الدكتور محمود صقر, رئيس أكاديمية البحث العلمي, أعطي للمصريين بارقة أمل في أن الغد أفضل بسواعد أبناء مصر من شباب المخترعين و المبتكرين الذين يحصلون علي براءات لاختراعاتهم. يصل عدد براءات الاختراع التي أصدرتها الأكاديمية منذ عام2012 الي450 اختراعا تضع حلولا علمية لكثير من أزمات و مشكلات المجتمع المصري.و لكن أين صدي هذه الابتكارات علي ارض الواقع ؟ لا يشعر بها احد من100 مليون مصري. إذن هؤلاء العباقرة أصحاب براءات الاختراع أمامهم خياران لا ثالث لهما إما أن يستسلموا للإحباط ويضعوا براءة الاختراع في برواز و يعلقوها علي الحائط في غرفة الصالون أو أن يتواصلوا مع إحدي الشركات الأجنبية لتنتج اختراعهم ثم تصدره للعالم و هو يحمل اسمها و يأخذ المخترع المصري المال الوفير و يقيم في البلد المتقدم مقر الشركة التي اشترت اختراعه و تعطيه جنسيتها و ينسي المخترع المصري مرغما وطنه الذي لم يقدر علمه و يساعده في تحويل ابتكاره إلي منتج نافع يفيد الناس. في الولاياتالمتحدةالامريكية و دول الاتحاد الأوروبي الحكومات و المجتمع المدني ورجال الأعمال يشكلون منظومة لصناعة الشاب المخترع وتهيئة كل الظروف لدفعه نحو الابتكار. و هذا ما سمعته من الدكتور أحمد زويل رحمه الله فعندما ترك كلية العلوم جامعه الاسكندرية و سافر إلي جامعة بنسلفانيا عام1974 طلب منه رئيس القسم وضع حلول علمية لتقليل نسبة التلوث في هواء إحدي مدن ولاية بنسلفانيا و اخبره بان هناك ميزانية تقدر بمبلغ مليوني دولار أمريكي بأسعار السبعينيات لتمويل أبحاثه العلمية و وفروا له كل الامكانيات حتي تمكن من اختراع تركيبة كيميائية يتم وضعها في فلاتر المصانع و المنشآت الصناعية الملوثة للبيئة و تم تخفيض مستوي التلوث في المدينة. و يضيف الدكتور زويل أنه علم فيما بعد ان ميزانية البحث العلمي في الجامعة تدفع منها حكومة الولاية نسبة30% و ال70% الباقية من رجال الأعمال و أصحاب المصانع و هم يدفعون هذه المبالغ الضخمة ليس إيمانا بشعارات حب الوطن فقط و لكن لاعتقادهم الراسخ ان ابتكاراتهم وجهودهم البحثية ستعود عليهم بالنفع في تطوير مصانعهم و مشروعاتهم الخاصة و أيضا المجتمع الذي توجد فيه منشآتهم. و يقول الدكتور زويل إن أي منظمة مجتمع مدني أو رجل أعمال يدفع دولارا واحدا لتمويل البحث العلمي في الجامعات يعلم انه سيعود عليه بالنفع باكثر من100 دولار. للاسف الشديد الجامعات المصرية تعيش في جزر منعزلة, ينجز الباحثون فيها كثيرا من الابحاث العلمية و لا تجد من يحولها الي منتج يتم تداوله في الاسواق و هكذا الحال في اكاديمية البحث العلمي, الاختراعات و الابحاث يتم وضعها علي الأرفف ليغطيها تراب النسيان و الاهمال مع مرور الوقت. بارقة امل أطلقها الوزير مختار جمعة وزير الاوقاف عندما أصدر قرارا بانشاء صندوق لدعم و تبني ابتكارات و اختراعات الشباب الذين حصلوا علي براءات الاختراع من اكاديمية البحث العلمي, واتمني ان ينمو هذا الصندوق و يشارك فيه رجال اعمال واصحاب مصانع و يرهنوا مشاركتهم المالية في هذا الصندوق بتبني انتاج هذه الاختراعات او ايجاد حلول علمية لزيادة الانتاج في مصانعهم كما يحدث في الدول المتقدمة فنحن لن نخترع العجلة. برافو وزير الاوقاف.