'دكتور إلحقني'..' كوتو موتو يا حلوة يا بطة'..' كيوبيد للبيع'..' شالو ألدو جابو شاهين' جميعها اسكتشات غنائية شهيرة ارتبطت بها الأجيال المتتالية واصبحت علامة فارقة في تاريخ الفن المصري صنعتها فرقة' ثلاثي أضواء المسرح' التي تعد ظاهرة فنية فريدة لم تتكرر, وترتكز هذه الظاهرة علي ثلاثة اسماء من أفضل نجوم الكوميديا يمتلكون القدرة علي انتزاع الضحكات من الجمهور بتلقائية وبساطة وهم سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد. المسرح الجامعي كان بداية الانطلاق للثلاثي حيث كان كل منهم نجما في جامعته وتناقلت أخبارهم بين الجامعات المختلفة, حيث كان سمير غانم في كلية الزراعة بجامعة عين شمس وجورج في نفس الكلية, والضيف أحمد في كلية الآداب بجامعة القاهرة, والتقي سمير في البداية بجورج سيدهم في احدي الفعاليات الفنية الخاصة بالجامعات. ' إخوان غانم' كان الاسم الأول للفريق الذي شكله سمير غانم أثناء فترة الدراسة بعد أن جذبه عالم الفن وقرر أن يخرج من إطار الجامعة ويشارك في اعمال فنية تساعده علي المعيشة, وشارك معه في فريق اخوان غانم في البداية زميله عادل نصيف الذي سمع منه لأول مرة اسكتش' دكتور إلحقني' واصبح فيما بعد واحدا من انجح وأشهر اسكتشات ثلاثي اضواء المسرح, حيث كان نصيف العضو الثالث ل'ثلاثي اضواء المسرح' قبل انضمام الضيف أحمد لجورج وسمير بعد قرار نصيف المفاجئ بالهجرة الي الولاياتالمتحدةالامريكية. شارك جورج سمير في عروض إخوان غانم في البداية مع عادل نصيف بينما كان الضيف بديلا لعادل نصيف في بعضها, ثم أصبح العضو الأساسي بعد سفر الاخير, وبقيت ذكري وحيدة لعادل نصيف مع الثلاثي وهي مشاركته لهم في فيلم' شاطئ المرح' بدور صاحب الكازينو الذي يدعوهم للغناء لديه لضيوف مصيف الإسماعيلية, حيث لم تسجل أعمال نصيف الاولي مع الثلاثي وظلت اغلب التسجيلات المحفوظة في ذاكرة التليفزيون بمشاركة الضيف أحمد مع جورج وسمير بما فيها دكتور الحقني التي كانت سببا في معرفة سمير غانم بعادل نصيف. واسم ثلاثي أضواء المسرح منحه لهم المخرج محمد سالم الذي ساعدهم في تحقيق شهرتهم ومنحهم ايضا اسم برنامجه' أضواء المسرح' وقدم من خلاله العديد من أعمالهم, وقدم ثلاثي أضواء المسرح علي مدار عشر سنوات من بداية ظهورهم في اوائل الستينيات وحتي عام1970 العديد من الأعمال الفنية من فوازير شهيرة ومسرحيات واسكتشات مصورة تليفزيونيا بالإضافة إلي مشاركتهم المميزة في عدد من الأفلام السينمائية. وكانت الصدمة وهم في قمة النجاح هي وفاة الضيف أحمد عن عمر33 عاما وعدم قدرة سمير وجورج علي الاستعانة ببديل له, ليصبح الثلاثي ثنائي واستمرا في العمل معا علي خشبة مسرح الهوسابير الذي شهد عروض الثلاثي لسنوات, إلي أن تسببت بعض الخلافات في انفصالهما ليعمل كلا منهما منفردا عن الأخر وقدما عروضا مسرحية منفصلة, إلي أن أقعد المرض جورج سيدهم بينما يواصل سمير غانم الوقوف علي خشبة المسرح وترك بصمته الخاصة منفردا علي خشبة المسرح علي مدار عقود. ويعد التكريم الذي حظي به مؤخرا الفنان الكبير سمير غانم بمثابة تكريم لثلاثي أضواء المسرح, حتي أن الفنان جورج سيدهم- علي الرغم من مرضه- حرص علي إرسال رسالة تهنئة له عن طريق زوجته د.ليندا قال له فيها بضع كلمات بهذا المعني حيث جاء فيها' حبيبي سمير تكريمك هو تكريم لمشوارنا اللي عشناه معا عندما تقول الناس جورج يقولون في نفس اللحظة سمير عندما يمنح سمير جائزة سيدة الشاشة فاتن حمامة التقديرية فهم يطوقون عنقي بالجائزة التي يمنحونها في نفس الوقت لرفيق زمن الكفاح ثالثنا الراحل الضيف أحمد أسعدت الملايين فأحبك الملايين'. بعد انفصال جورج وسمير قدم كل منهما عددا من العروض المسرحية, وتفوق طبعا الفنان سمير غانم علي جورج في عدد العروض المسرحية التي قام ببطولتها بسبب مرض جورج وإصابته بالشلل منذ أكثر من20 عاما, وعلي الرغم من بصمته المسرحية المهمة إلا أن تكريم النجم سمير غانم جاء من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بحصوله علي جائزة فاتن حمامة التقديرية في الدورة ال39 المقامة حاليا, وردا علي سؤال من' الأهرام المسائي' عما إذا كان يتمني أن يكون هذا التكريم من جانب المسرح, قال سمير غانم في ندوته التكريمية' نعم, اعتبر نفسي' مسرحجي' من الدرجة الأولي واعتبر المسرح بيتي أما السينما فهي دلع وفانتازيا والهدف منها زيادة قدر النجومية لكن المسرح هو الملك وسيظل الملك'.وعن عدم تكرار ظاهرة ثلاثي أضواء المسرح مرة أخري قال سمير' في الوقت الذي بدأنا فيه في الستينيات من القرن الماضي كان تعداد مصر20 مليون نسمة بينما الآن ربما نكون تعدينا120 مليون نسمة لذلك من الطبيعي أن يتغير كل شيء, لأن كل شيء اختلف وحتي الفن اختلف, لكني أأمل أن يكون القادم أفضل'.