هناك سؤال يطرح نفسه بقوة في الأوساط السياحية, وهو لماذا لم يتم تنفيذ رحلات الحج إلي مسار العائلة المقدسة في مصر حتي الآن رغم اعتماد الفاتيكان رسميا للنقاط الموجودة في مصر خاصة النقاط السبعة التي تم تجهيزها وزارها وفد الفاتيكان أكثر من مرة؟ فاعتبارا من العام الحالي كان يجب أن تتجه بوصلة الحج نحو ملياري مسيحي إلي مصر التي تتميز بكونها مهبط الديانات وملاذا آمنا لجميع الخلق الذين يواجهون الخطر أو يحتاجون إلي عيش آمن. ولعل ما يؤكد قدسية نقاط مسار العائلة المقدسة في مصر أن دخولها من قبل السيد المسيح وأمه العذراء مريم والقديس يوسف النجار جاء بأمر إلهي وليس اختيارا منهم, ثانيا: أن مصر البلد الوحيد الذي عاش فيه السيد المسيح وأمه بعد بيت لحم في القدس, ثالثا: النقاط الخمس والعشرون التي مكث أو مر بها المسيح خلال إقامته في مصر لذلك من الواجب دراسة هذه الأماكن بدقة لأنها تحمل العديد من الدلالات علي البركة والخير ولابد من إعادة اكتشاف الأماكن التي توجد بها النقاط من سيناء وحتي جبل درنكة بأسيوط حتي تكتمل الصورة التي أرادها الله لحكمته من قدوم العائلة المقدسة إلي مصر. وطبقا لتصريحات المسئولين وعلي رأسهم وزير السياحة السابق يحيي راشد فإن رحلات الحج المسيحي إلي مصر كان يجب أن تبدأ اعتبارا من شهر مارس الماضي ولكن الواقع يؤكد عكس ذلك, فما هي الأسباب التي حالت دون بدء تلك الرحلات المهمة للسياحة المصرية التي تواجه أزمة منذ6 سنوات. نادر جرجس رئيس اللجنة الوزارية لتطوير مسار العائلة المقدسة وعادل الجندي ممثلا هيئة التنمية السياحية يؤكدان أن هناك7 نقاط جاهزة لاستقبال الحجاج والزائرين كما أن لجنة الحج بالفاتيكان وضعت نقاط العائلة المقدسة ضمن برنامج الحج وكذلك وضعت عددا من المزارات التاريخية وهناك بعض منظمي الرحلات بدول العالم وخاصة ايطاليا واسبانيا والبرتغال طلبوا تنظيم رحلات لمسار العائلة في مصر. لذلك يجب علي وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط الإعلان عن الأسباب الحقيقية وراء عدم تنفيذ رحلات الحج المسيحي إلي مصر حتي الآن. رحلة العائلة المقدسة تستطيع إنقاذ السياحة المصرية خاصة بعد اعتراف الفاتيكان والذي يعد نقلة نوعية في تاريخ مصر الحديثة وتعد هذه الخطوة فرصة لإعادة مكانة مصر الحقيقية أمام العالم والفضل يعود للرئيس عبد الفتاح السيسي منذ زيارته للفاتيكان والتي كانت عاملا أساسيا في وضع هذا المنتج السياحي في دائرة الضوء كما أن العائد علي مصر من إحيائها لا يقدر بمال, فضلا عن ضرورة استثمار مباركة البابا فرانسيس للأيقونة الخاصة بمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر علي غرار شجرة الزيتون بالقدس, وهي ضرورة لا يمكن تجاهلها أو التراخي في حصاد نتائجها لإحياء هذا المسار المهم الذي بإمكانه استجلاب أكبر عدد من السائحين حول العالم والذي يتخطي الرقم المستهدف من السياحة الترفيهية.