أثقل العام2017 أجندة الأزمات الدولية, التي تعج بالعديد من الملفات الملتهبة منذ سنوات. من هذه الأزمات الاستفتاءات التي وصلت نهايتها بالفشل, وهو ما أطلق عليه الخبراء بعام الاستفتاءات. ثلاثة استفتاءات هي الأشهر عالميا- العراق وإسبانيا وإيطاليا, والتي خرج فيها المصوتون إلي اللجان الانتخابية, وعقب النتيجة رفضت حكومتا العراق وإسبانيا الاعتراف بها, وواجهت تلك المحاولات بالقوة لتفشل كل الاستفتاءات التي أقيمت خلال عام2017 في الوصول إلي النتيجة التي تريدها. أول الاستفتاءات في2017 كان داخل إقليم كردستان العراق, وشهد يوم25 سبتمبر الماضي إقامة الاستفتاء الخاص بانفصال الأكراد- وهو الذي أعلنت العراق عدم اعترافها بنتيجته. أما عن كاتالونيا في إسبانيا, فكان أحد الاستفتاءات التي كان يتم الإعداد لها منذ سنوات طويلة قبل أن تقوم سلطات الإقليم بإجراءات الاستفتاء للانفصال عن إسبانيا في1 أكتوبر وجاءت نتيجته برغبة90% من السكان الانفصال عن إسبانيا, وكان الرد الطبيعي علي وحدة الدولة الإسبانية هو مواجهة السلطات في مدريد لمحاولة الانفصال بالقوة وألقت القبض علي عدد من المسئولين في كاتالونيا ما دفع عددا من قادة الإقليم للهروب ومنهم كارليس بيجديمونت الذي فر إلي بلجيكا عقب أيام من إعلان نتيجة الاستفتاء وفشله. وفي إيطاليا, في شهر أكتوبر خرج سكان إقليمي فينتو ولومبارديا للاستفتاء علي منح السلطات بها مزيدا من الحكم الذاتي وحرية أكثر في التحكم في مواردهما الاقتصادية, خاصة أن الإقليميين من أغني الأقاليم في البلاد. إلا أن إقليم لموبارديا شهد العديد من المشاكل التقنية التي حالت دون الإعلان عن النتائج النهائية للتصويت, إلي أن النتائج الأولية تشير إلي عدم اكتمال النصاب القانوني للحضور. كما انتقلت عدوي انفصال الأقاليم العرقية في أوروبا وآسيا إلي إفريقيا القارة السمراء; حيث أعلنت منطقتا ساوث ويست ونورث ويست الناطقتان باللغة الإنجليزية في الكاميرون استقلالهما عن بقية البلاد ذات الأغلبية الناطقة باللغة الفرنسية. وقد قررت المنطقتان إقامة كيان منفصل يدعي أمبازونيا, وهو ما رفضته السلطة في الكاميرون ووصفته بأنه حلم وهمي. وفي نيجيريا, أعلن رئيسها محمد بخاري أنه لن يسمح بتفكك البلاد مع مواجهة دعوات للانفصال في منطقة كانت تعرف باسم بيافرا ومنطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط فضلا عن تمرد حركة بوكو حرام. وحسب التوقعات فقد يشهد عام2018 مجموعة من الاستفتاءات الجديدة من أجل الانفصال منها كاليدونيا الجديدة, وهي مجموعة من الجزر التابعة لفرنسا. أيضا جزيرة بوجانفيل, وهي واحدة من الجزر التي من الممكن أن تحصل علي الاستقلال في عام2018 علي من معارضة السلطات في غينيا الجديدة لتلك الخطوة. أما عن أسكتلندا, فهي واحدة من الدول التابعة للمملكة المتحدة والتي دائما ما تهدد بالانفصال عنها, وكان بين الخطوات التي اتخذتها أسكتلندا كان استفتاء سبتمبر عام2014 والذي جاءت نتيجته لصالح عدم الانفصال عن المملكة المتحدة. ومع خوض بريطانيا لمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي هددت الوزيرة الأولي في أسكتلندا نيكولا ستورجيون بأن بلادها ستنفصل عن المملكة المتحدة حال خروجها من الاتحاد.