علي الرغم من أهميتها الأثرية والحربية إلا أنها سقطت من حسابات المسئولين بوزارة الآثار... واحتلها الأهالي لتتحول إلي منطقة سكنية عشوائية تحيطها أكوام القمامة من كل جانب.. فتغيرت ملامحها, الأمر الذي أدي إلي محوها من الخريطة الجغرافية والأثرية لمدينة الإسكندرية عن قلعة كوسا باشا نتحدث أو كما يطلق عليها أهالي مدينة أبو قير بالإسكندرية.. مغارة كوسا باشا تلك القلعة الأثرية التي تعد من أجمل القلاع الأثرية بالإسكندرية والتي تحولت إلي خرابة ومقلب للقمامة.. وسط صمت تام للمسئولين بوزارة الآثار.. الذين اكتفوا بالفرجة علي ضياع جزء من تاريخ الإسكندرية العاصمة المصرية الثانية.. فهذا الاثر هو الشاهد علي حقبة تاريخية هامة من تاريخ مصر العظيم. يقول أحمد عبد الفتاح الخبير الآثري: تقع القلعة في الشمال الشرقي لمدينة ابو قير وقد أنشأها محمد علي باشا عام1807 لتكون حصنا منيعا لصد العدوان الفرنسي مشيرا إلي أنها ضمن سلسلة الحصون والقلاع التي تحمي الإسكندرية والشمال الغربي للدلتا ويعود أصل تسميتها إلي القائد كوسا باشا أحد العسكريين الذين استشهدوا في إحدي المعارك التي وقعت بين القوات الإنجليزية والتركية واطلقوا اسمه علي الاثر تخليدا لذكراه. وأوضح تشبه قلعة قايتباي التي تقع بمنطقة بحري وتعتبر أقدم طابية او قلعة بالإسكندرية وقام محمد علي بتزويدها بأربعة مدافع حربية من طراز ارمسترونج ومشيرا إلي أن قلعة كوسا باشا تتميز بجمالها المعماري الحربي الذي يجسد تمصير العمارة العثمانية في مصر, كما انها تعتبر تاريخيا العصر التالي لعصر قلعتي قايتباي بالاسكندرية ورشيد. ويستطرد بقوله....وقامت قلعة كوسا باشا بدور حربي مهم خلال عصر محمد علي وحتي الثورة العرابية غير أنها تحولت بتطور النظريات العسكرية إلي أثر, مشيرا إلي أنه تم تسجيلها منافع عامة أثار بالقرار رقم232 لسنة1992 وهي تتميز بالخندق المحيط بها لأنه يصور مدي روعة أسلوب التحصين العسكري للقلاع العثمانية... كما أنها تعتبر درة مدينة أبو قير في العصر الحديث. إهمال وعشوائية ويواصل أحمد عبد الفتاح حديثه قائلا: ما حدث لهذا الاثر التاريخي أمر محزن ويدعو للأسف, فمنذ عدة سنوات احتلها عدد من الاسر وحولت مباني القلعة إلي سكن لهم ولم يتحرك أحد من المسئولين بل تحولت قلعة كوسا باشا إلي مكان مكدس باكوام القمامة واصبح الخراب يحيطها من كل جانب, بالاضافة إلي انها تعاني من تاكل جدرانها نتيجة العوامل الطبيعية من أمطار ورياح.. مشيرا إلي أن مباني وجدران القلعة شهدت معارك حربية في السابق والآن تشهد معارك بين محتليها و وزارة الآثار التي تطالب بتدبير أماكن إقامة للمواطنين المقيمين في اجمل القلاع ذات الطراز النادر. وأضاف عبد الفتاح أن إنقاذ هذا الأثر التاريخي المهم في حاجة إلي قرار سيادي حتي يتنسي تحويل كوسا باشا إلي آثر تاريخي يكون مقصدا للسياح ليروا تفاصيل تاريخية لحقبة مهمة من تاريخ مصر.