دخلت زيمبابوي أمس, حقبة جديدة بعد استقالة الرئيس روبرت موجابي, الذي تولي الحكم منذ1980, والاعلان عن تعيين نائبه السابق, ايمرسون منانجاجوا خليفة له وذلك بعد عودته إلي البلاد لتنصيبه رئيسا غدا الجمعة. ويلقب منانجاجوا بالتمساح لطبعه الصلب ورغم كونه أحد أهم أركان النظام إلا أنه فقد حظوته لدي روبرت موجابي البالغ من العمر93 عاما, لأنه كان يقطع الطريق أمام زوجته جرايس موجابي لخلافة زوجها, علما بأنها لا تحظي بشعبية. واخفق موجابي, المخطط البارع, هذه المرة في احتساب خطواته. فبإقدامه علي عزل نائبه, تسبب بسقوط نظامه في نهاية المطاف, وبتأثير من الضغط المشترك للجيش والشارع وحزبه, اضطر موجابي المتشبث بالحكم, للاستسلام والتخلي عن زمام الحكم, وخلال جلسة استثنائية للبرلمان أعلنت استقالة موجابي. واكدت صحيفة الجارديان البريطانية علي موقعها الإلكتروني أن قرار إقالة منانجاجوا كان بمثابة غلطة تكتيكية نادرة ارتكبها موجابي, الذي كان يرغب في افساح الطريق للسلطة أمام زوجته جريس موجابي. إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان موجابي وزوجته سيظلان في زيمبابوي من عدمه, حيث سينظر لكليهما علي أنهما يشكلان تهديدا لمنانجاجوا أو أي رئيس جديد للبلاد, وقد يواجهان ملاحقة قضائية. وأثار القرار فرحا عارما في أوساط الشعب ليحل محل الكآبة التي سببتها الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ سنوات, وتسلط النظام. ويجمع الأغلبية من الشعب علي أنهم يشعرون بالفرحة لتجاوز تلك الحقبة الكئيبة والصعبة, مطالبين الرئيس الجديد بأن يكون هدفه الأول إنعاش الإقتصاد المتدهور, حيث يعاني90% من السكان البطالة. واختير منانجاجوا رئيسا للحزب الحاكم, زانو بي اف, ومرشحا للانتخابات الرئاسية في2018, خلفا لموجابي. ويبلغ إيمرسون منانجاجوا والذي يحظي بشعبية كبيرة75 عاما ولديه6 أبناء, وهو قيادي بارز في حزب الاتحاد الوطني الزيمبابوي الإفريقي الجبهة الوطنية, كما كان قياديا في جيش التحرير الوطني الإفريقي الزيمبابوي في زمن الحرب الأهلية في روديسيا في السبعينيات, والتي انتهت بإعلان استقلال زيمبابوي عام.1980 وتخرج من جامعة زامبيا في عام1974, ودرس فترة خارج دولته, حيث تعلم في جامعة لندن لعدة سنوات, و منذ عام1980, كان منانجاجوا, يشغل عددا من المناصب الوزارية في الدولة, بما في ذلك منصب وزير أمن الدولة والمالية والدفاع, وفي عام2014 تم تعيينه في منصب النائب الأول لرئيس زيمبابوي. وتعرض لمحاولة اغتيال الصيف الماضي, بعد أن تفاقمت الصراعات داخل الحزب الحاكم بين مجموعة من القياديين, تقودها جريس موجابي, وبين أنصار منانجاجوا.