بعيدا عن كل الأجندات السياسية وبرامج' الزيف' المعروفة ب التوك شو تأتي أصوات بكر من رحم وطن عربي معلنة عن وجودها تحت اسم أجنبي(thevoicekids) ولا أدري ما سر أن يحمل برنامج عربي اسما أجنبيا ولا الرؤية الإعلامية المستنيرة من وراء هذا الاسم, وكأن الاحتلال إن لم يأت إلينا غصبا واقتدارا سعينا نحن إليه طوعا واختيارا! هذا البرنامج الذي يثير الشجون والدموع والابتسام وبراءة التعليقات من أطفال شبوا وسط نيران دمار وحروب ونزوح عن بيوتهم ولم يعرفوا من جمال الأوطان سوي ما حفظوه من أغنيات عن جيل سابق كان له حظ اوفر من الأمان, فكانت الدبكة اللبنانية والفيروزيات وام كلثوم وعبد الوهاب مع الموال وروائع عصر ذهبي للغناء هو كل إرث هؤلاء الأطفال من الجمال وسط كل القبح العربي والشياطين الرجيمة التي حرمتهم بيوتهم والاهل والاصحاب. وللاسف فان الأمان والاستقرار ليسا من أدوات التكنولوجيا حتي يتحقق بمجرد اللمس ولا حتي بالضغط علي أحد الأزرار, وكل ما يخاض فيه عن الطفولة, اما أبواق إعلام أو جهود متناثرة تضيع هباء واي وعد أو عهد بالقضاء علي قوي الشر سيبقي لا محل له من الإعراب طالما أن هناك فكرا منحرفا تتوارثه الأجيال. ورغم أننا بمصر نملك أحد مفاتيح الأبواب المغلقة للمرور إلي تلك العقول الا اننا لا نستخدمها ونتعامل بها علي انها عهدة مخازن ولا يجرؤ أحد علي اتخاذ قرار بفتح تلك الابواب إلا للضرورات وفي المناسبات لعمل بعض الفعاليات اللازمة, لاستهلاك المخصصات وتقفيل خانات أنشطة وحسابات قبل انتهاء السنة المالية ودمتم ودام بنا الحال في الهيئة العامة لقصور الثقافة التي تملك مسارح وقاعات في بيوتها وقصورها المنتشرة في كل مصر مغلقة معظم العام, الا من بعض الأحداث الروتينية التي تنتقل من خطة سنوية سابقة الي خطة سنوية جديدة بالسيناريو نفسه وربما الأشخاص أنفسهم. ولا أدري لماذا تبقي تلك المسارح والسينمات مغلقة وخاوية علي عروشها تاركة مهمة إعادة صياغة وجدان مصر وأطفالها الي اصحاب دور العرض والمسارح الخاصة ثم نصرخ لماذا أصبحنا علي هذا الحال ؟ من بيده ان يتخذ القرار وان تصبح تلك المسارح التي هي ملك الدولة إحدي أدوات إصلاح الانحراف الديني والأخلاقي بتلك القوة الناعمة في مجتمع لا يقرأ والفيلم والمسرحية اقرب اليه وأسرع تأثيرا, ومن يفتح تلك الأبواب المغلقة للجمهور بأسعار معتدلة وبسعر خاص للطلبة,خاصة بعد أن أصبح سعر تذكرة القطاع الخاص أمام الأسر والشباب من المحال, وننتقي مايعرض فيها من أعمال مسرحية وسينمائية طوال العام وشراء حق عرضها بعد ان تنتهي من العرض في القطاع الخاص والي متي ستظل المسارح حكرا علي العاصمة والإسكندرية وتحرم منها باقي المحافظات, حتي مهرجان سينما الأطفال يتم الاستحواذ عليه بالكامل يصبح حكرا علي البعض ولا يدري عنه شيئا احد من اطفال الأقاليم المغضوب عليهم ولا حتي بعد انتهاء المهرجان رغم أن الأمر قد لا يتعدي' فلاشة' ترسل إلي كل المحافظات بعد انتهاء المهرجان ليقوم كل قصر ثقافة بعمل برنامج نادي سينما الأطفال طوال فترة الدراسة ويمكن ان يستمر علي مدار العام. الأطفال هم من سيقضون علي الارهاب وليس السلاح إذا ما أدركوا أننا خلقنا علي الأرض لنعمرها بالحياة,, النداء الي د. أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة للاختيار بين عودة الثقافة الجماهيرية تروي صحراء حياة الناس أو البقاء لله