالت قائدة فريق البحث الدكتورة نانسي دونوفان: إن نتائج الدراسة تشير إلي أنه إذا أخذنا زيادة مشاعر القلق كمؤشر للإصابة بالزهايمر فإن ذلك يعني أن تجنبه يمكن أن يساعد في الحد من أعراضه في وقت مبكر.. ويعلق دكتور أحمد كامل أستاذ مساعد جراحة المخ والأعصاب بقصر العيني علي الدراسة قائلا: إن الزهايمر من الأمراض التي لم يتوصل العلم بعد لأسبابها المباشرة, إلا أن أسلوب الحياة والأجواء المحيطة تساعد علي الإصابة به, بمعني أن الأشخاص الذين يعانون دائما القلق الزائد ويعانون الضغط أو السكر أو تصلب الشرايين أو يعانون السمنة وارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر, وذلك لأنه يحدث قصور في الدورة الدموية. وأكد الدكتو أهمية تفادي الإصابة بالمرض أو حتي تأخير احتمالات الإصابة به من خلال تنشيط المخ عبر تعلم لغة جديدة أو هواية جديدة والمواظبة علي القراءة باستمرار, لأن ذلك يساعد علي بقاء المخ في حالة تركيز مستمر. كما أنه من الضروري الابتعاد عن القلق والتوتر وتناول الأطعمة الصحية حتي لا ترتفع معدلات الكوليسترول في الدم, والتي تؤدي إلي تصلب الشرايين, وممارسة الرياضة واليوجا بشكل مستمر لأنها تقلل التوتر العصبي الذي يقود إلي الزهايمر, والتي تسهم أيضا في تحسين الحالة المزاجية. وأكد الدكتور كامل أن هناك نوعين من الزهايمر أحدهما يصيب كبار السن وآخر يصيب الأشخاص في سن مبكرة حيث هناك الكثير من الحالات التي تم اكتشافها في سن الثلاثينيات والأربعينيات بسبب العامل الجيني, لذا يجب علي كل شخص إجراء فحوصات في سن مبكرة عند وجود حالات مصابة به في الأسرة. وتشمل الفحوصات خضوع المريض لموجات الرنين المغناطيسي علي المخ, والتي تقيس حجم الضمور الذي أصابه, ويتم أيضا قياس منطقة قرن آمون بالمخ المسئولة عن الذاكرة ومراقبة حجمها بدقة.