ذهبت زائرا لخالتي عندما علمت أن عمرو خالد والبرادعي وعمرو موسي وبسطاويسي وعبدالله الأشعل وجودت الملط ومحمد حسان وأحمد شفيق وعمر سليمان وغيرهم. سيترشح كل منهم لرئاسة الجمهورية.. وتحدثت معها لأنها سياسية بارعة.. وطالبتها بأن ترشح نفسها هي الأخري.. خاصة أنها ستكسب أصواتا نسائية بلا حصر قد لا تذهب لغيرها.. ولأن كلا منهم كون حملة لدعم ترشيحه تضم آلاف الأعضاء مثل مجموعة صناع الحياة التابعة والمؤيدة لعمرو خالد.. فمن المؤكد أن النسوة سترحبن بأن تكون إحداهن مرشحة للرئاسة ويكون لها ائتلاف أو مجموعة أو حملة خاصة. لكن خالتي أخت أمي قالت لي إنه من الصعب دخول هذا المعترك.. وهي لا تجد في نفسها سوي محللة سياسية مثلها مثل الكثيرين.. وقالت لي إن مرشح الرئاسة لابد أن تتوافر فيه عدة مواصفات خاصة لا أن يكون مجرد داعية اجتماعي أو ديني حتي يكون قادرا علي قيادة الاقتصاد والصناعة والتجارة والزراعة والإعلام والأمن وبناء علاقات خارجية متينة تقوم علي الاحترام والندية وتطوير تعليم وما شابه.. ولابد أن تكون له كاريزما مؤثرة جاذبة لها القدرة علي السيطرة والقيادة والإدارة. ويكون فاهما في ميادين كثيرة مجرد الفهم العام وليس التخصصي.. ويكون لديه ثبات انفعالي.. فلا يفرح كثيرا ولا يحزن كثيرا.. إنما يستطيع التعامل بحكمة وهو ويدرك أنه يقود مقدرات أمة بكاملها.. وشعب بجميع أطيافه وأجياله. ثم ختمت حديثها معي بأن المعركة الرئاسية لابد أن تكون لها شروط عمرية ليس فقط في الحد الأدني.. إنما أيضا في الحد الأقصي مثلا من الأربعين إلي الستين وليس أكثر لتكون له القدرة علي التواصل مع كل الأجيال.. ويمتلك طاقة عمل تؤهله لخدمة الدور المنوط به. وأدركت علي الفور أنها أي خالتي ستترك هذه المهمة لمن هم مثلي ومن في جيلي ومن لديه طموح العطاء والخدمة وخرجت من عندها وأنا أفكر جديا في أن أترشح.. فنمت علي هذه الأمنية ورأيت فيما يري النائم أنني الرئيس القابض والقائم علي مقاليد الأمور في البلاد.. وسألت نفسي: ماذا سأفعل منذ اليوم الأول عندما أصبح رئيسا؟! فقلت في نفسي أول شيء سأفعله هو تقديم الشكر للمجلس الأعلي للقوات المسلحة علي حماية الثورة والوصول بها إلي بر الأمان.. وتفريغه لمهمته الأساسية وهي حماية أمن وحدود الوطن. ثانيا سيكون جميع وزرائي بين الأربعين ودون الستين عاما.. بشرط أن تكون لديهم القدرات الآتية: 1 القدرة علي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. 2 القدرة علي مواجهة المواقف الصعبة وإيجاد حلول فورية وعملية لها. 3 الخبرة والدراية بأعمال التخطيط المستقبلي حتي لا تتغير السياسات بتغير الأفراد. 4 الشخصية الزعامية القادرة علي القيادة والتعامل مع كل المتغيرات والمستجدات في مصر والعالم. 5 أن يتم ترشيح ثلاثة أشخاص كنواب لي.. وعلي أنا رئيس الجمهورية مقابلتهم واختيارهم طبقا للكيمياء التي ستحدث بيني وبينهم خلال المقابلات. بالطبع هذا ليس كل شيء.. فقد وضعت خططا وبرامج شاملة للنهوض بمصر بشرا واقتصادا.. لكنني استيقظت من نومي.. لكن ذكري أنني كنت يوما رئيسا لمصر حتي ولو كان في المنام.. لا تفارقني. إيهاب منير