سيارات متهالكة وأخري هامدة ورواتب متدنية وإهمال وتجاهل من كل جانب.. بهذه الكلمات البسيطة عبر غالبية العاملين بمرفق النقل الداخلي بالمحلة من سائقين ومحصلين وموظفين الذين استغاثوا( بالأهرام المسائي) لتوصيل شكاواهم وإيجاد حل لأزماتهم المزمنة منذ سنوات من حجم التردي الذي ضرب المرفق الحيوي في مقتل بعد توقف122 سيارة عن الحركة من أصل127 سيارة مما يمثل كارثة جديدة من نوعها لم يشهدها المرفق الحيوي الذي يخدم مدينة العمل والعمال من قبل, كما جعلهم الوضع القائم يجلسون حاليا داخل مقر المرفق بلا عمل في انتظار الفرج.. فمن جانبه, أكد ربيع غالي رئيس حركة مرفق النقل الداخلي بالغربية أن المرفق يعتبر واحدا من أقدم وأكبر المرافق الحيوية التي تخدم قلعة الصناعة المصرية حيث أنشيء عام1961 وكان يضم بين جنباته820 عاملا ويعمل بسعة127 سيارة أتوبيس وظل بمثابة شريان الحياة لمواطني وعمال وطلاب المدينة الصناعية الكبري وهمزة الوصل الرئيسية بين القري المجاورة لها وشركة غزل المحلة التي تضم17 ألف عامل بالإضافة لعمال مصانع القطاع الخاص لكن يد الإهمال امتدت لتدمره منذ سنوات عديدة وانخفض عدد السيارات الي28 سيارة نتيجة الأعطال المتكررة يعمل منها حاليا خمس سيارات فقط بعد توقف23 سيارة عن العمل لغياب الصيانة ونقص الموارد المالية اللازمة لشراء قطع غيار جيدة بدلا من الاعتماد علي شراء مستلزمات وقطع غيار معظمها رديئة وهو ما انعكس بالسلب علي أداء دوره المهم في خدمة توصيل آلاف البسطاء من العمال والفلاحين والطلاب الذين يعتمدون علي أتوبيسات المرفق كوسيلة أساسية في تنقلاتهم اليومية خاصة عمال شركة غزل المحلة والشركات الصناعية الأخري سواء التابعة للقطاع العام أو الخاص التي كانت تتولي سيارات المرفق نقلهم يوميا من القري والنجوع التي يقيمون بها إلي مقار أعمالهم وأيضا الآلاف من طلاب المدارس والجامعات الذين أصبحوا جميعا يواجهون صعوبات في الوصول إلي مدارسهم وكلياتهم بسبب اختفاء أتوبيسات المرفق وعدم توافر وسائل المواصلات الأخري التي لاتصل الي القري والنجوع البعيدة وهو ما يتطلب سرعة تدخل المسئولين لإنهاء أزمة ومشكلة مرفق النقل الداخلي بالمحلة بشكل نهائي بعد أن سئم جميع العاملين من مخاطبة رؤساء مجلس إدارة المرفق بمحافظة الغربية أكثر من مرة لوضع حلولا جذرية لأزماته لكنها لم تلق استجابة حتي ظل المرفق ينزف واقترب من إغلاق أبوابه نهائيا. بينما كشف جمال حسين سائق عن حجم المأساة التي يعيشها العاملون نتيجة تدني رواتبهم التي لم يقابلها اي زيادة تناسب ارتفاع الأسعار الجنوني في الفترة الاخيرة حيث لايتعدي الاجر الاساسي للعامل235 جنيها ويرتفع بالاجرالاضافي المتوقف عن الصرف حاليا لحين تشغيل غالبية سيارات المرفق إلي585 جنيها وهي بالطبع رواتب ضعيفة وضئيلة للغاية لا تكفي احتياجات العمال لمواجهة الكثير من الالتزامات الأسرية بالإضافة إلي تأخر صرف الرواتب في مواعيدها المقررة شهريا بحجة انخفاض الإيرادات عن المصروفات كما لم نحصل علي اي علاوت حتي الآن.. أسوة بباقي قطاعات الدولة المختلفة وهو ما أصاب العاملين في مقتل وطالبوا بتطبيق الحد الأدني للاجور لمواجهة أعباء الحياة وتمنوا أن تصل أصواتهم لأذن المسئولين ومراعاة ظروفهم المعيشية الصعبة وسرعة إعادة المرفق لسابق عهده. وفي محاولة لإنقاذ ما تبقي من أتوبيسات مرفق النقل الداخلي بالمحلة أكد اللواء طلعت منصور رئيس مجلس إدارة المرفق وسكرتير عام محافظة الغربية أن هناك خطة شاملة وبرنامجا زمنيا يستهدف إعادة هذا الشريان الحيوي لمكانته حتي يعمل علي خدمة وراحة المواطنين البسطاء كما تقرر عقد اجتماع عاجل الأسبوع القادم مع مسئولي المرفق لمناقشة مشاكلهم وحل الأزمات القائمة.