يخترق أذني في ليالي الربيع مواء القطط. أخرج متحفزا. أصوب الحجر إلي رأس القطة فيتفجر الدم حولها صارخة تلتهب مشاعري وتجيش روحي فرحة عيناي تتابعان القط يبتعد في هدوء متوجسا. أفعل وأستريح, لكن المواء في مواسم الحب لاينقطع فأروح لأشمت في قطة تلقي حتفها عندما يضعها القدر تحتي رحمتي. لذيذ أن أحصل علي المتعة بلا إلحاح ولادموع. أبي يضع في يدي ضعف المصروف ويدفعني للخارج, ألعب مع الأولاد. اشتري الحلوي وأعطيهم فيرحبون ويجعلونني بينهم مرموقا كل مرة اشتري فيها شيئا, أدركت أن هذا مقابل أن ينفرد بالسيدة التي لمحتها تدخل عندنا بعد خروج أمي, أبي يفعل ذلك دائما. استطعت أن أتمادي فكان يزيد ويربت علي رأسي فأرضي وأذهب. اكتشفت أني موهوب في ترتيب السهرات الملونة أقيمها في شقة أحدهم اشتري اللوازم وأعقد الصفقات. أقرب الاتفاقات وأغمز عندما يتطلب الأمر. يمكنني إحضار المطلوب في سرعة وخفة. آتي بالواحدة وأفلت من أبواب العمارات والشقق, أقدمها بليونة إلي أصدقائي. هكذا تمتلئ جيوبي ويمكنني الحصول علي طعام فاخر وملابس, رضيت بالنصيب حتي لو كنت آخر من في السهرة. ضاقت الدنيا وتغيرت النفوس, القرش صار عزيز المنال فليس أمامنا إلا أن نتعاون. لم يكن من الصعب بعد أيام العز أن أفكر في زينات ولأنها تحبني باعت بعض الأدوات والملابس. تأتي بالطعام والسجائر والمشروب لاتهمني الأنواع أتعاطي مايتيسر أصبح في الدرج زجاجات فاخرة. كانت سهلة كريمة تضع النقود فآخذ ما أشاء وانطلق وحدي أو معها ندور في الشوارع ودور السينما والملاهي. نقضي الوقت كالأطفال فرحين, ربما ابتسم الحظ فنعود ثلاثة, أو يتركانني بعد تأكدي من نجاح صفقتنا وأنها ستكون في أمان حتي الصباح, زينات ليست دائما هكذا تنقلب لبؤة شرسة عندما يجرحها أويهون من قدرها أحد فنتجنب إغضابها, جبارة لو استدعي الموقف, ناعمة كحية حتي تنهي أعمالها فتحاسبنا أنا وزميلاتها. لاعزيز لديها إلا أنا بطريقتي أطفئ ثورتها أهدهدها وأجعلها متسامحة فتنسي إلي حين. صديقاتها كلهن أعرفهن أطلب واحدة وأنسي الأخري, أنال مكافأتي فآخذ مايحلو غصبا أو خوفا لابد ان تضع رأسها علي وسادتي فتخط اظافري فوق بشرتها خطوطا حمراء فتنفرج أساريري بهجة. أقرب مني ماتروق لعيني منهن بعض الوقت حتي تبدي زينات الامتعاض فاستبدل بها غيرها, ولاتعترض إلا لو طالت لياليها. تتخوف أن اتحول عنها تاركا اياها نهبا للناس. أصدقاء زينات يأتون معهم كل شيء ويدفعون يقذفون نحوي بزجاجة أشربها وأنا أشاهد أفلام الكارتون المبهرة وأتناول مايكفي عندما استيقظ قد يكون اليوم التالي قد مضي أو قارب الظلام. أحس الجوع فأقوم باحثا وسط ما تركوه من سهرة البارحة وأشبع منتظرا زجاجة جديدة. أذكر عندما كانت أمي تضع الحلوي في فمي, تحقق ما أطلب وتحتضنني في حنان, تلقنني إجابات أسئلة تتوقعها. لا أنسي الرجل بجوارها يمسك يدها وينظر مبتسما من حين لآخر كان الرجال يفعلون ذلك ولم أسألها قط لأني كنت شغوفا بشراء أشياء لا أحصل عليها. تتملكني الحيرة فأزهدهن, بما فيهن زينات أحس الضعف والدناءة لا أملك لإحساسي دفعا.. أصرخ مكسرا الأشياء مهاجما. تحتويني بمكرها لأهدأ ساعتها أختبئ أستكين, يزيدون العطاء فأستمتع ويرتاح ضميري بما أحصل عليه أنسي انفعالاتي. أطوف بالشوارع انظر للناس, أتلكأ في الأماكن. الوقت طويل. أدخل المطعم فأشبع, أذهب للمقهي في الميدان هناك لايعرفونني. أشد أنفاس الجوزة المعطرة بروح التفاح منتشيا أضع ساقا فوق الأخري شامخا بأنفي في استعلاء. جيبي لا تستقر فيه النقود أعطي ماسح الأحذية وبائع الصحف والجرسون مايطلبون مع إكرامية كبيرة فيعتدلون وينحنون وتلهج ألسنتهم بالدعاء والشكر وألفاظ العرفان أدبا واحتراما وطمعا في الزيادة المرة المقبلة.. أحس بروحي وأرضي.. أحس أنني يجب ان اخرج لاعاود الكرة إلي المطعم والمقهي فأعطي النقود لخادمة وعربجي وبائع الممبار. غابت زينات أربعة أيام وثلاث ليال طويلة عادة لا أقلق أعرف أنها تدير المواقف بذكاء ماذا سيحدث لو تأخرت أكثر؟ لا أحد يسأل عني كلهم يحضرون بمواعيد من أجلها لانقود هنا ولا طعام ومزاجي انحرف وقاربت علي التوتر انقضي معظم الليل وكاد الفجر يبزغ, وأفلام الكارتون معادة لاتلفت اهتمامي. أريد شرابا حتي ولو نصف زجاجة عصام الصاوي