تصاعد التوتر بين السعودية وإيران حيال الصراع في اليمن بشكل خطير أمس مع تهديد الرياض بالتحرك بالشكل المناسب ضد طهران علي خلفية اتهامها بدعم الحوثيين الذين أطلقوا صاروخا باليستيا سقط بالقرب من الرياض. ويشكل الصاروخ الذي أطلق تهديدا جديدا للسعودية, إذ أنه عبر مسافة تقدر بنحو ألف كلم انطلاقا من أقرب نقطة حدودية بين شمال اليمن وجنوب المملكة, وسارعت الرياض بالتأكيد علي الرد ليس علي الحوثيين فقط بل علي إيران أيضا. وحذرت السعودية أمس إيران من أنها لن تسمح بأي تعديات علي أمنها الوطني, وكتب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تغريدات علي تويتر أن التدخلات الإيرانية في المنطقة تضر بأمن دول الجوار وتؤثر علي الأمن والسلم الدوليين, وأنه لن يسمح بأي تعديات علي أمن المملكة. ومشيرا في ذات الوقت إلي أن المملكة تحتفظ بحق الرد بالشكل والوقت المناسبين علي تصرفات النظام الإيراني العدائية, وأنه لا تسامح مع الإرهاب ورعاته, فيما يري التحالف العربي أن التورط الإيراني يعتبر عدوانا عسكريا سافرا ومباشرا, وعملا من أعمال الحرب ضد المملكة. يأتي ذلك فيما أكد وزير الخارجية البحريني, الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة, أمس, أن بلاده تعي تماما أن إيران بحزبها وحشدها وعصائبها هي الخطر الحقيقي علي المنطقة بأسرها, مشيرا عبر حسابه علي موقع تويتر إلي أن أفعال إيران تؤكد ضرورة كبحها وإزالة خطرها. إن خطر تحويل الحوثي إلي حزب الله جديد, هو ما أكده وزير الدولة لشئون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش لأن رفض الحوثي للحل السياسي يؤكد أن هذا ليس وقت مرونة في التعامل معهم, ومن المهم تعزيز الموقف الخليجي الموحد تجاه الخطر الإيراني وعميله الحوثي وهذا ليس زمن الحياد أو الارتباك. ويري المراقبون أن الظرف السياسي الإقليمي الراهن الذي جاءت فيه استقالة الحريري وردود الفعل الإقليمية عليها ينبئ بأن هذه الاستقالة ستكون لها تبعات سياسية كبيرة تتجاوز لبنان إلي ما هو أكبر, وأن المنطقة تبدو مرشحة لفتح جبهة مواجهة وتوتر إقليمية جديدة قد يكون لبنان ساحتها المرتقبة وهو ما يضع لبنان في عين العاصفة القادمة.