ما زال كلامنا و مطلبنا هو الوعي و الانسانية و الفهم الحقيقي لرسالتنا كبشر علي الأرض. ملعون الجهل و التضليل و تغييب العقول باسم أي مبرر وحجة. فالبشر كلهم عباد الله خلقهم ويملك حسابهم ويملك حسم الخلاف بينهم فيما يتعلق بالإيمان به. فالله لم يجبر الناس علي الإيمان به وتركها اختيار شخصي بنص واضح افمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفرب وهو الذي يحاسب يوم العرض عليه. والله لم يخلق وصياعنه يحاسب الناس علي إيمانها من عدمه حتي النبي صلوات ربي وسلامه عليه حين قال له اولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنينب. حتي المرتد لا حكم لنا عليه فخالقه أولي به في الدنيا والآخرة. الله من قال إننا سنختلف وإنه هو الحكم في هذا الخلاف يوم العرض عليه هكذا قال سبحانه في آياته ا الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون.ب ولهذا كله يقول المنطق والدين والعقل: آمن بالله أو لا تؤمن فهذا اختيارك وأنت من تتحمل نتيجته وحدك يوما تلقي فيه الخالق. وأنه ايا كانت عقيدتك التي تؤمن بها و تختلف عن عقيدة من يجاورك فتلك ليست مشكلتك وليس بها ما يخصك. وأنه أيا كان شكل ايمانك فمن سيحاسبك عليه هو رب العباد وليس العباد. ولهذا كله فكل ما ترونه علي ساحة الأرض من تنظيمات تدعي أنها المطبقة للإسلام أو المدافعة عن الاسلام أو المالكة لشروح الإسلام, فإنه غير حقيقي علي الإطلاق. لأن دفاعك عن الاسلام بخلق وعمل صالح لا بقتل وترويع ثم إذا كان رب العباد قد ترك الحرية للعباد في الإيمان به, أفيعقل أن تضيق أنت عليهم أو تحاسبهم؟ ودعونا نعقلها بمنطق الحساب والاستفادة. لو حسبت بهدوء حجم الاستفادة التي استفادها الاسلام من تنظيمات العنف و القتل بدءا من إخوان و سلفيين ومرابطين وداعش وقاعدة وغيرها وقارنتها بحجم ما سببوه من اساءة للاسلام, لوجدت الإساءة اكبر و اعمق. لو حسبت ذلك لوجدت ان كل تلك التنظيمات بلا استثناء كرهوا الناس في الاسلام وليس العكس,لتدرك اللعبة بوجود من يمول هذه التنظيمات لتحقيق هدف الإساءة للاسلام وتحقيق مصالح أكبر من فهمك لها. لذا يجب أن يكون لنا وقفة في بلادنا نتساءل فيها وماذا بعد؟ هل سنظل ندافع عن الاسلام مع كل ارهاب وقتل يحدث زورا باسمه ببيانات تتحدث عن وسطية الاسلام وسماحته وجماله؟ بينما نصمت علي اقتطاع آيات من القرآن و اجتزائها من سياقها لأننا إما نجهل الواقع والتاريخ واللغة وإما نخشي الحاضر وفتح باب تأتي من خلفه رياح التفكير. نعم أؤمن بأن الارهاب لا علاقة له بالاسلام والا كنا اطلقنا علي المسيحية بانها دين ارهاب مع كل حادثة قتل مارسها الغرب ضد مواطنيه أو ضدنا. أو اطلقنا علي اليهودية دين ارهابي بسبب صهيونية فكر غاشم. ان مشكلتنا هي الجهل والتعصب و السياسة. لقد ذهبت لمحافظة المنيا يوم الخميس12 اكتوبر الماضي في ورشة عمل لمدة3 ايام بالاشتراك بين المجلس القومي للمرأة و محافظة المنيا و صندوق التنمية الثقافية وشاهدت بعيني حالة الجهل بالآخر عبر نساء ثلاث قري من قري المحافظة نصفهن مسيحيات ونصفهن مسلمات بتن وتعرفن لأول مرة ببعضهن البعض فاكتشفن أنهن جميعا بشر وان مالدي كل منهن عن الآخر صورة ذهنية مكونة خطأ. تحدثن وضحكن و بكين و سلمن علي بعضهن وادركن أن الأزمة هي الجهل و ناس نسيت انسانيتها حين علمتهم بشكل متعصب. كان من بين وسائل التدريب ان ينقسمن فريقين ويتقمص كل فريق وضع الاخر. المسيحيات وضعن أنفسهن مكان المسلمات و العكس صحيح. فصارحن بعضهن للمرة الاولي بما يعرفن عن بعضهن البعض. وحينما جاءت مرحلة تقييم الذات وتقييم الاخر كان التعميم حاضرا عن الذات وعن الاخر والتعميم اول طريق التطرف. تسمع عبارة كل المسلمين طيبون أو عبارة كل المسيحيين عندهم رحمة. وهذا ليس صحيحا لأن البني ادم اي بني ادم به الشر وبه الخير, ولا علاقة للعقيدة بتصنيف أصحابها. وتبقي كلمة نحن بحاجة لأن نفهم أن الانسانية هي اساس وجودنا علي الأرض أما الدين فللديان فلا تحكموا علي أحد بدينه لأنه علاقة خاصة بينه وبين من خلقه.