رفض تعلم حرفة أو صنعة تكون عوضا عن التعليم الذي تسرب منه في مراحله المبكرة بحيث تضمن له مصدر دخل يستطيع من خلاله الإنفاق علي نفسه وتكوين أسرة مثل غيره من أقرانه في بلدته الريفية المعروف عنها طيبة غالبية أهلها. عاش صبحي فترة صباه يتنقل بين الحرف تارة ويعمل أجري باليومية تارة أخري يقضي يومه في العمل الذي كان يعتمد في أغلبه علي قوته البدنية, حيث كان يقوم بتشوين البضاعة وتخزين مواد البناء مقابل أجر يومي لا يتجاوز البضع عشرات من الجنيهات. وبدوران عجلة الزمن عليه اعتاد الشاب العشريني مرافقة أصدقاء السوء يقضون ليلهم علي المقاهي المنتشرة بمحيط قريتهم قرقشندة التابعة لمركز طوخ ويعودون لمنازلهم في الساعات الأولي من صباح اليوم التالي. انغمس صبحي مع رفاق السوء مما جعله غير مرغوب فيه لدي أصحاب الأعمال خاصة بعد تناثر الأقاويل حول إدمانه المواد المخدرة وبدأ الجميع في تجنبه, حيث كان يمكث داخل منزله لا يغادره إلا بعد غروب شمس النهار متوجها إلي وكره يتسامر مع أقرانه من متعاطي المواد المخدرة, حتي أنفق كل مدخراته واستدان من ذويه ليدبر احتياجات كيفه حتي ضاق جميع الأهل من سلوكه السيئ. وفي إحدي الجلسات عرض صبحي علي صديق له يدعي أحمد يصغره بسبع سنوات فكرة الاتجار في المواد المخدرة واستغلال علاقاتهما بتجار المواد المخدرة, بحيث يجلبان بضاعتهما المجرمة بالجملة ويعيدان توزيعها علي المدمنين وأصحاب المزاج. وبعد فترة ليست بالقليلة استطاعا تنفيذ العديد من الصفقات ذاع بعدها صيتهما واتخذا من المناطق الزراعية بقرية قرقشندة وكرا لهما حتي بدأت الأجهزة الأمنية رصد تحركاتهما ومصادر حصولهما علي البضاعة وتم إعداد العديد من الأكمنة لضبطهما. كانت معلومات سرية قد تجمعت أمام مكتب اللواء محمد الألفي مدير إدارة البحث الجنائي بالقليوبية عن وجود بؤرة إجرامية لترويج المخدرات في قرية قرقشندة بطوخ يتزعمها عاطلان يدعي الأول صبحي عطية-29 سنة والثاني أحمد سلامة, حيث تخصصا في ترويج مسحوق الهيروين. وبتكثيف التحريات حول المتهمين تبين أن الأول سبق اتهامه في3 قضايا مخدرات وجرائم أحداث; وبعرض المعلومات علي اللواءين جمال عبد الباري ومحمد الحمزاوي مساعدي وزير الداخلية لقطاع الأمن العام وأمن القليوبية أمرا بسرعة القبض علي المتهمين. تم التنسيق مع النيابة العامة واستصدار إذن ضبط وإحضار للمتهمين وإعداد خطة تحت إشراف اللواء محمد الألفي مدير إدارة البحث الجنائي شارك فيها الرائد أحمد سامي رئيس مباحث مركز طوخ اعتمدت علي نشر الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من الأماكن التي يتردد عليها المتهمان لمنع هروبهما في اثناء تنفيذ المأمورية حيث تم ضبطهما وبحوزتهما كمية من مسحوق الهيروين المخدر وزنت250 جراما و400 جنيه وهاتف محمول. وبمواجهة المتهمين اعترفا بحيازتهما المضبوطات بقصد الاتجار وتم تحريزها وتحرير المحضر اللازم وإحالتهما إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.