تمكن حزب الله الشيعي, الورقة الرابحة لإيران في المنطقة, من توسيع دائرة نفوذه خلال العقود الثلاثة الأخيرة ولاسيما بعد تدخله في نزاعات إقليمية عدة جدد رئيس الحكومة اللبناني المستقيل سعد الحريري دعوته إلي تحييد لبنان عنها. في لبنان مرورا بسوريا والعراق فاليمن, يشكل حزب الله أداة التوسع الأكثر فعالية لإيران, وفق ما يقول محللون, ما يثير غضب المملكة العربية السعودية, والتي أعلن منها الحريري استقالته بشكل مفاجئ في الرابع من الشهر الحالي. وقال الحريري في خطاب استقالته: إن إيران ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب, وتشهد علي ذلك تدخلاتها في الشئون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق واليمن. وتأسس حزب الله بمبادرة إيرانية بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت في العام1982 وتصاعد نفوذه تدريجيا حتي بات قوة سياسية رئيسية في لبنان, قبل أن يتوسع نفوذه إقليميا. وتصنف الولاياتالمتحدة والسعودية حزب الله الذي يمتلك ترسانة ضخمة من السلاح كمنظمة إرهابية. وتفرض واشنطن عقوبات اقتصادية علي قادته والمتعاملين معه. ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت هلال خشان: إن إيران استطاعت بفضل حزب الله العمل علي جبهات إقليمية عدة, معتبرا أن الحزب كان مفيدا جدا في نشر النفوذ الإيراني في المنطقة. ويعد الحزب وفق خشان, الأداة الأكثر أهمية بيد إيران في المنطقة, فهو من تولي تدريب قوات الحشد الشعبي الشيعية, القوة العسكرية الأكثر نفوذا في العراق. كما يقدم الخبرة العسكرية للنظام السوري والقوات الشيعية المحلية الموالية له. ويقول خشان: إن هناك عناصر من حزب الله في اليمن; حيث تدعم إيران المتمردين الحوثيين الذين يشكلون هدفا لحملة عسكرية تقودها الرياض. وبات الحزب وفق ما يقول جوزف باحوط الباحث في برنامج كارنيجي للشرق الأوسط نموذجا لكل القوي المصغرة في المنطقة, وكذلك بالنسبة للمتمردين الحوثيين في اليمن. ويعتبر باحوط أن الحزب اليوم بمثابة جوهرة التاج والقوة التي سمحت لإيران بأن تصبح في السنوات الثلاثين الماضية قوة في الشرق الأوسط. ومنذ تأسيسه, خاض حزب الله حروبا عدة مع إسرائيل في جنوبلبنان كان آخرها في2006, وقد تسببت بمقتل نحو1200 شخص في لبنان معظمهم من المدنيين و160 في الجانب الإسرائيلي معظمهم من العسكريين. ويقول باحوط: إن حزب الله وإيران برهنا سابقا أنهما لا يخوضان حروبا تقليدية, وستكون هناك حرب غير متكافئة وسيضربان في المكان الموجع, معددا علي سبيل المثال الإمارات العربية المتحدة أو شرق السعودية, أو أنهما سيحاولان إثارة التوتر في المناطق الشيعية في المملكة. ويقول بيطار: إنه في هذه المرحلة, ما زلنا في إطار نظام ينطوي علي ردع متبادل وتوازن رعب, لأن الطرفين يدركان جيدا أن أي حرب محتملة ستكون مدمرة لكلا الجانبين.