قال الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء'أنا أكره مصطلح الفتنة الطائفية; وعند النظر إلي تلك المسألة لابد أن ننظر لها في الماضي والحاضر والمستقبل. فالماضي يوضح أننا تعاملنا مع المشكلة من منظور المواءمة وأحيانا من منظور أمني وليس من منظور القانون, وبالنسبة للحاضر فإن المشكلة يتم التعامل معها وفق القانون, كما أن هناك من يريد إفشال الثورة, ولا شك في هذا والتحقيقات ستكشف أشياء كثيرة في هذه الموضوعات'. وأضاف شرف في رده علي أسئلة شباب مصر التي تم تسجيلها عبر موقع مصراوي علي شبكة الانترنت واداره رجل الاعمال نجيب ساويرس حول أداء حكومته بعد100 يوم.. أن' أكثر الأمور فاعلية في تهديد أمن مصر هو الموضوع الديني'. وعن المستقبل في مسألة الفتن الطائفية, قال' إنه لا بديل عن التعامل مع تلك المواضيع من خلال دولة القانون' مؤكدا أن' هذا لن يتحقق إلا في دولة ديمقراطية يتمتع فيها الجميع بنفس الحقوق ولا يوجد بها تهميش, وأننا لابد أن نعلم أن هذا الأمر مصطنع'. وأوضح المهندس نجيب ساويرس بأن جزءا كبيرا جدا من هذه الفتن الطائفية يلام فيه أهل الدين من الجانبين, حيث إن الكثير من رجال الدين' المسيحي أولا' يعتبرون أن مهمتهم في الحياة عندما تحب مسيحية شخصا مسلما هي استرجاع هذه المسيحية, وكأنها غنيمة; وهم يفسرون ذلك علي أن هذه' الروح ضالة ويجب إنقاذها'. وعن حالة الأمن في الشارع المصري, أوضح شرف أنه في الماضي كان الأمن أمن النظام الحاكم وليس أمن المجتمع, وبالنسبة للحاضر كان التعامل بقسوة مع المتظاهرين بمثابة الخطوة الأولي في خلق حالة الفرقة بين الشعب والشرطة, ثم انسحاب الشرطة, وانهيار المؤسسة الأمنية زادت تلك الفرقة. وقال إن انسحاب الشرطة من الشوارع كان أمرا مقصودا, بجانب الاتصالات التي فقدت في أيام الثورة الأولي, مشيرا إلي أن هذا الأمر لا يزال قيد التحقيقات. وأوضح رئيس الوزراء أن القوات المسلحة تدخلت لدعم جهاز الشرطة, كما أن الحكومة فتحت الباب علي مصراعيه لتمويل احتياجات الشرطة حتي تعود إلي الشارع مرة أخري, مشيرا إلي أن الأمر مسألة وقت ليس إلا, وأن هناك تقدما في العودة إلي الشارع مرة أخري. كما لفت الانتباه إلي أن الشرخ الذي حصل في المؤسسة الأمنية كان بفعل فاعل, مشددا علي أن من أخطأ لابد أن يحاسب, رافضا في نفس الوقت محاسبة المؤسسة ككل بأخطاء أشخاص مهما كان عددهم. وفي إجابته عن سؤال لشباب مصر عن محاكمة الرئيس السابق ومسألة ما إذا كان هناك تساهل مع البعض كالدكتور زكريا عزمي والدكتور فتحي سرور, وتوقيت الانتهاء من تلك المحاكمات, قال الدكتور عصام شرف إنه لا دخل له في أعمال أو أحكام القضاء وجهات التحقيق, مشيرا إلي أن هناك تطورات مهمة حدثت بالنظر إلي محاكمة رموز النظام السابق وحبس بعضهم. وبشأن الإسراع بالمحاكمات, أوضح أن المحاكمات لابد أن تكون عادلة وسليمة وأمام المحاكم المدنية لأنك تتحدث عن استرداد أموال, فلو حدث خطأ في الإجراءات يمكن أن تبطل المحاكمة. وأكد أن ما تم من المحاكمات يعد إنجازا غير عادي( بالنظر لكم الاتهامات وسيل الشكاوي), وقال:' الملخص أن ما جري ويجري كان بعيدا عن خيال أي شخص منذ خمسة أشهر, فيجب أن نثق أن هناك قضاء عادلا محترما في مصر, ويجب إعطاء الوقت للقضاء حتي تكون المحاكمات كاملة'. وبشأن أموال مصر المنهوبة والموجودة بالخارج, قال إن القضاء المصري الشريف هو من يتولي شأن أموال مصر المنهوبة بالخارج والداخل من خلال جهاز الكسب غير المشروع, والأمر هو' مسألة ثقة بالقضاء أو عدم ثقة به' ونحن نثق في قضائنا. ولفت شرف إلي أن هناك لجنة مكونة من وزارة العدل وهذه اللجنة لها اتصالات بالمكاتب المتخصصة في استرداد الأموال المنهوبة, مؤكدا أن كل الجهد يبذل في هذا الأمر واللجنة لديها صلاحيات بالتواصل مع أي مكتب أو شركة للبحث عن هذه الأموال. وأوضح أن استرداد هذه الأموال بعد معرفة مكانها سيأخذ وقتا, فهناك بعض الدول استغرقت في استرداد أموالها المنهوبة15 سنة, مشيرا إلي ضرورة أن يدرك الناس هذا الأمر وأن الأموال إن عادت لن تخرج مرة أخري. وعلي المستوي الأمني, أشار إلي أن الأمن بدأ يعود وبسرعة للشوارع, وسيكون هناك تعاون من كافة الجهات لتأمين العملية الانتخابية. وقال إن الدستور لن يأخذ وقتا كثيرا, بالنظر إلي الفقهاء الدستوريين الموجودين في مصر, بينما أكد أن الإصلاح سيأخد وقتا, وأوضح أن هناك مخططا ضخما للاستفادة الكاملة من أرض مصر, وأكد أن انسحاب الشرطة من الشوارع خلال ثورة25 يناير كان أمرا مقصودا, مشيرا إلي أن القضاء المصري الشريف هو من يتولي شأن أموال مصر المنهوبة بالخارج والداخل من خلال جهاز الكسب غير المشروع. بدأ شرف إجاباته علي أسئلة الشباب المصري بالرد علي سؤال بشأن تقييمه للفترة التي مضت منذ قيام ثورة25 يناير وتوليه رئاسة الوزراء, وعدم الإحساس بنتائج إيجابية للثورة, قائلا:' إنه كان هناك خلل عظيم في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية, أدي إلي قيام هذه الثورة العظيمة وهذا الخلل العظيم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصلحه أو أن تعيد الأوضاع إلي ما يجب أن تكون عليه إلي مستوي الصفر في فترة قصيرة( ثلاثة أشهر), لذلك فكرة الحكومة تتمحور في كيفية وضع مصر علي الطريق( الصحيح) حتي إذا جاءت الانتخابات والوزارة الجديدة والرئيس الجديد تتسلم مصر وهي علي أول أعتاب الطريق الصحيح'. وتابع قائلا' لكن أنا معهم( الشباب) أنه في ظل ثورة عظيمة مثل هذه تبقي الآمال كبيرة جدا خاصة في وجود الإحباطات الكثيرة'. وفي رده علي تساؤل بشأن قوة الحكومة, قال شرف إنه يجب أن نقدر أن' الشعب المصري اضطهد وتعرض لظلم موضحا أنه كان ضروريا في الفترة الأولي التي أعقبت الثورة أن يكون هناك استيعاب وليس صداما, إنما الآن في الحقيقة أصبحنا نرحب بالآراء ولا نرحب بتعطيل الحياة أو الإضرار بالآخرين'. وأضاف أنه' مقدر جدا الآمال الكبيرة' مطالبا بالتفكير في الفترة الراهنة, وأنه يجب النظر إلي أنه' كان هناك خلل عظيم أدي إلي ثورة عظيمة لذا فإن الإصلاح سيأخذ وقتا.' وأكد أن آماله كبيرة في عودة مصر إلي مكانتها الطبيعية, مشيرا إلي أن الأمر سيأخذ شهورا علي أقصي تقدير سنة وتعود مصر إلي ما يجب أن تكون عليه, وفقا لقوله. وأعلن طرح كتيب تحت عنوان' مائة يوم بعد الثورة', خلال الأسبوع القادم يتضمن الإنجازات التي تمت, موضحا أن الشعور بالإحباط والحرمان لفترة كبيرة جعل الآمال كبيرة جدا, ويجب تحقيقها بسرعة. وقال' أنا أقدر هذا.. لكني أتمني أن يكون التقدير متبادلا( بين الشعب والحكومة)'. وثمن الموقف الذي اتخذته القوات المسلحة بحماية الثورة وعدم تدخلها لصالح النظام السابق. وأوضح شرف أن الأزمات التي وقعت في الفترة الأخيرة من سولار وبوتاجاز كلها كانت موجودة من قبل, مشيرا إلي أن هناك خطة أعدتها الحكومة لتوفير السلع الغذائية خلال شهر رمضان الكريم. وأشار إلي أن' الله ألهمه قوة جبارة وهي الصبر', مؤكدا أنه لم يندم علي تولي هذا المنصب, وقال' أهم شيء أن اخلص فيما استطيع فيدبر لي الله أمرا في ما لا أستطيع', وتلي قول الله تعالي' فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين'.