تحتفل الكنيسة الإنجيلية في مصر غدا بمرور500 عام علي إنشائها علي مستوي العالم و200 عام علي دخولها مصر وذلك بحضور70 من كبار رؤساء الكنائس الإنجيلية في العالم والعديد من الشخصيات العامة وكبار قيادات الدولة المصرية, حيث تأسست الكنيسة الإنجيلية في منتصف القرن السادس عشر الميلادي علي يد الراهب مارتن لوثر وذلك عقب الاحتجاج علي فكرة صكوك الغفران التي كانت تصدرها الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطي وبدأت أفكار الراهب مارتن لوثر في الانتشار في عام1820, ووصلت لمصر علي أيدي بيتر هيلنج أحد تلاميذ الراهب لوثر. الأهرام المسائي أجرت حوارا مع القس الدكتور أندريه زكي, رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر, كشف فيه أن عدد المواطنين المصريين التابعين للكنيسة الإنجيلية2 مليون شخص ولديهم1500 كنيسة منها947 كنيسة تم إنشاؤها بدون تراخيص خلال السنوات الماضية, كما أكد أن قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين مازال محل خلاف بين الطوائف المسيحية وإلي نص الحوار: تحتفل الكنيسة الإنجيلية بمرور500 عام علي نشأتها, فماذا تختلف عن باقي الطوائف المسيحية الأخري؟ الطائفة الإنجيلية في مصر تتكون من18 مذهبا أكبرها سنودس النيل الإنجيلي ويوجد لدي الطائفة الإنجيلية نحوالي1500 كنيسة وتقريبا تعداد المنتمين لها2 مليون مواطن مصري وجميع الطوائف المسيحية متفقة في العقائد الأساسية مثل لاهوت السيد المسيح والكتاب المقدس وميلاد السيدة العذراء والقيامة ولكن توجد اختلافات حول وسائل العبادة وإدارة شئون الكنيسة فمثلا تختلف الكنيسة الإنجيلية عن الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليك بأننا ليس لدينا بابا كمنصب ديني وليس لدينا كهنوت ولكن عندنا القسيس هو شخص مخصص للخدمة الدينية والاختلاف الثاني في قضية الصوم, كما أننا نختلف عن باقي الطوائف المسيحية بإننا ليس لدينا طقوس محددة للعبادة ولكن يوجد لدينا نظام للعبادة ونحن الكنيسة الوحيدة التي تعتمد علي اللغة العربية في نظام العبادة والدستور الوحيد لها هو الكتاب المقدس. ما هي الشروط التي علي أساسها يتم اختيار القس في الكنيسة ما دام لا يوجد لديكم بطريرك كما الحال في الكنائس الأخري؟ لدينا شروط واضحة وحاسمة في عملية اختيار القس وهو يجب أن يكون حاصلا علي مؤهل عال جامعي ويختاره المجمع الذي ينتمي إليه المجمع في الكنيسة الإنجيلية وأن كل مجموعة كنائس تشكل مجمعا لها_ كما يجب أن تتوافر في القس التقوي الدينية والاستعداد والرغبة في ذلك, وبمجرد أن يوافق المجمع علي الشخص المرشح أن يكون قسا. يتم إرساله4 سنوات للدراسة في الكلية اللاهوتية التابعة للكنيسة الإنجيلية. هل يوجد تنسيق بينكم وبين الكنيسة الإنجيلية الألمانية صاحبة المذهب في العالم كله؟ نعم لدينا علاقات بكل الكنائس الإنجيلية في العالم ويقدر عدد الإنجيليين في العالم مليارا ونصف مليون شخص ونحن نمثل40 في المائة من تعداد المسيحيين في العالم, ولدينا علاقات مع الكنيسة الأم في ألمانيا وكل الكنائس الإنجيلية في أوروبا وإفريقيا وآسيا وفي الاحتفال الذي سينظم في كنيسة قصر الدبارة بالقاهرة سيشارك70 رئيس كنيسة إنجيلية في العالم وفي مقدمتهم الكنيسة الألمانية التي شهدت دعوة مارتن لوثر مؤسس المذهب الإنجيلي. هل للكنيسة الإنجيلية دور في خدمة المجتمع أم أن عملها يقتصر علي إقامة الصلوات الدينية فقط؟ الكنيسة الإنجيلية منذ نشأتها اهتمت بموضعين كبار هما التعليم والصحة, لذلك نجد أن كل كنيسة إنجيلية لابد أن يتوافر بها مدرسة ومستشفي علي أحدث مستوي من حيث التقنية الطبية والكفاءات, كما أن الكنيسة الإنجيلية في أوائل الخمسينات أنشأت الهيئة الإنجيلية وفي عام1960 واستقلت الهيئة الإنجيلية للخدمات عن الكنيسة وأصبحت هيئة خاضعة لقوانين وزارة التضامن الاجتماعي كغيرها من الهيئات والجمعيات وتخدم الهيئة الإنجيلية سنويا3 ملايين مواطن مسلمين ومسيحيين في مجالات التنمية والصحة والزراعة والإسكان وغيرها من المجالات, حيث تقوم علي سبيل المثال بعمل مساكن صغيره أو رفع كفاءة بعض المنازل في مختلف المحافظات, كما أن الكنيسة لا يقتصر دورها علي تقديم الخدمات فقط بل نقوم بالحوار الثقافي من أجل التقارب بين كل الطوائف وبين شركاء الوطن أخواتنا المسلمين بهدف بناء الجسور ودعم المواطنة. الكنيسة الإنجيلية عضو في بيت العائلة مع مؤسسة الأزهر الشريف, هل تجربة بيت العائلة حققت المرجو منها وهل بينكم تنسيق لترسيخ مفهوم المواطنة؟ بالطبع يوجد تنسيق كبير مع بيت العائلة المصرية ونحن أعضاء في أكثر من لجنة ونقوم بدور في التنسيق لتقارب وجهات النظر في القضايا الجوهرية للوقوف علي أرضيه مشتركة, وتعد تجربة بيت العائلة تجربة ناجحة للتصدي لمحاولات الفتنة الطائفية التي يحاول البعض سواء كانوا من الدخل أو الخارج إشعالها لأننا نسيج واحد في المجتمع. منح قانون دور العبادة كل الطوائف المسيحية مدة عام واحد من أجل توفيق أوضاع الكنائس غير المرخصة, كم كنيسة لديكم بدون تصريح؟ يبلغ إجمالي الكنائس الإنجيلية في مصر1500 كنيسة منها947 كنيسة موجودة بدون ترخيص وبالفعل قدمنا وفقا للقانون طلبات لتقتين تلك الكنائس ولا يوجد أي تعنت كما كان في السابق وجار حاليا إجراء استكمال إجراءات الترخيص ونحن حاليا لسنا في حاجة لإقامة كنائس جديدة نهائيا لأن العدد كاف بالنسبة لعدد المنتمين للطائفة حاليا ونتقدم بالشكر إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي والبرلمان لإصدار هذا القانون الذي كان غيابه سببا في إشعال الفتن الطائفية التي حاول البعض استغلالها للإساءة لمصر, والحقيقة توجد استجابة كبيرة لدي الدولة لتنفيذ القانون علي أرض الواقع فمثلا في عام2017 تمت الموافقة علي ترميم وتعديل19 كنيسة في محافظة المنيا فقط. مازال قانون الأحوال الشخصية محل اختلاف بين الطوائف المسيحية وبعضها.. ماذا عن آخر اتفاق بشأن القانون؟ ومتي يظهر للنور؟ بالفعل مازالت هناك اختلافات بين الطوائف المسيحية وبعضها ولكن تم إنجاز قرابة90% من مواد القانون حاليا خلال عقد العديد من جلسات الحوار بين الكنائس وبعضها ومؤخرا تم التوصل لحل بأننا نقدم القانون في المواد المتفق عليها مع وضع مادة تخص اتباع كل طائفة وحدها لأنه لا يمكن التوافق مائة في المائة علي مواد القانون, فمثلا يوجد اختلاف بشأن مادة الطلاق ووضعت شروط أخري للطلاق. تغيير الملة كان الباب الخلفي للطلاق, مما تسبب في العديد من المشكلات بين الطوائف فهل تم وضع ذلك في الاعتبار أثناء جلسات وضع القانون؟ فعلا تغيير الملة كان أهم أسباب الطلاق وكان محل الخلاف بين الطوائف المسيحية وبعضها لذلك تمت مراعاة ذلك أثناء وضع قانون الأحوال الشخصية لأنه سيكون قانونا موحدا لا يحتاج الشخص صاحب المشكلة للتحايل من أجل الطلاق ثم يعود بعد ذلك للطائفة التي خرج منها, وأكرر أتمني أن يصدر هذا القانون في أسرع وقت ممكن لإنهاء هذه الخلافات والحقيقة لا يوجد حصر دقيق بالحالات التي تطلب الطلاق ولكننا نعرف أنها مشكلة كبيرة. هل يتم عقد لقاءات للحوار بين الطوائف المسيحية وبعضها من أجل تقارب وجهات النظر في القضايا محل الخلاف؟ نعم توجد جلسات حوار ومؤخرا تم تدشين مجلس كنائس مصر الذي يعقد اجتماعا كل3 شهور ويتم الحوار من خلاله ورغم أنه حوار بطيء لكنه علي أرض ثابتة وأتمني أن يكون الحوار أكثر للتغلب علي الكثير من المشاكل التي توجه الكنائس.