فيما تخطو مستشفي أسوان الجامعي كل يوم خطوات كبيرة نحو مزيد من التطور الطبي في العديد من الأقسام التي تشهد إجراء عمليات جراحية لم تكن تجري من قبل في هذا الصرح الطبي الكبير, وهو ما يؤكد بعد نظر المسئولين في محافظة أسوان الذين بذلوا جهدا كبيرا لتحويل هذا المستشفي من تعليمي إلي جامعي رغم الاعتراضات التي لاقوها من الكوادر الطبية القديمة بالمستشفي. جاء إجراء جراحات زرع قواقع الأذن التي أجريت علي مدي اليومين الماضيين لتبرهن علي تواصل التعاون ما بين جامعي أسوان و المستشفيات الجامعية الكبيرة لتدريب وتأهيل أطباء أسوان علي جميع الجراحات المعقدة مما يمنح أهل المحافظة الثقة في إجرائها والعزوف عن السفر إلي أسيوط والقاهرة للعلاج. يقول وائل صاوي بالسياحة إن مستشفي أسوان الجامعي جاء نجدة للأسوانيين الذين كانوا يلجأون إلي العلاج خارج المحافظة بسبب ضعف الإمكانيات البشرية مما كان يكبدهم أعباء مالية كبيرة, مشيرا إلي أن الخدمات الصحية في أسوان تتحسن بدرجة كبيرة وهو ما يبدو واضحا في منشئاتها الطبية التي كانت لا تسر عدوا ولا حبيب وتشهد حاليا طفرة كبيرة. وأشار محمد الداعون من أبناء المحافظة إلي أن المواطن الأسواني ظل مهملا لسنوات طويلة عاني خلالها من سوء الخدمات الصحية علي العكس تماما من السنوات الثلاثة الأخيرة التي شهدت اهتماما غير مسبوقا بمجال الصحة, وقال أسوان الآن لديها مستشفي جامعي راق ومعهد لعلاج الأورام, فضلا عن مستشفي للحميات والتأمين الصحي ومستشفيات مركزية تشهد تطورا كبيرا, بالإضافة إلي المركز العالمي للدكتور مجدي يعقوب الذي نفخر به, لافتا إلي أن هناك قصور في بعض الأقسام بالمستشفي الجامعي ولكن يتم تلافيها خطوة خطوة. من جانبه شدد الدكتور أحمد غلاب رئيس جامعة أسوان علي ضرورة الاستماع جيدا إلي أية شكاوي من المرضي والمواطنين, ووجه إدارة المستشفي إلي حسن استقبال المرضي والعمل علي توفير الرعاية الكاملة لهم بالتدخل الطبي السريع في إطار انضباط المنظومة الصحية بالمستشفي, مؤكدا عدم التهاون مع أي تقصير يضر بالمواطنين. وأشار رئيس الجامعة علي هامش متابعته لإجراء جراحة دقيقة لزرع قوقعة لطفل يبلغ من العمر أربعة أعوام إلي أن هذه العملية الجراحية تجري للمرة الثانية بالمستشفي الجامعي, حيث لم تجر بمستشفيات الجامعات المصرية من قبل وتم التصريح بإجرائها عقب زيارة لجنة من وزارة الصحة, لافتا إلي أن مثل هذه الجراحات تعمل علي تخفيف العبء عن مواطني أسوان بعدم سفرهم الي خارج المحافظة والانتظار في قوائم الانتظار داخل المستشفيات الأخري. وأضاف الدكتور عصام أبوالمجد رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة أن هذه الجراحات الدقيقة تتم تحت رعاية رئيس الجامعة وبإشراف الدكتور حسين الشريف عميد كلية الطب والدكتور عبدالله العبيدي مدير المستشفي والدكتور عبدالرحمن الطحان المشرف علي الوحدة, بالإضافة إلي الدكتور إيهاب ندا أستاذ جراحات زرع القوقعة بمستشفيات جامعة عين شمس الذي قام بإجراء تلك الجراحات وتدريب فريق العمل بالقسم. وأوضح أن قسم الأنف والأذن والحنجرة بالمستشفي يشهد تطورا ملحوظا, حيث يضم وحدة السمعيات, فضلا عن وحدة التخاطب التي تشرف علي متابعة الأطفال الذين يقومون بعمليات زراعة القوقعة, كما تشهد الجراحات طفرة كبيرة من خلال إجرائها بالمناظير والميكروسكوب الجراحي الدقيق بالأذن الوسطي, بالإضافة إلي عمليات مناظير الحنجرة, مما يسهم في تقديم خدمات طبية عالية المستوي للمواطنين.