وسط ردود أفعال في الشارع اللبناني داعمة لموقف رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري وأخري من المجتمع الدولي تحذر من انزلاق لبنان إلي فوضي أخري, أكد عدد من الخبراء السياسيين في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي أن خطوة استقالة الحريري قد تكون لرفع الغطاء عن تحركات إيران وحزب الله في المنطقة وفي لبنان علي الأخص, فيما توقع آخرون عدول الحريري عن استقالته إنقاذا للوضع الاقتصادي الذي تحسن خلال العام الذي تولي فيه رئاسة الحكومة وبما شهده الاقتصاد اللبناني. وتوقع محمد فراج أبو النور الخبير في الشئون الدولية أن تكون عملية تشكيل حكومة جديدة ليست بالأمر السهل, وبناء علي هذه التركيبة, فإن السياسة اللبنانية معرضة لاختلال جديد في الفترة المقبلة لأن عدم وجود حكومة تتمتع بأغلبية مستقرة يمكن أن يمثل خللا وأن يؤثر علي عمل مؤسسة الرئاسة نفسها, فضلا عن أن لبنان تنتظر استحقاقات جديدة في العام المقبل علي رأسها انتخابات البرلمان التي انتهت مدته وتم التجديد له أكثر من مرة. وحول إمكان تراجع الحريري عن الاستقالة, قال فراج: لا أعتقد أنه سيتراجع لأنه حينما أقدم عليها أراد رفع الغطاء السياسي عن وجود حزب الله في الحكومة اللبنانية باعتباره يملك عدة وزراء فيها وعن المؤسسة السياسية اللبنانية أو الحكم في لبنان والواقع أن من شأن هذا أن يجعل التهديدات الأمريكية لحزب الله باعتباره مؤسسة إرهابية وفقا للتعريف الأمريكي يتيح لها إمكان اتخاذ إجراءات سياسية وربما عسكرية بمساعدة إسرائيل ضد حزب الله وضد لبنان عموما وبشكل أخص ضد الرئاسة اللبنانية التي لا ترضي عنها أمريكا بسبب موقفها من الصراع في سوريا وتأييدها للرئيس بشار الأسد. من جانبه, أكد إبراهيم الشهابي, مدير مركز الجيل للدراسات السياسية والإستراتيجية أن هذه الاستقالة تعني أن هناك تصاعدا في الأزمة داخل لبنان ووصول حالة الصراع في سوريا إلي نقطة اللا عودة بعد فشل كل محاولات التسوية أو عدم إنجاز كل بنود التسوية بسوريا نتيجة صراع القوي الدولية وأيضا الدور الذي تلعبه إيران في تأجيج حالة الصراع في لبنان واليمن. وأشار إلي أنه لابد من إيجاد صيغة عربية واضحة للوقوف ضد التدخلات الإيرانية السافرة في الشئون العربية عن طريق احتلال القرار السياسي من قبل حزب الله داخل لبنان بسبب ممارساته غير المنطقية تجاه الاتفاقات الدولية. وأضاف الشهابي أنه للأسف استطاعت إيران عبر شعارات المقاومة أن تمرر أسلحتها إلي المنطقة العربية. وأكد أنه من أهم وأخطر انعكاسات استقالة الحريري هي احتمالية نشوب حرب إقليمية ويبدو أن حزب الله مازال مصمما علي جر لبنان لساحة الحرب.